أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

تحالف الأمل.... الوهم الإيرانى

أسامة عجاج

السبت، 21 ديسمبر 2019 - 07:49 م

 

دق الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودى «المسمار الاخير» فى «نعش المبادرة الايرانية»، التى طرحها الرئيس حسن روحانى فى ٢٥ سبتمبر الماضي، من على منصة الامم المتحدة، وأطلق عليها اسم «مبادرة هرمز للسلام» أو «أمل»، والتى تدعو إلى تشكيل تجمع بين ايران ودول الخليج، يستهدف قصر حماية الملاحة فى مضيق هرمز وغيرها على دول المنطقة، بعيدا عن اى دور دولى خاصة الامريكي، ومن قبلها الاقتراح الذى عرضه وزير الخارجية الايرانى محمد جواد ظريف، اثناء زيارته للكويت فى ١٩ اغسطس الماضي، بالدعوة إلى توقيع «اتفاق عدم اعتداء» بين إيران ودول الخليج، حيث جاءت اجابة الوزير السعودى على سؤالى فى المؤتمر الصحفى فى ختام القمة الخليجية الاخيرة فى الرياض، حاسمة، وواضحة ولا تقبل التأويل، عندما استفسرت منه عن وجود تشاور او بحث بين القادة او على اى مستوى آخر للمبادرة الايرانية، خاصة وان طهران تحاول الترويج لمزاعم عن وجود تفهم من بعض دول الخليج لها، حيث قال الوزير نصا: «من الصعب أن تكون إيران جزءا من منظومة أمنية فى المنطقة» فالتهديد الإيرانى يطال كل دول الخليج، وعلى النظام الإيرانى تغيير تصرفاته فى مهاجمة السفن فى الخليج، وتزويد الميلشيات بالأسلحة، وتمويل الإرهاب، وزعزعة الاستقرار قبل أن تدعو للسلام، ولمح الوزير «إلى ان الهجوم على منشآت شركة أرامكو السعودية تم بأسلحة إيرانية»، وهو ما أكدته واشنطن منذ ايام، وظنى انه كان يتحدث نيابة عن كل دول الخليج وليس عن المملكة وحدها.
المبادرة هى محاولة إيرانية للهروب إلى الامام، او القفز إلى المجهول، ويكفى ان نتوقف هنا عند الظرف السياسى الذى اختارته ايران لإطلاق مبادرتها، التى جاءت بعد ١١ يوما فقط من أسوأ اعتداء إرهابى على منشأتى نفط لأرامكو، تسبب فى توقف نحو نصف إنتاج المملكة من الخام، وأكدت الرياض وواشنطن ودول اوربية أخري، أنه من تنفيذ طهران، كما جاءت على خلفية تصاعد التوتر فى الخليج بين إيران والولايات المتحدة فى الصيف الماضي، والتى وصلت إلى حد إمكانية المواجهة المسلحة، بعد أن قررت واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى فى مايو من العام الماضي، وفرضها عقوبات جديدة على إيران، لمنعها من تصدير نفطها، والذى دفع إيران أيضاً إلى التلويح بإغلاق مضيق هرمز المعبر الاستراتيجى لتجارة النفط العالمية، فى حال نفذت واشنطن عملاً عسكرياً، المبادرة بهذا الشكل تحاول تجاوز جبال من التوجس والشك والتوتر، فى العلاقات بين دول الخليج وايران، طوال ٤٠ عاما منذ وصول رجال الدين إلى الحكم هناك، والالتزام بسياسات تصدير الثورة، والتدخل فى الشئون الداخلية فى العديد من الدول، عبر الخلايا النائمة فى الخليج، ودورها السلبى والمخرب فى ملفات مثل اليمن، عبر جماعة الحوثي، وكذلك حزب الله فى لبنان، وعبر فيلق القدس وقاسم سليمانى فى العراق وسوريا، ولم يعد خافيا على احد، دعمها لعناصر شيعية فى مملكة البحرين وعلى رأسها» تنظيم سرايا الأشتر» المتورط فى العديد من العمليات الإرهابية وتدريب واستضافة عناصر شيعية بحرانية، المشروع محاولة للاستفراد بدول الخليج ورهن أمنها واستقرارها بايران، دون ادراك ان الطبيعة الاستراتيجية للمنطقة لعوامل عديدة، تخرج أمنها واستقرارها واعتبارها شأنا داخليا يخص دول المنطقة إلى الإطار العالمي، ومنها اعتماد العديد من دول العالم فى أوربا وآسيا على نفط الخليج. آخر أهداف ايران من مشروعها، هو شق الصف الخليجي، بالترويج لفكرة ان معظم دول الخليج تتفهم الطرح الايراني، رغم النفى الكويتي، على لسان رئيس الوزراء الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ، والرؤية العمانية التى عبر عنها عميد الدبلوماسيين العرب الوزير يوسف بن علوي، اثناء زيارة اخيرة له إلى طهران عندما تحدث عن ضرورة «عقد مؤتمر شامل بمشاركة الدول المعنية»، وهم بهذا التوصيف كثر، فالمهتمون بأمن الخليج وسلامة الملاحة أوربا وآسيا وأمريكا، بينما الحوار وفقا للمبادرة الايرانية مقصور عليها مع دول الخليج،
وأخيرا على طهران ان تتفهم ان عليها طريقا طويلا من الالتزامات الواجبة، وخطوات مهمة لبناء الثقة، حتى يمكن قبولها ضمن منظومة أمنية فى منطقة الخليج، دون الترويج لأوهام، هى اول من يعرف انها لن تتحقق.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة