الجمعة، 27 ديسمبر 2019 - 06:00 م

شهدت فرنسا في 2019 عاما مضطربا للغاية، فمنذ قيام حركة السترات الصفراء في 2017 برفع راية العصيان والنزول إلى الشوارع للاحتجاج، صار المشهد السياسي يشوبه عدم الاستقرار ونزول المحتجين متوقع في أي وقت لحين تصحيح الأوضاع.

استمرار الاحتجاجات

استمرت الاحتجاجات الفرنسية ورفض المحتجين قانون التقاعد إضافة إلى اعتراضهم على الضرائب المفروضة والتي أثقلت كاهل الجميع إضافة إلى تفشي البطالة وصعوبة الحصول على وظيفة ملائمة لظروف المعيشة.

تأمل الحكومة الفرنسية أن تستقر الأوضاع سريعا، لكن التعبئة في فرنسا ضد تعديل نظام التقاعد المثير للجدل مازالت مستمرة، خاصة بعد فشل التوصل إلى حل وسط بين النقابات والحكومة التي اجتمعت مع الشركاء الاجتماعيين في محاولة لإيجاد مخرج من هذه الأزمة ووقف إضراب وسائل النقل.

لم تثني ظروف أعياد الميلاد وبرودة الطقس، فبالرغم من تقلص أعداداهم إلا أن عمال السكك الحديدية متمسكين بعدم إنهاء إضرابهم الذي مازال مستمرا حتى الآن منذ أن بدأ من حوالي شهر اعتراضا على الأوضاع وسط مطالب بتحسين الأوضاع. ويحث على التهدئة قطاعا التجارة والسياحة، اللذان يتأثران كثيراً بالتحرك لا سيما في فترة استراتيجية خلال موسم الأعياد والإجازات.

حريق كاتدرائية نوتردام

في 15 إبريل الماضي، تعرضت فرنسا لخسارة ثقافية وتاريخية ودينية، حيث تعرضت كاتدرائية نوتردام دو باري التاريخية إلى حريق ضخم أدى إلى دمارها.

بدأ الحريق من وسط سقف الكاتدرائية متجهًا إلى قاعدتها، وانهار كل من البرج وسقف الكاتدرائية المكونان أساسا من الخشب، وألحقت النيران أضرارًا بالغة بمحتوى الكاتدرائية، خاصة منطقة الجدران العليا ونوافذ الكنيسة، كما أتت النيران على العديد من الأعمال الفنية. وكان وجود تحصين حجري في المنطقة أسفل السقف ساعد في التقليل من انتشار النيران إلى باطن الكاتدرائية، ومما ساهم بإنقاذ باقي المبنى وتقليل التلف. 

من جهته، وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بسرعة ترميم الكاتدرائية وإعادتها لما كانت عليه، وبالفعل بدأ المهندسون والمرممون العمل على ذلك حيث بدأ عملهم في إزالة بقايا الحريق والسقالات التالفة لتهيئة الموقع لعملية إعادة بناء ستستغرق سنوات، من المقرر أن تبدأ في عام 2021.

يعد عام 2019، هو أول عام منذ قرنين يمر دون إقامة قداس عيد الميلاد بكاتدرائية نوتردام.

وفاة جاك شيراك

في 26 سبتمبر، توفي الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك عن عمر ناهز 86 عاما. 

وبوفاة شيراك، فقدت فرنسا واحدا من أبرز وجوهها السياسية الحديثة، امتد مشواره السياسي على مدار نصف قرن من الزمن، حيث كان يتمتع بشعبية كبيرة في فرنسا والعالم أجمع خاصة العربي نظرا لمواقفه الشجاعة حيال قضايا الشرق الأوسط ودبلوماسيته المعهودة.

فوز اليمينية مارين لوبان بالانتخابات البرلمانية الأوروبية

في 26 سبتمبر، أعلنت زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف مارين لوبان، فوزها في انتخابات المجلس الأوروبي في فرنسا لتهزم بذلك حزب الجمهورية إلى الإمام، الذي أسسه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 2016. 

ودعت لوبان في أول تصريحات لها عقب إعلان فوزها، لحل الجمعية الوطنية (البرلمان الفرنسي) وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة في البلاد، فيما أشار ماكرون إلى أن سياسة فرنسا لن تتغير بفوز لوبان.

موجة حارة غير مسبوقة في فرنسا 

سجلت فرنسا في يونيو، أعلى درجة حرارة على الإطلاق منذ بدء التسجيل في حين ارتفع عدد وفيات الموجة شديدة الحرارة التي اجتاحت معظم أنحاء أوروبا، وقد وصلت درجة الحرارة إلى 45.9 درجة مئوية في بعض مدن فرنسا لتزيد بواقع درجتين تقريبا على الرقم القياسي السابق الذي بلغ 44.1 درجة في أغسطس 2003.

وذكرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن 2019 كان  من بين أشد الأعوام حرارة على مستوى العالم.