جلال دويدار
جلال دويدار


خواطر

بلاغ إلى من يهمه الأمر

جلال دويدار

الخميس، 26 ديسمبر 2019 - 07:17 م

 بالطبع فإنك أيها القارئ المحترم تابعت مثلى سيل التصريحات الصادرة عن المسئولين فى دولتنا السنية تفعيلا لمطالبات الرئيس بضرورة اتخاذ موقف قانونى حازم وحاسم من عمليات العدوان على الأراضى الزراعية. الحقيقة أننى اكتشفت من خلال أحد الأمثلة على أرض الواقع أن مطلقى هذه التصريحات ينطبق عليهم المثل الذى يقول (اسمع كلامك يعجبنى اشوف امورك استعجب).
 المثال الذى أثارنى ولفت نظرى.. تصادف أننى أمر عليه فى رحلتى فوق محور ٢٦ يوليو من الشيخ زايد حتى مكتبى بالأخبار. مساحة الأراضى على يمين المحور كانت منذ فترة قصيرة مزروعة بكل أنواع المزروعات التى تمد سكان العاصمة باحتياجاتهم الغذائية. ما لاحظته هو أن جانبًا غير قليل من هذه المساحات الخضراء بدأت تختفى بقدرة قادر تحت زحف المبانى الخراسانية.
 دفعنى هذا المشهد إلى التساؤل.. أين وزارة الزراعة وأجهزة الدولة المسئولة عن حماية الأراضى الزراعية؟. لا أعتقد بأنه يمكن أن يكون هذ العدوان قد تم وفقا للقوانين المنظمة. ما يثير الدهشة والعجب أن المنطقة الزراعية المعتدى عليها قريبة جدا من المناطق الصحراوية الجاهزة لأى امتداد عمرانى.
ليس من تفسير لما شاهدته ولمسته سوى أن ما يحدث إذا ما توافرت حسن النية.. إهمال وقصور من الأجهزة الحكومية المعنية. من جانب آخر فإنه وبعيدا عن حسن النية فإن هناك شبهة فساد يحيط فيما يجرى. إن ما أقوله هو بمثابة بلاغ إلى أجهزة الرقابة لبحث هذه الظاهرة والتحقيق فى ملابساتها.
 ما يجب أن يقال فى هذه الواقعة أنه لا أمل فى نهوض وانطلاق مصر المحروسة إذا لم يكن هناك احترام وتفعيل للقوانين المنظمة لأمور الدولة. من ناحية أخرى فإنه ليس من المعقول تواصل هذا العدوان على الأرض الزراعية الخصبة المحدودة المساحة.. فى نفس الوقت يتم إنفاق المليارات من الجنيهات على عمليات استصلاح الأراضى الصحراوية. كيف بالله يمكن السماح بأن يحدث هذا وبهذه الصورة التى تتعارض وتتناقض مع أى فكر اقتصادى أو تنموى.
 ليس خافيًا أن كارثة المعلوم تقف وراء هذا الهزل الذى يكلفنا كثيرًا. لمعرفة المسئول فإن كل الدلائل تقول.. ابحث عن الفساد والضمائر الغائبة فى دهاليز الأجهزة المسئولة فى الوزارات بشكل عام والمحليات بشكل خاص.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة