خالد النجار
خالد النجار


ضى القلم

سوء سلوك

خالد النجار

الإثنين، 23 ديسمبر 2019 - 07:54 م

أثار ما كتبته الأسبوع الماضى عن حرامى الورد استياء كثيرين، وتعددت الحكايات عن صور مسيئة وسلبية تناقلها البعض بالضحك، لكنه ضحك أقسى من الدموع حزنا على حالنا الذى تدهور وأخلاقنا التى ضاعت.
كلنا مسئولون، لكننا شطار فى المواعظ والنصح والإرشاد، لكن من يأخذ بزمام المبادرة ويتصرف بإيجابية قلة.


كتبت عن مشهد مسىء بوجود سيارات صغيرة تقف بعد الغروب تسرق الورد وأشجار الزرع الذى انتشر يزين شوارع وميادين التجمع الخامس، يقفون بثقة وثبات ينتقون النباتات الغالية ليجمعوها ويبيعوها من جديد، فى ظل غياب مشرفى الأحياء وأجهزة المدن الجديدة، وعمال الزراعة.. لكن فوجئت بأن هذا المشهد موجود فى مناطق كثيرة، وبصور متكررة ومتعددة، خلاف ما يحدث فى الشوارع من صور سلبية ومسيئة، سكتنا واستسلمنا فزاد القبح والفوضى.


مشاهد لسيارات تقلب مخلفات البناء فى شوارع وميادين ومطالع الكبارى دون سؤال، أما عن إلقاء الزبالة من نوافذ السيارات وفى كل مكان من بهوات ومتعلمين فحدث ولا حرج، أحد الأصدقاء أخبرنى عن سلوكيات جديدة بسرقة مساحات زجاج السيارات وطاسات الكاوتش.. يا خبر اسود.. لم نسمع عن هذه السلبيات للأسف إلا فى مصر وعندما تتحدث مع أحد يلقنك دروسا ومواعظ وحكما.


السير عكس الاتجاه وكسر الإشارات وارتكاب كل الموبقات فى شوارعنا صار أمرا عاديا، خناقات مع سيدات قد تصل فى بعض الأحيان لضربهن، عادى! ألفاظ نابية ومشاجرات ومهازل حولت الطرق لمسرح همجى، وما يحدث على الطريق الدائرى حاجة تانية خالص!.


الفهلوة والشطارة سيطرت على عقول الناس وتحقيق المكاسب دون التقيد بأخلاق زاد عن الحدود.


سوء سلوك واضح من عدد كبير للأسف من المدرسين الذين هجروا المدارس وأغلقت الفصول أبوابها وعششوا وتمركزوا فى مراكز الدروس الخصوصية التى أخرجت ألسنتها للجميع.
تذهب لأى مصلحة حكومية ترى ترهلا وتهاونا ولعبا على الموبايلات واستهتارا بمصالح الناس، ويبدو أن العدوى انتشرت لبعض المؤسسات الخاصة.. سوء سلوك وغياب ضمير وتقليد أعمى لسلوكيات خاطئة وغياب عن متابعة وتربية الأبناء أثر سلبا على التعامل والسلوك.


الذين يتحدثون عن القيم والأخلاق هم منها براء.. نحتاج لضبط الأخلاق، فالانفلات لم يعد مقصورا على الشوارع والأسواق، بل طال البشر، لتتزايد فوضى الشارع وتتواصل سيمفونية الألفاظ التى تجرح مشاعر الأطفال وتؤذى السيدات.
تبدل الطموح ونسينا كتاب الله وصار حلم كل أسرة أن يخرج ابنها لاعب كرة أو مطرب.


لو كل منا راعى ضميره وتساهل مع غيره فى التعامل وأدى عمله بضمير لتبدل الحال، لكن الفهلوة هى الغالبة حتى لو جرت على حق وأخذت ما لا تستحق، سوء سلوك مع الزملاء فى العمل وتجاوزات وحيل وألاعيب ونفاق من أجل الحصول على ميزة أو تتسلق كرسيا لا تستحقه.


سلوكيات صغيرة لكنها ليست بسيطة وتؤثر بالسلب، فاضبطوا السلوك وأعيدوا الانضباط للشارع والعمل وأعيدوا الأخلاق لتستقيم الأمور.
لو راجعنا تصرفاتنا وسلوكياتنا البسيطة لوجدنا أننا نرتكب أخطاء ربما لو انتبهنا لها لتغيرت أشياء كثيرة للأفضل.
اللهم عافنا واعف عنا.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة