محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


حروف ثائرة

هيكل والإعلام

محمد البهنساوي

الإثنين، 23 ديسمبر 2019 - 07:56 م

مرة ثانية..يعود أسامة هيكل لحقيبة الإعلام.. هذه المرة لا تختلف كثيرا عن سابقتها فى التحديات والحاجة لقرارات صعبة.. ففى حكومة شرف بعد ثورة يناير تولى هيكل المنصب.. التحديات وقتها كانت تواجه مصر بكل مؤسساتها.. الآن مصر تشهد استقرارا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتقدم بأغلب الملفات.. وتبقى التحديات تحكم المشهد الإعلامى الحالى.
ورغم التشابه بين الحالتين فى الحاجة لقرارات صعبة ومصيرية إلا أن النظام بعد ثورة يناير لم يستطع تحمل تبعات قرارات هيكل المحورية بهذا الملف وتخلى عنه مع أول ردود شعبوية متوقعة على القرارات التى أرادها الرجل إصلاحية.. الفارق أن هيكل سيعمل الآن فى ظل نظام قوى يتحمل تبعات القرارات الصعبة والدفاع عنها وحمايتها حتى منتهاها الإصلاحى مهما كان « الصراخ والولولة « حولها.. إذن فهى فرصة سانحة.. والكرة أصبحت بملعب الوزير «الجديد القديم» فإلى أين سيركلها ؟!
فمن يعرف أسامة هيكل عن قرب يدرك أنه اختيار ذكى من الدولة للشخص المناسب فى التوقيت المناسب جدا.. فهو هادئ الطبع نادرا ما تجده عصبيا..لكنه قوى الشكيمة لا يعرف سياسة الإمساك بالعصا من منتصفها.. يقتحم المعارك طالما فرضت عليه دفاعا عن مواقفه.. ويخوضها بوضوح وذكاء بعيدا عن اللف والدوران والطعن من الخلف.. يفعل الصح مهما كانت تبعاته ومعاركه التى سيخلفها غير عابئ بأى مواجهة.. ليس حزبيا ولا ينتمى إلا لبلده أولا ونفسه وفكره وقناعاته ثانيا فلا يتلون مطلقا ليميل مع الموجة لتأخذه كما يعتقد هواة ركوبها لشط الامان فى حين أن من يفعل ذلك حتى وإن ظل حيا بركوب الامواج فإنها ستهوى به حتما للقاع.. الكثير يمكننا الحديث فيه عن أسامة هيكل حتى نفهم طبيعة الرجل وملاءمته للمرحلة. التى تشهد حربا اعلامية شرسة على مصر من جميع المتربصين.
ولمن لا يعرف أسامة هيكل فليراجع تاريخه.. فرغم صداقاته خلال نظام مبارك إلا أنه رفض الانغماس بمناصب أو سلطة ورفض أن يترك جريدة الوفد وقتها وهو صحفى شاب والالتحاق بأى جريدة قومية كبرى لأن ذلك عكس قناعاته السياسية والفكرية..خاض معارك صحفية قوية وسياسية..وكان محررا عسكريا مثاليا يدرك معنى أن تحافظ على جيش بلادك وأسراره مع الحرص أيضا على التفرد الصحفى.. قريب من زملائه المحررين العسكريين.. لكن لا مانع من ضربة صحفية قوية خاصة بجريدته الوفد حتى ولو أحرج ذلك زملاءه بصحفهم.. تلك مهارة الصحفى وأهم سماته.
وهيكل أغلق قناة الجزيرة مباشر لعدم مهنيتها وذلك فى عز سطوة الإخوان ونشطاء السبوبة ولم تثنه المعارك التى خاضوها ضده عن قراره وواجههم ببسالة.. رأيه فى إصلاح ماسبيرو من تقليص للقنوات والعاملين ورأى مشابه من الصحافة القومية معروف للجميع حتى وإن أغضبهم لكنه الدواء المر الذى لم يجرؤ أحد بعده على الاقتراب منه أو الإفصاح عنه رغم قناعتهم به.. وهذا هو الاختلاف.. بصمته ظهرت فى قانون الصحافة الحالى..نتفق أو نختلف معها لكنه حارب لتحقيقها وتحققت.. ونجاحه فى تحويل مدينة الإنتاج الإعلامى من الخسارة للربح معروف.
أعرف أن الملف شائك..وأن المتربصين كثيرون.. والمعوقات هائلة والتحديات صعبة.. لكننى أثق أيضا أن هيكل الذى نعرفه منذ عقود لم «يتغير».. فهل يحدث ما نصبو إليه من تغيير؟

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة