هناء عبدالفتاح
هناء عبدالفتاح


إشتروا منى

تأويل ما لم يستطيعوا عليه صبرًا

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 22 ديسمبر 2019 - 06:50 م

بفلم / هناء عبدالفتاح

الآن تتضح الرؤية وتتراجع كل علامات الاستفهام للخلف كثيراً، الآن يستطيع كل ذى سمع وبصر أن يسحب من عقله كل علامات التعجب، الآن يجدر بالسادة الجالسين خلف كيبورد السوشيال ميديا يدلون بدلوهم فى كل حاجة وأى حاجة بلا توقف أن يهدأوا قليلاً، ويجدر بالسادة الجهابذة ملاك الحكمة والحقيقة الكاملة حصرياً دون غيرهم أن يعترفوا بوصول تأويل كل ما لم يستطيعوا عليه صبراً، بالأمس القريب هاجموا بضراوة فكرة صرف مليارات على تطوير سلاح الجيش المصرى، وقضوا أياما وأسابيع فى نصب مندبة مهولة على ضوء فكرة أن الفقراء أولى بتلك الأموال المهدرة .


متناسين إما عن جهل وإما عن عمد أن الحق بدون قوة تحميه وتضمن قيامه لن يبقى، وأن البقاء للأقوى فى زمن لا يستحى فيه أهل الباطل،  اليوم وصلت الحقيقة الكاملة معلنة بلا لبس أو مواربة، البحر الأبيض المتوسط هوة الهدف يا سادة، كشر الوالى العثمانى عن أنيابه بتصريحاته الأخيرة واتضحت جلياً لنا وللعالم كله مطامعه فى اكتشافات مصر من حقول الغاز تحت سطحه، ولولا أن وصلته الرسالة شديدة اللهجة لكان الوضع مختلفاً كثيراً.


ولولا إحاطته الكاملة بأن الجيش المصرى يملك القوة التى ستنسفه من على الأرض نسفاً لو حاول التعدى على السيادة المصرية بأى شكل لكان الأمر مختلفاً كثيراً.


الابتعاد خطوات للخلف أيضاً سيجعل آليات تأويل ما لم يستطيعوا عليه صبراً أكثر وضوحاً، فمصر تقع وسط منطقة ملتهبة تعج بأوضاع شديدة التشابك والتعقيد على مستوى السياسة والاقتصاد والنزاعات العرقية والطائفية والمذهبية أيضاَ، وكل الاحتمالات واردة ومفتوحة فى ظل ما وصل إليه الحال فى سوريا وليبيا والعراق واليمن، والأمر الواقع يقول إن الجيش المصرى وحده يتحمل الآن مسئولية الأمن القومى المصرى والعربى أيضاً، ويقع على عاتقه تبعات أنه جيش مصر رمانة ميزان المنطقة، وبناء عليه سيجزم كل عاقل متجرد من الهوى بأن ما حدث من رفع كفاءة تسليح جيشه كان ضرورة حتمية لا جدال فيها تحسباً لألف ألف احتمال لن يتسع المجال لسردها، لا ننكر أهمية التفكير فى حال الفقراء وضرورة رفع مستواهم المعيشى لكن سيادة مصر على أراضيها أهم وأولى، وقدرة مصر على الرد بشراسة على أردوغان وأمثاله أهم وأولى، وفكرة أن تعيش بكرامة وسيادة على أرضك مقدمة على فكرة أن تعيش أصلاً.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة