كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

رئيس الوزراء يسأل ؟

كرم جبر

السبت، 28 ديسمبر 2019 - 07:10 م

 

«تخيلوا لو توقفنا عن الخلفة عامين أو ثلاثة، كيف يكون شكل مصر»؟
السؤال طرحه رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى أثناء لقائه مع الكتاب مساء الخميس الماضي.. وبالفعل أنه «همّ مصر الثقيل».
2 مليون طفل كل سنة، يحتاجون رعاية صحية وتطعيمات وألباناً، وبعد سنوات مكاناً فى المدرسة والجامعة والبحث عن وظيفة.. ومصر تحتاج كل سنة قرابة مليون فرصة عمل جديدة، هذا بخلاف الراكد منذ سنوات.
«لو» تأخرت «الخلفة» سنتين أو ثلاثة أو تحكمنا فى حنفية الإنجاب، المؤكد أن البلد «هتفوق»، وظروفها ستتحسن كثيراً، وينعكس ذلك على كل شيء.
كثيراً ما نسمع شابا أو فتاة يصيح فى والديه «ما دام مش قد مصاريفنا خلفتونا ليه»؟.. وعلى مستوى الدولة، يتساءل كبار المسئولين فى العالم: أنتم بتعملوا إيه وعايشين إزاى مع الانفجار السكاني؟.. مصر تزيد كل سنة سكاناً بحجم دولة.
يجب أن نعترف أن حملات تنظيم الأسرة السابقة لم تؤت ثمارها، ابتداء من «حسانين ومحمدين»، حتى «فكر واختار تنظيم الأسرة أحسن قرار»، والأسباب كثيرة:
> أولاً: الأفكار الدينية الخاطئة التى غزت البلاد منذ السبعينات مع موجات الهجرة إلى الخليج ثم العودة، وانتشار الفتاوى التى تحض على التكاثر والخلفة، حتى لو كان الإنسان غير قادر على تحمل أعبائها.
> ثانياً: «خلِّف وارم فى الشارع»، وكثير من الأسر الفقيرة لا تتحمل أعباءً وتتصور أن كثرة الخلفة تجلب الرزق، ونرى أسرة معدمة لديها سبعة وثمانية أولاد.
> ثالثاً: الخدمات المجانية من تعليم وصحة وبطاقات تموينية، فلا تشعر الأسر الفقيرة بأية أعباء نتيجة زيادة الخلفة، بينما تعمل الطبقة المتوسطة ألف حساب.
والحلول كلها صعبة، وتحتاج خطوات أكثر حزماً وشدة.
قال رئيس الوزراء إنه لن يدخل البطاقات التموينية سوى طفلين فقط بالنسبة للأسر الجديدة، أما الأسر القديمة فالوضع مستمر كما هو، أما بالنسبة للتعليم فلا يمكن حرمان أى طفل من حقه، فلا أحد يتحمل مسئولية مواطن جاهل.
الحملات الإعلامية مهمة جداً بشرط دراسة الفئات الأكثر إنجاباً واستهدفها بخطاب إعلامى مؤثر، بعيداً عن العمومية والنصائح والإرشاد، والأهم هو الخطاب الدينى المستنير الذى يحفِّز الوعى ويصحح المفاهيم ويواجه التراكمات السابقة.
العالم حولنا يعانى من كارثة عدم الإنجاب، ونحن غارقون فى مشاكل الانفجار، روسيا تدفع دعماً حكومياً للطفل الواحد 55 دولارا شهرياً، ومكافأة الطفل الثانى عشرة آلاف دولار، وتتضاعف المنحة عند الطفل الثالث.
الدانمارك أطلقت حملة «انجب من أجل وطنك»، وفرنسا تقدم دعماً حكومياً للطفل الثانى، وألمانيا تعوض العجز بتشجيع الهجرة، وكل دولة تتخذ إجراءات تتناسب مع ظروفها واحتياجاتها.
فى مصر لا يمكن أن نفعل مثل الصين - مثلاً - التى اضطرت فى حقبة معينة الى التعقيم الإجبارى، فنحن نحتاج «تعقيم العقول» ورفع درجات الوعي، وأن نعود للمثل القديم «على قد لحافك مد رجليك».

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة