حمدى الكنيسى
حمدى الكنيسى


يوميات الأخبار

لو تحدث السيسى «الإنسان» مع السيسى «الرئيس»

بوابة أخبار اليوم

السبت، 28 ديسمبر 2019 - 07:13 م

حمدى الكنيسى

ان ما حققته وتحققه خلال السنوات الأربع يفوق -فعلا- ما كان يمكن تحقيقه فى 50 عاما.

قالها -صادقا- «إنسانيتى قبل وظيفتى»، والمؤكد أنه لم يكن بحاجة إلى أن يقولها، فما شاهدناه وسمعناه نحن عبر هذه السنوات التى يحمل فيها المسئولية الكبرى، دليل حى متجدد على أسبقية «الإنسانية» لديه، وتخطيها المباشر لكل ما يرتبط بالسلطة من تصرف وإجراء قد يرى البعض أنه قد ينتقص من هيبة المنصب، وهؤلاء لا يستوعبون مثلا كيف يترك رئيس الجمهورية مقعده أثناء منتدى شباب العالم، ويتحرك مسرعا «ولا أقول مهرولا» إلى المنصة ليحتضن ويقبل الطفل «زين» الذى كان قد تحدث عن تجربته فى مواجهة السرطان، هذا ما شهدناه بأم أعيننا وهو صورة حية مما شاهدناه طوال هذه الفترة وهو كثير.. فلم نفاجأ مثلا وهو ينحنى انحناءة كاملة ليقبل رأس سيدة عجوز، أو يقبل ابن أحد الشهداء.
والسؤال الذى يشغلنى هو «ماذا لو تحدث «الإنسان» السيسى مع «الرئيس السيسى»، إننى أتوقع أو أتمنى أن يقول «الإنسان» للرئيس: ان ما حققته وتحققه خلال السنوات الأربع يفوق -فعلا- ما كان يمكن تحقيقه فى 50 عاما، ذلك لأنه تم ويتم بجهود مكثفة للغاية، وبالايقاع السريع جدا الذى لا مجال فيه لالتقاط الأنفاس سواء داخليا مع المشروعات الكبرى والإنجازات الضخمة، أو خارجيا مع الزيارات والجولات المكوكية والمحادثات والمفاوضات أثناء المؤتمرات المختلفة، إنك فعلت وتفعل ذلك كله، لأنك حملت على عاتقك المسئولية الكبرى رئيسا لدولة منهكة ومرهقة ومثقلة بأزمات ومشكلات مزمنة تكاد تدفع الدولة إلى الانهيار، ثم أضيفت لها مؤامرات وتحديات فجرها أعداء مصر فى الخارج والداخل بلغت فى ضراوتها الحصار أفريقيا وإقليميا ودوليا، مع إطلاق وحش الإرهاب بجرائمه على حدودنا الشرقية والغربية والجنوبية، لذلك فإنك «يا ريس» برؤيتك الدقيقة لهذا الواقع القاتم انطلقت -ومازلت- بأسرع ما يمكن وأعمق ما يمكن على طريق «الأحلام» التى لا بديل عن تحقيقها فى أقل الأيام، وحيث إن النتائج والمحصلة الواضحة جدا حتى الآن تجسد تحقيق معظم هذه الأحلام.. فاستعادت الدولة استقرارها بالنجاح الساطع فى معارك البقاء والبناء، عودة مصر إلى دورها ومكانتها الأفريقية والعربية والدولية، فإننى -أنا «الإنسان» داخلك أقول لك: يا ريس.. لقد آن الأوان لكى تلتقط أنفاسك وتمارس مسئولياتك بايقاع أهدأ ويكفى عبء السياسة الخارجية ومواجهة ما يتجدد من مؤامرات إقليمية ودولية تاركا عملية متابعة تفاصيل استكمال المشروعات التى أطلقتها فى جميع المجالات لمساعديك الذين استوعبوا فكرك وحرصك على إنجاز ما تبقى فى أسرع وقت وبأعلى مستويات الجودة وقد أكدت أنت ثقتك فيهم بتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة د.مصطفى مدبولى المتوهج نشاطا واقتدارا تنفيذيا. إن طريق الأحلام لا نهاية له، ولا بديل عن الاقتناع بما يتحقق فيه من إنجازات تفوق أحلام أكثر المتفائلين والمتحمسين، وهذا بالتأكيد ما يتقبله ويرتضيه ملايين المصريين الذين قد يكونون هم أيضا بحاجة إلى التقاط الأنفاس من كثرة المشاهدة والمتابعة للمشروعات والمبادرات مع انتظار ما يتحقق لهم على المستوى الشخصى والعائلى من نتائج وثمار ما تم ويتم، خاصة وأن العجلة قد دارت، والأسعار تراجعت نسبيا، والمرتبات والمعاشات موضع اهتمام الدولة.
هذا ما تصورته حديثا بين «الإنسان» السيسى و»الرئيس» السيسى متمنيا أن يستجيب الرئيس للإنسان.. ليس فقط رفقا بصحته ولكن لصالح الاثنين معا، ولصالح «مصر» التى لا تغيب لحظة عن عيونهما وقلوبهما وعقولهما.
أسماء من قائمة الوزراء
