السبت، 21 ديسمبر 2019 - 11:15 م

بين هموم اليُتم وأحلام العيش في كنف أسرة تحتضنهما، قررا تكوين عائلاتهما الصغيرة، وكأي عروسين حلما بليلة «كتب الكتاب»، وتمنيا أن يجدا من يقف إلى جانبهما ويقدم لهما العون، لينتشلهما من حياتهما البائسة إلى سعادة واستقرار، صدمتهما الرياح بما لم تشتهيه سفينتهما.

أسامة وعلا عروسان ترعرعا في إحدى دور الأيتام بطنطا، وبعد نضوجهما وبلوغهما السن القانونية، قررا الزواج لبدء حياة جديدة علها تعوضهما عما فاتهما من دفء الأسرة، ويلقيا خلفا ظهرهما «اليتم والوحدة»، إلا أن الوحدة أبت أن تحقق لهما حلمهما، وحدث ما لم يكن متوقعًا خلال كتب كتابهما بأحد المساجد الشهيرة في طنطا كبديل عن دار الأيتام.

لحظات صمت مرت على العروسين وهما يشاهدان حلمهما يتحقق بحضور الأصدقاء والأحباب في يوم كتب كتابهما، وجد أسامة وعلا أنهما وحيدان أمام المأذون، ولا يوجد معهما إلا عددٍ قليلٍ من أصدقائهما في الدار، لا يتعدى أصابع اليد وبعض من موظفي ومسئولي الدار ليتصلبا من المشهد فالعروسين بلا أقارب.

في أقل من دقيقة خطر على بال أصدقاء العروسين فكرة غير مسبوقة؛ إذ أطلق أحدهم دعوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأهالي طنطا لحضور فرح أسامة وعلا، في قاعة نقابة الزراعيين، يوم الخميس المقبل 26 ديسمبر، ليكونوا هم الأهل والأقارب والأصدقاء والسند، لتنهال التعليقات بالمئات في استجابة سريعة لقبول الدعوة.

«بوابة أخبار اليوم» تواصلت مع العريس الشاب أسامة، الذي أكد أنه لا يحب إحساس الشفقة، وأن بعض الأشخاص عرضوا مساعداتهما ماديًا، إلا أنهما لا يحتجان سوى وجودهم بجانبهما يوم فرحهما، فدار الأيتام وفرت لهما كل يحتاجانه، مختتمًا: «بوجه الدعوة لكل أهالي طنطا لحضور الفرح.. فهذه أجمل هدية لي أن أشعر أن هناك من يقف بجانبي واستند عليه يوم زفافي».