السبت، 28 ديسمبر 2019 - 07:35 م

«وَنَفْسٍ وَمَا  سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا » «وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ» آيات قرآنية تفسر لنا طبيعة النفس والسبل التى تسلكها فى الحياة.
كثر الحديث عن الإصلاح السياسى والادارى وأنه النافذة المنسية فى ركب تقدم الأمم.. وكيف يتأتى ذلك اذا كان هناك عطب فيمن يقومون به.
الإصلاح السياسى ليس فقط خلق مناخا من الحرية واتاحة مساحة للرأى الآخر الذى طالما ينظر له فى معظم الأحيان إنه مضاد للحكومة وليس تنوير الطريق أمامها.. وإطلاق يد الأعمال الفنية والأدبية التى تحاكى أخطاء الدولة فى حق المواطن سواء من ظلم أو اعتداء على حريته.. والبرلمان يجب ألا يكون بيت الحكومة والسلطة التنفيذية لتشريع ومباركة أعمالها وحتى فى رفض بعض السياسات فى شكل استجواب تكون من اجل تخفيف الضغط النفسى عن المواطن وليس القضاء عليه.
لكننا لو طبقنا المثل الشعبى.. «امشى عدل يحتار عدوك فيك» على حياتنا الداخلية وليس فى الحروب والدفاع عن أرض الوطن لاختلفت الصورة فإصلاح النفس فى كل هذه المنابر هى الأساس فى الإصلاح الذى ننشده.. لو لدينا إعلام يقوم على الرأى الصائب بالحقائق والصراحة لخدمة المواطن وليس لتحقيق مجد إعلامى لدافع المواطن عنه.. لو الدراما الفنية والأدبية ربطت مشاكلنا برؤية تحليلية تشرح المشكلات وتضع حلولاً لها تؤدى الى تقدم الشعوب بالقضاء على الامراض الاجتماعية والعاطفية لاختلف الأمر خاصة اننا نعانى انهياراً فى جدار الاسرة والعلاقات الزوجية.
حتى الكوميديا أمس كانت تنقل من الشارع الاسقاطات الساخرة على مشاكلنا فتصل الرسالة الى السلطة التنفيذية فى شكل وئام وليس عداء.
قديماً كانت المكتبة تشكل سلسلة تاريخية فى ربط العصور بعضها ببعض ولكنها الآن تشخص العصور واحداثها وفق الهوى وليس لإنارة الطريق  للتعلم من اخطاء الماضى واستمرار زيادة مساحة التطور العلمى.
إننا نعانى فى كل شىء لأننا لم نستطع ان نكون بنية تعليمية وثقافية واجتماعية وعلمية على اساس اخلاقى لمشاركة المواطن فى صناعة المستقبل.
حتى الأحزاب اخذت اسماء عديدة شكلية وصورية ليس لها أى وجود فعلى وهى بدورها تتهم الدولة بأنها تضيق عليها المساحة للانطلاق تحت زعم أنها المعارضة التى تؤدى الى انهيار المجتمع وليست مقاومة للسلطة..  فإصلاح النفس أولا قبل أى اصلاح.