> وزيرة الثقافة الفنانة الدكتورة إيناس عبدالدايم: لاحقتها بعض الإشاعات المغرضة قبل التشكيل الجديد للحكومة، لكنها احتفظت بموقعها المستحق ليزيد اسمها لمعانا وتألقا، ولعلها ترد سريعا على من انتقدوا الوزارة بالتقصير فى أمور ثقافية، وذلك بأن تعمل وفق آخر توجيهات تلقتها أثناء الاجتماع مع الرئيس السيسى والدكتور مدبولى رئيس الوزراء، فنرى إعادة تأهيل سريعة لقصور الثقافة على مستوى الجمهورية مع تطوير المحتوى الثقافى والفنى، والوصول إلى القرى والنجوع، وإننى شخصيا أثق فى أنها ستحقق ذلك سريعا ليضاف إلى بقية إنجازاتها.
> وزير الخارجية سامح شكرى: لم يتوقع أحد ابتعاده عن موقعه الدبلوماسى الذى أضاف هو له الكثير بتحركاته وزياراته وحواراته ولقاءاته مع نظرائه من وزراء الخارجية فى كل مكان وقدراته فى عرض رؤى وقضايا مصر فى العديد من المؤتمرات تواكبا مع ما يعلنه الرئيس، والمؤكد أنه سيحقق المزيد خاصة مع توطد علاقاته مع أبرز وأكبر وزراء الخارجية فى العالم، وبالمناسبة أتمنى أن تحظى اللغة العربية الفصحى لديه ولو بنصف ما يتمتع به من تألق فى اللغة الإنجليزية.
> وزير العدل المستشار عمر مروان: يجمعنى بمعاليه الانتماء الفعال للنادى الأهلى الحبيب لكن معرفتى الشخصية به عن قرب كشفت لى ما يتمتع به من شخصيته متوازنة عميقة الرؤية سديدة الرأى، وقد دارت بيننا حوارات كثيرة أثناء توليه وزارة شئون مجلس النواب احتراما وتقديرا لعطائه الرائع، ثم تابعت انجازه الوطنى كرئيس للوفد المصرى الذى سافر إلى جنيف لاستعراض ملف حقوق الإنسان الخاص بمصر فى إطار المراجعة الدورية الشاملة بمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، وقد أحبط بأدائه مع فريق العمل مخططات أعداء مصر، وانتزع قبول المجلس لرؤية وأداء مصر، وبالمناسبة إلى جانب ثقافته العامة استثمر الوزير المستشار عمر مروان ثقافته الخاصة التى اكتسبها من خلال المشاركة فى دورات حقوق الإنسان والقانون الدولى الإنسانى والمحكمة الجنائية الدولية، وقد انعقدت تلك الدورات فى الولايات المتحدة الأمريكية واليابان، والمؤكد أن وزارة العدل تحت قيادته ستحقق إضافات بارزة، ولعل مشكلة ارتباط هيئة الشهر العقارى بالوزارة والدعوة لنقلها إلى وزارة المالية تكون من أسرع الأمور التى يحسمها بفكره العلمى واقتداره العملى.
صفعات تونسية على قفا أردوغان وذيله إياه
فى إطار تحركه المتسارع اللاهث لتبرير ودعم تآمره على ليبيا من خلال اتفاق وهمى غير شرعى مع ذيله الليبى فايز السراج رئيس حكومة الوفاق التى فقدت قانونيا وعمليا شرعيتها ومبرر وجودها، طار الأخ أردوغان الحالم ليل نهار بلقب السلطان إلى تونس متخيلا ومتوهما أنه يمكن أن يستغل ما بين حزب النهضة الإخوانى والرئيس الجديد قيس سعيد، وبمجرد وصوله إلى الأرض التونسية اجتمع مغرورا ومتغطرسا مع الرئيس سعيد، ثم خرج من الاجتماع ليمارس فورا احدى أكاذيبه بإطلاق تصريح يوحى فيه بأن ثمة تفاهما على تنسيق المواقف، ودخول تونس فى تحالف مع تركيا وليبيا، وهنا جاءته الصفعة الأولى المدوية حيث استنكرت الرئاسة التونسية ما قاله أردوغان، ثم وجهت له الصفعة الثانية بتأكيدها على أن تونس موقفها محايد ولن تنضم إلى أى تحالف، وجاءت الصفعة الثالثة من خلال بيان عاجل وغاضب أصدره «اتحاد الشغل» بحجمه الجماهيرى الكبير معلنا رفض التورط فى الإجراءات المشبوهة التى تجرى فى ليبيا، ويبدو أن قفا أردوغان وذيله السراج احتاج إلى صفعة أخرى فجاءت من الحزب الدستورى الذى دعا إلى جلسة عاجلة للبرلمان بهدف النظر فى أسباب زيارة أردوغان، ثم أكد البيان على أنه لن يتم بأى حال تحويل تونس إلى ممر لأسلحة تركيا إلى ليبيا. هكذا كان الفشل الذريع للمخطط التركى الجديد الذى استقبلته تلك الصفعات التونسية.
لكن هذا الفشل لا يعنى صرف النظر عن توجه مصر والسعودية والإمارات والبرلمان الليبى إلى الشقيقة تونس لدعم وتأكيد موقفها الجيد. مع عقد مؤتمر صحفى يتحدث فيه رئيس البرلمان الليبى ومن يمثل الجيش الوطنى ردا وكشفا ودحضا لما أطلقه وزير داخلية حكومة الوفاق من أكاذيب تبرر الاتفاق المريب وتشوه موقف المشير حفتر.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة