وزير الأوقاف
وزير الأوقاف


صور| وزير الأوقاف: التعصب لا يصدر إلا عن أصحاب المصالح النفعية الضيقة

إسراء كارم

الإثنين، 23 ديسمبر 2019 - 05:03 م

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن التعصب أمر مقيت، وهو عكس الفطرة الإنسانية السوية، ولا يصدر إلا عن أصحاب المصالح الضيقة المتاجرين سواء بالخطاب الديني، أم بالخطاب الإعلامي.

وطالب خلال افتتاح المؤتمر الذي عقد بكلية الإعلام بالجامعة الحديثة اليوم الاثنين، بعنوان: «الإعلام بين التعصب وقبول الآخر»، بموقف عالمي جاد وواضح وصريح في رفض التمييز ضد الإنسان، أو اضطهاده على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو العرق، وألا يكيل بمكيالين أو بمكاييل مختلفة فيما يتصل بحق الإنسان في الحياة الكريمة، حيث أكرم رب العزة سبحانه وتعالى الإنسان على إطلاق إنسانيته، دون نظر إلى دينه أو جنسه أو لونه أو عرقه أو لغته فقال سبحانه : {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}.

وقال إن الإعلام صناعة وفن ورسالة، ولا ينكر دوره وأهميته إلا مغيب عن الواقع، فلا شك أن الإعلام الهادف الرشيد أحد أهم عوامل بناء الوعي و مكونات الشخصية السوية، ومما لا شك فيه –أيضا- أن الإعلام واحد من الأسلحة العصرية في المعارك والقضايا الفكرية والثقافية وتجييش الرأي العام أو تهيئته، وأن فقه المرحلة يحتاج إلى التوازن بين الإعلام الكاشف والإعلام الباني , فلا يمكن لأحد أن ينكر دور الإعلام الرشيد في بناء المجتمعات والدول بصفة عامة وبناء الفكر الرشيد بصفة خاصة، كما لا يمكن لأحد أن يتجاهل خطر استخدام بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل في العمل على هدم الدول أو إفشالها، وبخاصة الإعلام الممول من تلك المنظمات أو الدول الراعية للإرهاب .

واستكمل: « الإعلام بصفة عامة جزء من الوطن ومن أهم مكوناته، والإعلاميون هم نخبة من أبنائه ومثقفيه ومستنيريه، فمن يبصّر بقضايا الوطن الحقيقية ويواجه مخططات أعدائه إن لم يكونوا هم في الطليعة من ذلك؟»، مضيفا أن الإعلام الرشيد جزء من الحل وليس جزءًا من المشكلة ولا يمكن أن يكون، كما أننا نؤمن بأن الإعلام ليس مجرد مصور فوتوغرافي للأحداث.

ولفت إلى أن مهمة الإعلام أكبر من ذلك بكثير، فله إلى جانب مهامه في التوعية والبناء والتثقيف مهام رقابية كاشفة لا تقل أثرًا عن دور كثير من الجهات الرقابية التي تعمل على مواجهة الفساد بكل صوره وألوانه ماديًّا كان أو معنويًّا، وليس لأحد أن يعمل على تجريد الإعلام من اختصاصاته أو يعمل على تحويله عن طبيعته أو يصرفه عن مهامه ومساره الصحيح، إلا إذا كان لديه ما يخشى من المواجهة به، غير أن ثمة فرقًا كبيرًا وشاسعًا بين الإعلام الموضوعي البناء والإعلام الإثاري أو الهدَّام».

وأوضح أن الإعلام الرشيد لا يمكن أن يقوم على مجرد تصيد الأخطاء أو حتى مجرد رصدها وينتهي دوره عند هذا الحد معتبرًا الإثارة غاية لا وسيلة، وهو الذي يسهم في اقتراح الحلول، ومعالجة المشكلات، ويهيئ الطريق وينيره أمام القائمين على شئون البلاد والعباد والمؤسسات، وهو الذي يذكر الإنجاز كما يبرز الإخفاق، والذي يشد على عضد المجتهدين كما ينعي باللائمة على المقصرين، وهو الذي يعي طبيعة كل مرحلة وما تقتضيه المصلحة الوطنية، واختيار الأوقات المناسبة لمعالجة القضايا».

وتابع: « الإعلام الرشيد يعني الموضوعية دون تهويل أو تهوين أو إفراط أو تفريط، ويسمو صاحبه فوق الانطباعات الشخصية إلى درجة المعالجة الموضوعية، وهو الذي ينصف المختلف معه عندما يحسن أو يكون الحق في جانبه، كما ينصف المتفق معه أو حتى الموالي له ولا سيما إن كانت الصحيفة حزبية أو خاصة .

وذكر أن الإعلام الرشيد هو الذي يحدد أهدافه ويعمل على تحقيقها، ويرتب أولوياته ويعمل على إنجازها، ويتخذ من كل ما يؤدي إلى البناء والتعمير ومواجهة الفساد والانحراف ومحاولات إفشال الدولة خطا ثابتًا .

ونبه بأنه علينا الحذر من الانسياق خلف إعلام الجماعات الإرهابية، وكتائبها الإلكترونية، وأبواقها الإعلامية، وكل من يسير في كنفها على طريق الهدم، والتشويه، والكذب والافتراء، وقلب الحقائق، بل إن واجبنا أن نتعاون على كشف هؤلاء المجرمين وفضحهم وبيان عمالتهم وخيانتهم، وأن نحذر بوضوح وشفافية من هؤلاء الخونة العملاء المأجورين ومن أبواقهم ومواقعهم المحرضة على الفتن، وهدم الأوطان، وخدمة مخططات الأعداء، قال تعالى: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.

وفي نهاية اللقاء، كرمت الجامعة الحديثة وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، وأهدته درع الجامعة تقديرًا لجهوده في خدمة الدعوة وخدمة الوطن، وذكرت في حيثيات تكريمها أنه صاحب سجل حافل من العطاء الوطني والانجاز في مختلف جوانب العمل بوزارة الأوقاف، سواء ما يتصل بالتأليف والنشر، أم يتصل بنشر الفكر الوسطي المعتدل، أم يتصل بإعداد الأئمة وتأهيلهم، أم يتصل بالدور الاجتماعي لوزارة الأوقاف، أم بالدور الذي تؤديه الوزارة على المستوى الدولي في ظل ريادة مصر العالمية للفكر الوسطي المستنير .

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة