أبرزها «رخصة الحمار» و«كوبري القرود».. حكايات مثيرة من متحف السكة الحديد
أبرزها «رخصة الحمار» و«كوبري القرود».. حكايات مثيرة من متحف السكة الحديد


فيديو| أبرزها «رخصة الحمار» و«كوبري القرود».. حكايات مثيرة من متحف السكة الحديد

نشوة حميدة

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2019 - 04:04 م

-«كوبري القرود».. مرض حيوان يدفع مهندسًا لإنشاء الكباري حول العالم

«رخصة الحمار».. أقدم وسيلة نقل في مصر.. وتسيير الحمار الواحد بـ60 قرشًا سنويًا

-«لعبة الباشا».. تحفة ملكية من أحفاد «فرغلي باشا» إلى المتحف لتزيين المعروضات

 

 

«السكة الحديد».. هيئة جامدة تتعلق بالتحركات والتنقلات، وفي ظل اهتمام الملايين بمواقيت رحلات القطارات يوميًا، والصفقات الجديدة التي يحتاجها الأسطول الحالي لتحديثه ورفع كفاءته، إلا أن كثيرين لا يعرفون أن للهيئة مُتحفًا يسجل مراحل تطور وسائل النقل في مصر على مر التاريخ، بدء من العصر الفرعوني حتى وقتنا هذا، وهناك أيضًا بعض القصص التاريخية الطريفة التي يحتفي بها سجل المتحف حتى الآن.

فكرة ملكية

«بوابة أخبار اليوم» تجولت في المتحف بصحبة مديرته ناهد الخطيب، التي أخذتنا في جولة في الطابقين المتفرعين إلى أقسام داخلية، هي: «المحطات- الكباري- الإشارات- القاطرات الأولى في العالم- العصر الفرعوني- الطيران- المعدات الثقيلة- القطارات الملكية»، للتعرف على أقدم وسائل نقل عرفتها مصر.

«الخطيب» أكدت لنا في البداية، أن المتحف هو فكرة ملكية، أمر الملك فؤاد الأول بتشييده في 26 أكتوبر عام 1932، بسبب حاجته لتتويج ازدهار صناعة النقل في مصر خلال هذه الفترة بهذا المتحف، وبالفعل تم افتتاحه تزامنًا مع انعقاد مؤتمر بين قارتي أفريقيا وآسيا في مصر، في 15 يناير عام 1933، وأتيح لأعضاء المؤتمر مشاهدة أول متحف في الشرق الأوسط للسكك الحديدية في مصر، ومن هنا تم الاهتمام بجميع مقتنياته التي تكثر عام عن الآخر.

«كوبري القرود»

أما عن طرائف المتحف، فتبدأ بـ«كوبري القرود»- كما تقول الخطيب-، فيضم الدور الأرضي عدة نماذج لأقدم كباري في مصر، مثل كوبري إمبابة، وكوبري بنها الذي أُنشئ في عام 1854م.

وتتضمن اللوحة التعريفية لأول كوبري تم إنشائه في مصر، سر إنشاء وتشييد الكباري في العالم، الذي يرجع إلى أحد المهندسين، الذي كان يتجول في منطقة أدغال، ولاحظ وجود مجموعة قردة حول بحيرة، وأثناء قفز أحد القرود سقط فكُسرت ساقه، لكن عندما لاحظ أصدقاؤه ذلك الموقف الحزين، قاموا بعمل «كوبري» عن طريق تشابك أياديهم ببعضها، ومن ثم دشنوا كوبري حتى يمر القرد المصاب من الضفة المتواجدين بها إلى الضفة الأخرى.

 ومن هنا سجل المهندس هذا الموقف. وبناءً عليه جاءت له فكرة إنشاء الكباري وعرف العالم بها، ومن ثم تم تطويرها، فتم إنشاء كباري بالشباك ثم بالأخشاب وبعد ذلك كباري الطوب، وأخيرًا الكباري الخرسانية والحديدية الجاهزة والمنتشرة في وقتنا الحالي.

«لعبة الباشا»

ومن «كوبري القرود» إلى «لعبة الباشا».. ذلك النموذج المتحرك الموجود في أحد الأركان الخاصة بالمتحف، والذي تتلخص وظيفته في عرض القاطرات أو الجرارات المختلفة وكذلك خطوط النقل وعربات نقل الركاب والمزلقانات والإشارات والونش والمغسلة، وكل ما يخص السكك الحديد المصرية.

وعن قصة «لعبة الباشا»، تقول «مديرة المتحف»: إن هذا النموذج عبارة عن «لعبة» كانت ملكًا لتاجر قطن قديمًا، يُدعى «فرغلي باشا»، تم تصنيعها خصيصًا له في إنجلترا على يد اثنين من المهندسين الإنجليز.

وتمضي قائلةً "لكن بعد وفاة الباشا، توارث أحفاده اللعبة، وبعدما تأكدوا من أهميتها التاريخية، أهدوها إلى متحف السكة الحديد الذي استغلها في عرض نماذج ومجسمات صغيرة لأغلب معروضات المتحف"، موضحة أن كثير من زوار المتحف يعتقدون أنها قاطرة لكنها في الأساس لعبة تاريخية فريدة، غير موجودة إلا في مصر، وتم توظيفها لخدمة المتحف وزواره.

«رخصة الحمار»

أما الموقف الطريف الثالث، فهو «رخصة الحمار»، حيث كانت هذه الدواب الوسيلة الوحيدة للنقل قديمًا قبل استخدام وسائل الجر أو غيرها، حيث كان يتم تسييرها بعوائد سنوية تبلغ 60 قرشًا للحمار الواحد، وكان من اللازم استخراج رخصة لكل من يستخدم الحمار كوسيلة للنقل، غير أن هذه الركائب تواجدت في الباب الحديد أو محطة مصر قديمًا- بحسب مديرة المتحف-.

 

وأضافت «الخطيب»: رخصة الحمار المتواجدة بمتحف السكة الحديد الآن، هي ملك للخواجة «نخلة بدير» الذي أهداها أحفاده إلينا، كنوع من الهدايا التاريخية لإثراء التراث المصري العتيق.

وفي سياق ذات صلة، نوهت «الخطيب» إلى أن متحف السكة الحديد يضم أقدم نماذج النقل في مصر، وخاصة عند قدماء المصريين، باعتبار أن مصر هو أول دولة في العالم تلجأ إلى ثقافة الجر، والنماذج الموجودة بالمتحف تؤكد وجود السكة الحديد من أيام الفراعنة، حيث كان النقل يتم بالمراكب ثم السفن الذهبية لأفراد الملوك والعادية لعامة الشعب، كما أن مصر تًعد من أوائل الدول في استخدام السكة الحديد.

واختتمت «الخطيب» حديثها، قائلة: «نماذج النقل عند القدماء المصريين الموجودة في المتحف تبرز طريقة النقل التي اعتمدها أجدادنا، مثل نموذج نقل تمثال وزنه 60 طنًا، الذي اعتمد على طريقة الشد والزحف على الرمال، وكأنها سكة حديد، واستخدمت فيها زحافة خشبية وفلنكات ورافعة وكذلك رش مياه لمنع توليد الحرارة، فهو بمثابة إيحاء أو نموذج لسكة حديد قديمة، وكل هذا يؤكد مدى ريادة مصر في صناعة وتشغيل النقل في مصر على مر التاريخ».

 

إقرأ.. باب الحديد| حكاية أول «محطة سكة حديد» في مصر.. وسر الملك الفرعوني

 

إقرأ أيضًا.. حكايات العشق والانتقام| 5 أعمال فنية جسدت حال سكك حديد مصر
 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة