الأقصر تتزين لاستقبال السياح احتفالا برأس السنة
الأقصر تتزين لاستقبال السياح احتفالا برأس السنة


بـ120 باخرة نيلية و«البالون الطائر».. الأقصر تتزين لاستقبال السياح احتفالا برأس السنة

محسن جود

الجمعة، 27 ديسمبر 2019 - 03:12 ص

- عودة الأسواق القديمة رفعت نسبة الإشغال إلى 90%

- المطار يستقبل 22 رحلة شارتر أسبوعيًا.. والألمان في المقدمة

- 34 رحلة بالون سياحي تطير يوميا

- خبير يطالب بإنارة وادي الملوك لاستقبال رحلات ليلية

- العمل يجري على قدم وساق لاستقبال السياح


- خطة متكاملة لتأمين احتفالات أعياد الكريسماس ورأس السنة

لأول مرة منذ سنوات، تشهد مدينة الأقصر انتعاشا سياحيا كبيرًا طال انتظاره من أهالي المدينة التي يعتمد أكثر سكانها على حركة التدفق السياحي، بعد أن عاشوا حياتهم كلها لا يشغلهم سوى ماذا يقدمون لزوارهم الذين يأتوهم من كل حدب وصوب.

شعب عشق السياح بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وتفانوا في خدمتهم، ويتفننون في تقديم الخدمات وتكوين الصداقات مع كل شعوب العالم، حتى صار الإنسان المصري هو أول عوامل الجذب السياحي للمدينة التي تعد منارة العالم السياحية بما تحويه من كنوز وآثار أذهلت العالم كله.

وهذا العام، تصل نسبة الإشغال في فنادق الأقصر الثابتة والعائمة العاملة التي تم تجديدها واستعدت لاستقبال زبائنها إلى  90% لأول مرة، وهي نسبة كبيرة جدا إذا ما تم مقارنتها بالعام الماضي أو قبل الماضي، والتي لم تكن تصل النسبة فيها أكثر من 30% في أحسن الأوضاع.

من أجل ذلك فإن الشارع الأقصري أصبح يموج بحركة سياحية أعادت له الحياة، وعاد معها السياح للشوارع التي ازدانت بعناقيد النور والزهور وأحواض الزينة ونماذج من "بابا نويل"، والسياح ينتشرون على المقاهي والكافتيريات يملئون السوق السياحي، يخرجون فرادى وجماعات في رحلات نيلية ليستمتعوا بالنيل الخالد والشمس ترسل أشعتها الذهبية على صفحاته، ويسجلون بكاميراتهم رحلاتهم في المراكب النيلية وخلفهم المساحات المزروعة وخلفها جبال القرنة وبينها وبين الزراعات رمال الصحراء، في منظر يعجز عن محاكاته أعظم الفنانين.

في السطور التالية، تكشف "بوابة أخبار أليوم" بالكلمة والصورة، آخر استعدادات الأقصر للاحتفال بليلة رأس السنة.

في البداية يقول ثروت عجمي، رئيس غرفة شركات السياحة بالأقصر، إن مؤشرات نسبة الإقبال السياحي على فنادق الأقصر تعد هي الأكبر منذ عام 2010، الذي يصفه خبراء السياحة بعام القياس، حيث وصل عدد الليالي السياحية فيه إلى 13 مليون ليلة.

وأضاف أن نسبة السياح القادمين إلى زيارة الأقصر وصلت إلى 90% بالنسبة للفنادق الثابتة أو العائمة، وذلك بعد خطوات حثيثة قامت بها وزارة السياحة وشاهدناها بالفعل في بورصة لندن الأخيرة عندما حرصت على إعادة فتح الأسواق القديمة التي أغلقت تعاملاتها مع مصر في نفس الوقت أعادت السوق الألماني إلى سابق عهدة، حيث تضاعف عدد رحلات الشارتر الألماني إلى 16 رحلة أسبوعيًا إلى مطار الأقصر، بعد أن كان مطار الأقصر يستقبل 8 رحلات فقط.

وأصبح المطار يستقبل 22 رحلة شارتر أسبوعيًا من كل بقاع الدنيا؛ منهم رحلتان من فرنسا وأخريين من إسبانيا، ورحلة من كل من بلجيكا وإيطاليا، ولا يجب أن نغفل السياح الصينيين الذين يأتون إلى أسوان في 4 رحلات شارتر أسبوعيا، فيزورون الأقصر ثم الغردقة وتكون عودتهم من القاهرة، ولذلك يُعد السياح الألمان هم الجنسيات الأعلى المتواجدين بالأقصر يليهم الصينيين، ثم الفرنسيين ثم الإيطاليين والبلجيك.

كل السياح في الأقصر

ويؤكد رئيس غرفة شركات السياحة، أن السوق السياحي المصري يزخر بسياح آخرين من كل بقاع الدنيا قادمين على رحلات مصر للطيران، وعلى رأسهم الإنجليز والأمريكيين، بالإضافة إلى السياح القادمين من دول أمريكا اللاتينية، حيث يتواجد سياح من البرازيل والأرجنتين وبيرو وجواتيمالا وشيلي والإكوادور، وكذلك سياح من دول شرق آسيا من اليابان وتايلند وأندونيسيا، وتنضم إليهم بعض الأسواق غير التقليدية الذين يحرصون على المجيء إلى مصر للتعرف على حضارتها وثقافتها الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ.

وأضاف "عجمي": "حتى أكون منصفا فإن هذه النسبة تخص الفنادق والمراكب السياحية العاملة، وأقصد الفنادق التي حرص أصحابها على تجديدها وتطويرها استعدادا للموسم السياحي، وهي تقدر بـ120 باخرة نيلية إلى جانب الفنادق الثابتة".

وبالنسبة لاحتفالات "الكريسماس"، أشار "عجمي"، إلى أن فنادق الأقصر تتسابق فيما بينها لإحياء ليلة رأس السنة بعد نجاحها الباهر في عروض الكريسماس مساء أمس، فاستعانت بفرق الفنون الشعبية والربابة والمزمار الشعبي لتقديم الرقصات التي تهتم بالفلكلور الشعبي؛ ومنها فرق التنورة ورقصات الثعابين والشمعدان، إلى جانب الفنون والأغاني التراثية، كما اهتمت بعض الفنادق بالتركيز على "الديسكوتيك والباند الغربي"، وتتسابق جميع فنادق الأقصر فيما يسمى بـ "الجالا دينر"، وهي عروض الإقامة وإحياء ليلة رأس السنة بما يتوافق مع نوعية السائح.

34 رحلة بالون يوميا

ويعلق مصطفى محمد صادق، أحد العاملين في مجال البالون السياحي، إن ما يحدث انتعاشة طالما تمنيناها، حيث نشاهد أطيافا من كل الأجناس تأتي صباح كل يوم ونحن في أسعد حال بعد أن استوحشنا مثل هذا التدفق السياحي ولأول مرة لدينا "تفويل كامل" للبالونات المصرح لها بالطيران في سماء الأقصر، مشيرًا إلى أنه خلال اليومين الماضيين تمتلئ سماء الأقصر بـ34 رحلة بالون يوميًا، وهي أقصى عدد بالونات موجودة بالأقصر حاليا باعتبار أن إحدى هذه الشركات متوقفة حاليا، وقد عانت كل هذه الشركات معاناة شديدة خلال الثماني سنوات الماضية، ونتمنى أن تسمح لنا الدولة بطيران أكثر من الرحلات الأربعة لكل شركة.

ويضيف "صادق"، أن أكثر الجنسيات الحريصة على صعود البالون هم الهنود ثم الصينيين، ويليهم الإسبان، وبرغم أن الألمان هم أكثر الجنسيات في الأقصر إلا أن عدد من يطير منهم لا يتناسب مع تلك الزيادة، بالرغم من أن الواقع يؤكد أن رحلة زيارة الأقصر لا تكتمل إلا بصعود البالون ومشاهدة سحر الطبيعة التي تتنقل ما بين الشمس المشرقة على صفحات النيل الخالد، والمزارع حوله، ثم الجبال والصحراء الواسعة وهو جو لا مثيل له في العالم كله.

إنارة وادي الملوك

أما الخبير السياحي عبد القادر العشاوي، فيقول إن الأقصر وأسوان إذا كانا يشهدان توافدا سياحيا خلال تلك الفترة، فليس هذا معناه انتهاء الركود السياحي، مؤكدًا أن الأقصر في مثل هذه الأيام كان لا يمكن أن تجد فيها غرفة شاغرة، وكنا نلجأ للفنادق الشعبية و"البنسيونات" لاستكمال عدد النزلاء، أما الآن فالإقبال إن كان جيدا في أعياد الكريسماس ورأس السنة، فنخشى ألا يستمر، ثم أن تلك النسبة المعلنة على الفنادق العائمة العاملة، ولكن هناك أكثر من نصفها متوقفا عن التشغيل ولا يعمل، وأرى أنه لابد أن يكون تدخل الدولة أفضل من حيث إعداد برامج وتقديم عروض حتى يتسنى لنا القضاء على الركود السياحي الذي يلازمنا منذ ما يقرب منذ 6 سنوات.

ويتساءل "العشماوي": "لماذا لا تعمل الدولة على تشجيع عملية الجذب السياحي من خلال استغلال الاكتشافات الأثرية الجديدة؟"، مؤكدًا أنها يكون لها مردود السحر في الأوساط العالمية المولعة بالآثار المصرية، والتي تعيش حالة ولعٍ بكل ما هو فرعوني.

وأضاف: "لماذا لا نعد خطة شاملة لجذبهم من خلال مكاتبنا السياحية في عواصم العالم؟ خاصة وأن كثير من الأسواق عادت للتدفق على مزارات الأقصر مجدداً، ثم لماذا لا تتبنى الدولة مشروعا لإضاءة معابد البر الغربي لتشجيع الزيارات الليلية؟ وبخاصة جبل القرنة حيث مقابر وادي الملوك والملكات وأكثر من 9 معابد جنائزية، فضلا عن مقابر الأشراف أو النبلاء التي تحوى أكثر من 5 آلاف فتحة أثرية لنبلاء مصر القديمة".

بشاير الخير

ويقول مصطفى أبو شنب، صاحب بازار، إنه بلا شك مؤشرات الكريسماس ورأس السنة جيدة وتبشر بالخير من بداية ديسمبر، وكنا نأمل خيرًا أن تزيد مع قرب الاحتفالات بأعياد رأس السنة، فنحن كأصحاب بازارات نعاني كثيرا منذ ثورة يناير، وفرحنا بقدوم السياح وأحسسنا بانفراج الأزمة، لاسيما أننا شهدنا في الفترة الأخيرة، عودة سياح من أسواق كان قد توقف قدومهم إلى مصر، مثل سياح الدول الاسكندنافية وبخاصة فنلندا والدنمارك، بجانب عودة سياح إسبانيا، وإيطاليا، بعد طول غياب عن المدينة.

الحكومة نجحت في دعم السياحة

ويقول أحمد إدريس، عضو لجنة السياحة بمجلس النواب، إن الحكومة تسعى جاهدة لاستعادة التدفق السياحي إلى الأقصر باستغلال ما وهبنا الله من كنوز أثرية وإمكانات سياحية متفردة، وأضاف بأن الأوساط السياحية بالمحافظة، تقدمت بورقة عمل لرئيس الوزراء، تضمنت مجموعة من المقترحات لاستعادة التدفقات السياحية، وخروج قطاع السياحة الثقافية بمصر من أزمته الراهنة.

وأضاف أن المطالب تضمنت وضع آلية لدعم شركات الطيران الخاص لتسيير رحلات طيران مباشرة بين أسواق العالم السياحية، والمقاصد السياحية المصرية، وذلك لمعالجة مشكلة عدم وجود خطوط لنقل السياح الراغبين في زيارة مصر، بعد الجهود التي بذلتها الشركات السياحية المصرية لاستعادة تدفقات السياح لمصر مجددًا، وخاصة إلى مقاصد السياحة الثقافية في القاهرة والأقصر وأسوان، في ظل تجاهل شركة مصر للطيران لإعادة عدد من خطوط الطيران التي توقفت بعد أحداث يناير، لافتا إلى أنه لا وجود للسياحة بدون طيران.

وأكد "إدريس"، أن الحكومة نجحت في دعم القطاع السياحي وانتهت من إعادة دعم البنية الأساسية بمعظم المحافظات السياحية، وأعددنا برنامجًا لتأهيل العاملين بالقطاع السياحي من سائقي "الحنطور" والأجرة والعاملين في البازارات ليكونوا واجهة حضارية لمصر من أجل الاستقبال الأمثل للسائح لتشجيعه على العودة مرة ثانية، مضيفًا: "نحن شعب اكتسب خبرات كثيرة من تاريخه العميق في التعامل مع السائح، فالأقصر عرفت السياحة قبل كثير من بلدان العالم وكل من زارها في الماضي كان هو أول من يروج لها.

وأضاف أن الدولة أقامت شبكة طرق سياحية جديدة للربط بين مدن الأقصر وأسوان ومرسى علم والغردقة، بما يحقق تكاملا بين السياحة الثقافية والسياحة الشاطئية، وتقوم على رفع كفاءة السكك الحديدية وقطاراتها التي تنقل قرابة 40% من حجم السياحة الوافدة للأقصر وأسوان.

العمل على قدم وساق

ومن جانبه، أكد اللواء عماد أبو العزايم السكرتير العام لمحافظة الأقصر، أن المحافظة رفعت كافة استعداداتها لليلة رأس السنة، حتى تبدو الأقصر كعروس في ليلة الزفاف خاصة وأنها تعد منارة العالم للسياحة والفنون، ويقصدها السياح من كل بقاع العالم، لذلك فالعمل يجري على قدم وساق.

وأجرى المحافظ  المستشار مصطفى ألهم الأسبوع الماضي، جولة تفقدية بدأها بمحيط مطار الأقصر الدولي، وطريق المطار، وعدد من الشوارع الرئيسية في مدينة الأقصر، للوقوف على آخر التجهيزات والاستعدادات الجارية بمختلف القطاعات لاستقبال تلك الليلة.
ووجه محافظ الأقصر، بضرورة الاهتمام بأعمال النظافة والتجميل اللازمة للجدارية المواجهة لبوابة الخروج الخاصة بمطار الأقصر الدولي، وتحديث وتطوير ورفع كفاءة الإضاءة بالمنطقة، كما كلف إدارة المرور بمنع وقوف وانتظار السيارات في الشارع المواجه لبوابة الخروج الخاصة بالمطار.

وشدد المحافظ على سرعة الانتهاء من جميع أعمال التجميل والتنسيق وتهذيب الأشجار ورفع كفاءة الإضاءة في شارع المطار، وتشجير الأجزاء الخالية من التشجير والحدائق في قطاعات الطريق المختلفة، وتكثيف أعمال النظافة ورفع أي مخلفات على جانبي الطريق الذي يعد المسار السياحي الرئيسي، حفاظا على المظهر الجمالي لتكون مدينة الأقصر في أبهى صورها أمام ضيوفها وزائريها من السائحين من مختلف دول العالم.

وتوجه محافظ الأقصر إلى ساحة معبد الكرنك والشوارع المحيطة بمعبد الكرنك، وميدان الكومنولث، والممشى السياحي، وكورنيش النيل الذي عاد إلى الحياة من جديد بخطة تطوير وتجميل تفي باحتياجات الأقصر حتى 2050، مشددًا على تكثيف أعمال التجميل والنظافة في تلك المناطق.

إجازة نصف السنة!

وأضاف "أبو العزايم"، أن المحافظ سبق وأن عقد اجتماعا موسعاً بحضور مسئولي السياحة والآثار منذ بداية الموسم السياحي لمناقشة استعدادات الموسم السياحي الجديد وأعياد الميلاد وإجازة نصف العام، وشدد خلال الاجتماع على أهمية تحقيق أعلى مستويات النظافة بما يليق بمكانة الأقصر والسيطرة على الباعة الجائلين في المناطق الأثرية بالبرين الشرقي والغربي، بالإضافة إلى تكثيف التواجد الأمني في محيط المناطق الأثرية والكنائس لتأمين احتفالات الكنائس بعيد الميلاد.

ووجه محافظ الأقصر، خلال الاجتماع، مسئولي الصحة بضرورة قيام الطب الوقائي بحملات تفتيشية على الفنادق والمطاعم، لضمان تقديم أفضل خدمة سياحية.

خطة أمنية متكاملة

ومن ناحيته، أمر اللواء أيمن راضي مساعد وزير الداخلية مدير أمن الأقصر، برفع درجة الاستعداد القصوى لتأمين احتفالات أعياد الكريسماس ورأس السنة، وأعد خطة أمنية محكمة لتأمين الاحتفالات، تتمثل في تكثيف التواجد الأمني في المناطق الأثرية والمنشئات السياحية، وتأمين كافة الكنائس والمطرانيات والأديرة بمختلف قرى ومراكز المحافظة، كما تشمل تكثيف التواجد الأمني بمحيط مطار الأقصر لتأمين السياح الوافدين، ومداخل ومخارج المحافظة ونشر الكمائن الثابتة والمتحركة على الطرق السريعة ورجال الشرطة السريين في الأماكن الهامة، فضلا عن استمرار المديرية في جهودها لضبط الخارجين على القانون والمطلوبين لتنفيذ الأحكام وغيرها من قضايا البحث الجنائي.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة