محمد السيد عيد
محمد السيد عيد


الوصل والفصل

إبراهيم باشا

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 22 ديسمبر 2019 - 07:39 م

بقلم / محمد السيد عيد

لو كنت مسئولاً عن الإنتاج الدرامى فى مصر لقمت فوراً بإنتاج مسلسل عن إبراهيم باشا، ليكون عنصراً من عناصر الدعم المعنوى للشعب المصرى والعربى فى مواجهة الحرب النفسية التى تشنها الآن تركيا على مصر، ونرد به على مزاعم تركيا فى الخلافة.


كانت "دولة الخلافة" فى بداية القرن التاسع عشر قد صارت رجلاً مريضاً. لذلك قرر محمد على أن يكوّن مملكة عربية فى مواجهة هذه المملكة التى شاخت. فى البداية طلب من الخليفة العثمانى بالحسنى أن يسند إليه حكم بلاد الشام، لكن الخليفة خاف منه، ورفض أن يضم الشام إلى مصر، فقرر محمد على أن يضم الشام بالقوة. وكلف ولده إبراهيم باشا بقيادة الجيش المصرى الذى تسلح تسليحاً حديثاً، وتدرب على أيدى القادة الفرنسيين الذين تم تسريحهم بعد هزيمة نابليون. وبدأ الجيش التحرك.


فتحت الشام ذراعيها للمصريين، فقد ضاق الشوام بالحكم العثمانى، وانضمت فلسطين كلها لإبراهيم باشا، عدا عكا، دون قتال، ورحبت به لبنان، وانضم إليه الأمير بشير الشهابى ومعه قوات شامية، وراحت القوات الشامية تزداد شيئاً فشيئاً حتى صار الجيش جيشاً عربياً، يسعى لتحرير الشام من الاحتلال التركى.


عين السلطان العثمانى قائداً للجيش التركى اسمه عثمان بك اللبيب، لكن الحامية المصرية فى طرابلس أوقعت به الهزيمة، وتوجه إبراهيم لمنازلة هذا القائد، إلا أنه ولى الأدبار حين علم بقدوم إبراهيم باشا، فطارده إبراهيم حتى وصل لحماة، ثم عاد إبراهيم نحو بعلبك ليتزود بالمؤن، فظن اللبيب أن جيش إبراهيم انسحب لأنه يعانى من المشاكل، فتبعه، فلقاه إبراهيم باشا فى منطقة تسمى الزراعة وقضى على جيشه قضاءً تاماً.


وتبع هذا الجيش جيوش تضم خيرة القادة الأتراك. أحد هؤلاء القادة كان يسمى قاهر الإنكشارية، ويعتبرونه من الأبطال، فانتهى أمره تماماً واختفى من الوجود، وقائد آخر هو الصدر الأعظم، أى رئيس الوزراء، أسره إبراهيم باشا وهزم جيشه، وقائد ثالث كان يساعده قادة أجانب من بروسيا، هزمه إبراهيم باشا، ثم تقدم حتى صار على مسيرة يوم واحد من استانبول.


أمجاد عسكرية عظيمة، تستحق أن نسجلها فى عمل درامى كبير نذكر به الأتراك بما حدث لهم على يد الجيش المصرى، حتى يفكروا ألف مرة قبل أن يواجهوا الجيش المصرى. هل يستجيب أحد لندائى؟.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة