مايسة عبد الجليل
مايسة عبد الجليل


رأى

«أروش» أم فى مصر!

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 23 ديسمبر 2019 - 07:50 م

 

بقلم/ مايسة عبدالجليل

سألنى: هل تشاهدين برنامج «أقوى أم فى مصر» المذاع على قناة الحياة؟! فكانت إجابتى بالنفى وقد خاصمت العديد من برامج التليفزيون حيث أصبح نصفها يقدمه شيفات لتعليم الطبخ والأكل والنصف الآخر يقدمه أطباء للتخلص من الوزن الزائد الناتج عن هذا الطبخ والأكل!


قال: أتابع هذا البرنامج بفقراته المتعددة ولكن لفت نظرى فقرة لاختيار أكثر الأمهات «روشنة» وتفوز فيها بلقب «أروش» أم فى مصر أكثرهن براعة فى فنون الرقص وهز الوسط.. تعجبت من كلامه فقد اعتدنا مثل هذه المنافسات فى البرامج ولكنها كانت حول أكثرهن براعة فى لف حلة المحشى أو طبخ صينية البطاطس أو كما فى البرنامج المحترم «العباقرة» حيث المباريات بين العائلات فى المعلومات العامة والثقافية أما مسابقة «هز الوسط» فهى لا تليق بالأم المصرية وصورتها المحفورة فى قلوبنا مجللة بكل معانى الوقار والهيبة والاحترام.. ولكن أين مسئولو الإعلام من هذه النوعية من برامج الترفيه المبتذلة التى تشوه صورة المرأة المصرية المكافحة الشقيانة وراء لقمة العيش.. المطحونة بين العمل وشغل البيت وتربية الأولاد ومذاكرتهم.


وهى من قال عنها الشاعر: الأم «مدرسة».. وبالتأكيد لم يكن يقصد مدرسة الرقص..


استدرك محدثى قائلا: إنه ولو كان لهذا البرنامج من حسنة فهى أنه كشف عن مدى الفجوة الكبيرة بين الأمهات والأبناء نتيجة التطور التكنولوجى الهائل وكيف أن الأمهات يعرفن أدق التفاصيل عن أبنائهن وبناتهن ما يحبون وما يكرهون وما يلبسون وما يفرحهم ويحزنهم بينما بالكاد يعرف الأولاد شيئا عن ذلك عن الأمهات وما أحزننى أكثر أننى واحد من هؤلاء الأبناء حيث أجهل الكثير عن أمى.. فكان ردى: إن هذا شىء طبيعى فكما قيل إن الأم تستطيع أن تعتنى بعشرة أولاد فى وقت واحد بينما يعجز عشرة أبناء عن العناية بأم واحدة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة