عاطف زيدان
عاطف زيدان


كشف حساب

أوهام أردوغان

عاطف زيدان

السبت، 28 ديسمبر 2019 - 07:37 م

استيقظ رجب طيب أردوغان رئيس تركيا يوما، والحقد يعصف به، والغضب يتملكه، يتحرك فى قصره متخبطا من مس شيطانى، بشكل عصبى هستيرى، يتمتم بكلمات غير مفهومة: عايز غاز ! عايز غاز..امبراطورية عثمانية!! مصر اكتشفت  ظهر»، وقبرص وجدت «افروديت»، واسرائيل اكتشفت «لفثيان»، اشمعنى تركيا العثمانية ؟! لابد من ايجاد مخرج. دعا بطانته وخبراءه وطلب منهم بشكل واضح وهو يضرب براحته على الترابيزة : انا عايز غاز شرق المتوسط !! ازاى،معرفش؟!. ابحثوا لى عن طريقة. المهم ان نضع اقدامنا وليكن ما يكون. قام من جلسته متوترا، يتحرك حول المجتمعين الذين لفهم صمت رهيب، وانشغل كل منهم فى ايجاد مخرج يرضى البلطجى الطامع فى خيرات جيرانه. وتفتق ذهن احدهم عن مخرج شيطانى، رفع يده طالبا السماح بعرض ما توصل إليه. اتجه إليه اردوغان متشوقا لما سيقول وسأله : لقيت حاجة؟. رد الخبير: نعم سيدى. سأله اردوغان بلهفة الذئب : قل بسرعة. اجاب الخبير: الجرف القارى. سأله اردوغان : يعنى ايه ؟رد الخبير متباهيا : منطقتنا الاقتصادية ليست 12 ميلا فقط وانما يمكن ان تمتد بالاتفاق مع الدول المقابلة لنا على الشاطئ الآخر إلى اكثر من 200 ميل !! احس اردوغان بالنصر وقال بصوت عال وهو يقذف الأوراق التى امامه فى الهواء : وجدتها. ليبيا هى المخرج. واصدر اوامره بالاتصال بفائز السراج رئيس حكومة الوفاق المنتهية ولايته لعرض توقيع اتفاقية للبحث والتنقيب عن النفط والغاز فى منطقة الجرف القارى بين تركيا وليبيا. رد احد الحاضرين بصوت خافت : ياسيدى ليبيا لاتقابل تركيا، فبيننا وبينهم جزر يونانية. صرخ فيه اردوغان : اسكت انت، اسكت خالص، مش عايز اسمع صوتك. يونان ايه وجزر ايه. البحر المتوسط ده بتاعنا، وهناخد منه اللى احنا عايزينه !! فكر اخر تذكيره بمبادئ قانون البحار لكنه تراجع خوفا من ان يكون الرد صفعة على الوجه او ضربا بالحذاء. انتهى الاجتماع، بتكليف اردوغان وزير خارجيته للاتصال بالسراج فى اسرع وقت ممكن، مع اغرائه باستعداد تركيا لتقديم الدعم العسكرى الذى يريد فى مواجهة قوات الجيش الوطنى، وماهى الا ايام قليلة، حتى فوجئ العالم بمذكرة التفاهم بين اردوغان والسراج. التى تنذر بإشعال شرق المتوسط.حاول تكرار اللعبة مع تونس لكن أحرار تونس الخضراء رفضوا وكذبوا تصريحاته بشأن التحالف معه. لابد من تحرك سريع لمجلس الأمن لردع بلطجة اردوغان قبل فوات الأوان ؟!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة