جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

.. وكان الانتصار لكل شعوب العالم

جلال عارف

الأحد، 22 ديسمبر 2019 - 07:17 م

قبل أيام كانت بشائر النصر تقترب من الاكتمال.. طلائع المراقبين الدوليين وصلت لمشارف المدينة لتكون شهودا على الانسحاب الأخير لقوات العدوان. الدوريات التابعة لقوات الغزو اختفت بعد أن زاقت الأمرين من المقاومة الشعبية، وبعد أن أصبح سير إحداها فى شوارع المدينة رحلة لمواجهة الموت فى أغلب الأحيان. أنهى أهل بورسعيد بقرار منهم حظر التجول وبدأوا الاستعداد ليوم النصر العظيم.
كانت واحدة من معارك التاريخ التى لا تنسى. العدوان الذى ظنوه نزهة قصيرة يستعيدون فيها قناة السويس التى عادت لمصر، اصطدم بإرادة شعب امتلك مصيره بعد ثورة يوليو ومضى يحقق أهداف الحركة الوطنية فى التحرر والاستقلال والنهضة.
على صخرة بورسعيد تحطم العدوان وسقطت المؤامرة. صمدت المدينة الباسلة لقنابل الطائرات والأساطيل الغازية. ووقفت شعوب العالم إلى جانب مصر، وعندما دخلت قوات الغزو إلى المدينة بعدالصمود الأسطورى، كان عليها أن تواجه مقاومة بطولية لم تتوقف حتى اندحر العدوان، وسلمت دول الغزو بالهزيمة التى اكتملت فى مثل هذا اليوم الذى أصبح عيدا للنصر الذى غير وجه العالم.
لم يكن فقط انتصارا لمصر استعادت به استقلالها وطهرت أرضها واستعادت قناتها. لكنه أيضا كان بداية لعصر جديد. انتصار مصر أسقط آخر امبراطوريات الاستعمار القديم. واستعادتها للقناة ألهمت شعوب العالم أن توقف نهب ثرواتها. انطلقت حركات التحرر فى العالم العربى وفى أفريقيا وآسيا وحتى أمريكا الجنوبية تستلهم انتصار مصر وأسطورة بورسعيد.
فى زمن نخوض فيه حربا ضد معارك تزييف الوعى وتزوير التاريخ، يحق لنا أن نحتفل بأيامنا العظيمة وأن نحافظ على ذاكرتنا الوطنية، وأن نتيح لأجيالنا الجديدة أن تبنى على انتصارات الماضى.
المجد للشهداء، والتحية لبورسعيد التى ستظل رمزا خالدا لشعب مصر حين يقرر، وحين يقاوم، وحين ينتصر، وحين يلهم شعوب العالم لتصنع التاريخ وتنتصر للحرية والتقدم.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة