أمنية طلعت
أمنية طلعت


حبوا بعض

شجرة عيد الميلاد

أمنية طلعت

الأربعاء، 25 ديسمبر 2019 - 07:16 م

خرج أحدهم من قمقمه المحبوس داخله وقال لى بجهامة شديدة: «الاحتفال بالكريسماس وشجرة عيد الميلاد بدعة غربية لا تمت لثقافتنا بصلة، يجب ان نتوقف عن تقليد الغرب الأعمى». فى الحقيقة أنا من أشد المناصرين لفكرة الانتصار لثقافتنا، ولذلك أدعوكم جميعاً مسيحيين ومسلمين أن تحتفلوا بالكريسماس وشجرة عيد الميلاد كمصريين بغض النظر عن الانتماء الديني، فاحتفالات عيد الميلاد فرعونية الأصل ونحن أولى بما نُقل عنِّا.


تحكى الأسطورة حكاية النزاع بين إله الشر «ست» الذى دعا أخاه إله الخير «أوزوريس»، إلى حفل كبير أعد فيه تابوتاً مكسواً بالذهب وزعم أنه سيهديه لمن يناسب قياس جسده، فما أن رقد أوزوريس داخله حتى أغلق «ست» وأعوانه عليه الغطاء ثم حملوا التابوت وألقوا به فى النيل، فحمله التيار حتى وصل إلى الشاطئ الفينيفى بمدينة بيبلوس بجوار شجرة ضخمة وارفة حوت التابوت أسفل جزعها، فانبهرت عشتروت إلهة بيبلوس بالشجرة وأمرت بنقلها إلى حديقة قصرها.
ظلت إيزيس تبكى فراق زوجها وتبحث عنه، وبينما كانت تجلس بين سيقان البردى فى مستنقعات الدلتا متعبة، همست رياح الشمال فى أذنيها بأن أوزوريس ينتظرها فى بيبيلوس، فسافرت إليه واستقبلتها عشتروت بحفاوة واتخذتها نديمة لها. كانت إيزيس كلما أقبل المساء تتحول إلى نسر مقدس فتحلق فى السماء وتحوم حول الشجرة تناجى روح زوجها، فحدثت المعجزة وحملت «ايزيس» من روح «اوزوريس»، لتنجب الإله حورس فتعود إلى مصر كى يحارب عمه وينتقم لأبيه.


أهدت عشتروت إيزيس الشجرة التى تضم تابوت زوجها، وفى مصر أخرجت جثة أوزوريس ونفخت فيه من أنفاسها فعادت إليه الحياه، لكنه قرر الصعود إلى السماء ليحكم العالم الآخر. استمر المصريون يعبدون الثالوث المقدس أوزوريس وإيزيس وحورس وكان تزيين الشجرة فى عيد ميلاد أوزوريس من أهم الطقوس.
ظل المصريون يحتفلون بهذا العيد فى أول شهر كيهك (كا هى كا) أي» روح على روح» الذى سُمى بهذا الاسم نسبة إلى ميلاد حورس من روح الإله، وهو رابع أشهر التقويم المصرى عندما تنحسر مياه الفيضان فتعود الخضرة إلى الأرض التى ترمز إلى بعث الحياة، فكان المصريون القدماء يحرصون على تهنئة بعضهم البعض بقولهم «سنة خضراء» وهى من الاصطلاحات العامية التى عبرت القرون ومازالت تعيش على شفاهنا.


انتقلت طقوس عيد ميلاد حورس بين الحضارات القديمة حتى وصلت إلى الرومان ومنها إلى الاحتفال بميلاد سيدنا المسيح بعد أن أصبحت الإمبراطورية الرومانية مسيحية، لذلك فشجرة الميلاد شجرتنا والمسيح مننا وباركنا. ولذلك ولأجل كل شىء جميل فى حياتنا؛ عيد ميلاد مجيد.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة