عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

٢٠١٩ عام المواجهات الصريحة!

‬عبدالقادر شهيب

الإثنين، 23 ديسمبر 2019 - 07:34 م

 

نعيش الآن آخر أيام عام ٢٠١٩ ونمنى أنفسنا كما نفعل فى كل عام أن يكون العام التالى أفضل رغم أن كل عام نودعه يورث العام الجديد إجباريا ما شهده وما حدث فيه سواء كان إيجابيا أو سلبيا!.. ولذلك حتى نتبين ملامح عامنا الجديد (٢٠٢٠) لابد أن نراجع دفتر أحوال عامنا الحالى الذى نستعد لتوديعه بعد بضعة أيام قليلة.
ومن خلال هذه المراجعة لما شهده عامنا الحالى من أحداث مختلفة ومتنوعة يمكننا أن نطلق عليه عام المواجهات الصريحة فى العالم.. نعم أعوامنا التى عاشتها البشرية على ظهر الأرض سواء منذ أن بدأ التقويم لها أو قبله هى كلها أعوام مواجهات وصراعات لا تتوقف، لكن هناك أعواما تكون فيها هذه المواجهات صريحة لا يتم إخفاؤها بأردية السياسة والدبلوماسية أو إنكارها والتنصل منها كما تفعل دول وحكومات الآن لإخفاء دعمها للإرهاب.. وعام ٢٠١٩ هو واحد من هذه الأعوام بشكل واضح.
فعلى مستوى العالم خاضت خلاله أمريكا صراعا تجاريا سافرا وواضحا ضد الصين من أجل إبطاء تقدمها الاقتصادى وتعطيل وصول اقتصادها إلى المرتبة الأولى عالميا، وهى لا تخفى ذلك بل تجاهر به علنا وبشكل سافر، ولم تكترث بتأثير هذا الصراع على حركة التجارة العالمية التى تضررت كثيرا، بل إنها لم تقصر عقوباتها الاقتصادية على الصين وحدها وشركاتها الكبيرة وإنما وسعت نطاق هذه العقوبات لتشمل أية شركات مملوكة لدول أخرى تتعامل معها.
وذات الشىء حدث بدفع الولايات المتحدة العالم علنا وبشكل صريح إلى سباق تسلح جديد وخطير بعد أن انسحبت من معاهدة الصواريخ المتوسطة المدى مع روسيا بحجة أن هذه المعاهدة لا تشمل الصين التى تعتبرها الاستراتيجية النووية الأمريكية مع روسيا وإيران هى أهم أعداء الولايات المتحدة.. والأكثر من ذلك فإن أمريكا جاهرت بالإعلان عن عزمها إنتاج قنبلة نووية تكتيكية صغيرة يمكن استخدامها فى الحروب المحدودة غير العالمية!.
ويبدو أن المواجهات الصريحة انتقلت عدواها إلى داخل أمريكا ذاتها، بعد أن مضى الديمقراطيون قدما فى عملية عزل الرئيس الأمريكى ترامب، حتى بعد أن تبينوا دعم الجمهوريين له، آملين أن يؤثر ذلك سلبا عليه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة أمام مرشحهم بايدن الذى يراهنون عليه كثيرا!
وبالنسبة لمنطقتنا انتقلت قوى إقليمية نقلة جديدة ومهمة وصريحة فى تحقيق أطماعها.. فها هى إسرائيل بدعم صريح ومباشر من واشنطن تمضى بخطى أوسع وأكثر جرأة فى تنفيذ مخطط تصفية القضية الفلسطينية، من خلال تسريع عمليات الاستيطان فى الضفة الغربية وتهويد القدس وحصار قطاع غزة لإجهاض حل الدولتين ليصير إقامة دولة فلسطينية أمرا مستحيلا.. وها هى إيران تتفاخر بأنها صاحبة نفوذ فى أربع دول عربية، وتترجم ذلك فى تصرفات وأعمال صريحة معلنة ساهمت فى استمرار اضطراب أحوال هذه الدول.. وها هى تركيا بعد أن قامت بغزو الأراضى السورية وقبلها الأراضى العراقية تهدد بأنها سوف تفعل ذات الشىء فى الأراضى الليبية، والأكثر من ذلك تجاهر بأنها سوف تسرق وبالقوة والبلطجة ما تطوله يدها من ثروات غاز شرق المتوسط!.
أما بالنسبة لنا فى مصر.. فإن عام ٢٠١٩ كان هو العام الذى تصورته القوى التى أعلنت علينا حربا شعواء منذ الإطاحة شعبيا بحكم الإخوان فى الثالث من يوليو ٢٠١٣ هو عام الحسم بالنسبة لها لعودة الإخوان لحكم البلاد مجددا، ولذلك حشدت الحشود وقامت بتعبئة القوى لتحقيق ذلك مع بداية الخريف.. وإذا كانوا قد أخفقوا فإنه نبهنا لأهمية أن نحافظ على تماسكنا الوطنى واتخاذ ما يلزم لتحقيق ذلك، سياسيا واقتصاديا وإعلاميا، حكوميا وشعبيا.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة