صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


حصاد 2019| أزمات اقتصادية واجتماعية وقود الاحتجاجات الشعبية التي هزت العالم

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 29 ديسمبر 2019 - 04:57 ص

شهد عام 2019 عددا كبيرا وغير مسبوق من الاحتجاجات التي اندلعت في العديد من دول العالم، وقفت وراء هذه الاحتجاجات أسباب عديدة منها سوء الأحوال المعيشية وغلاء الأسعار، وأيضا حلم الديمقراطية أو الاستقلال وأيضا اعتراضا على تزوير الانتخابات في بعض الدول والبعض الآخر اعتراضا على قوانين يعتقد أنها تجور على حقوقهم مثل اعتراض النقابات في فرنسا على قوانين التقاعد وعلى الرغم من تباعد المسافات بآلاف الأميال بين الاحتجاجات في العالم، فإنها بدأت للأسباب نفسها في عدة بلدان، وكان في بعضها إلهام لأخرى، في طريقة التنظيم، وإدراك الأهداف.


خريف الغضب في أمريكا اللاتينية
منذ بداية العام حل خريف الغضب في أمريكا اللاتينية واجتاحت المظاهرات والحركات الاحتجاجية عددا من دول القارة على خلفية تردى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتي تنوعت بين الفشل في السياسات الاقتصادية، لإنهاض المجتمعات من الفقر وتوزيع الثروات وزيادة أسعار وفرض ضرائب وانتشار البطالة وتفشى الفساد، والاحباطات العميقة التي يشعر بها المواطنون والتطلعات الكثيرة التى لم تتحقق منذ عقود، بالإضافة للسخط المتزايد على الطبقة السياسية وفسادها، وسادت حالة من عدم الاستقرار في هذه البلاد مما تسبب في سقوط عشرات القتلى والمصابين.


ففي مارس انطلقت في فنزويلا احتجاجات مناهضة لإعادة انتخاب الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو، أدت إلى وقوع أزمة سياسية واقتصادية حادة في البلد، وأعلن خوان جوايدو رئيس البرلمان، نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، مما أدى إلى انقسام دولي حول الاعتراف به وتأزم الوضع الاقتصادي في البلاد في ظل الاحتجاجات والمظاهرات، وتشديد الولايات المتحدة عقوباتها على مادورو.


وفي بوليفيا أعلن الرئيس البوليفي، إيفو موراليس، استقالته ولجأ للمكسيك بعد موجة احتجاجات قوية على إعادة انتخابه لولاية رابعة استمرت لـ 3 أسابيع، وسط مواجهات عنيفة بين القوات الأمنية والمتظاهرين الذين كانوا يحتجون على انعدام نزاهة الانتخابات الرئاسية الأخيرة.


أما في تشيلى.. فقد أشعلت أعنف مظاهرات في تاريخ البلاد، بعد زيادة رسوم مترو سانتياجو، وتحول الغضب لاضطرابات واحتجاجات ملأت الشوارع، وأسفرت عن قتلى وجرحى، ما دفع الرئيس التشيلي، سيباستيان بينيراى بالتراجع عن قراره والإعلان عن تعديل حكومي واسع، وتجميد الرسوم على الكهرباء.


وفي الإكوادور.. شهدت البلاد مظاهرات عنيفة، احتجاجا على إجراءات التقشف في البلاد، وإلغاء دعم الوقود، وأدى هذا الإجراء إلى ارتفاع حاد في أسعار الوقود، وسد محتجون الطرق السريعة، واقتحموا البرلمان، واشتبكوا مع قوات الأمن، خلال المظاهرات التى طالبوا فيها بإنهاء حالة التقشف، وإعادة دعم الوقود. وتراجعت الحكومة عن القرار
وفي الأرجنتين، فقد تظاهر الآلاف في العاصمة بوينس آيرس، احتجاجا على تردى الأوضاع المعيشية في البلاد، وطالب المتظاهرون الحكومة بضرورة سن قانون للطوارئ الاجتماعية لمحاربة الفقر والجوع والبطالة في البلاد.
وفي هايتى شهدت «بورت-أو-برنس» عاصمة هايتى، والدولة الأكثر فقرا في الأمريكتين، أعمال عنف وعمليات نهب وسلب خلال احتجاجات طالبت بتنحي رئيس البلاد جوفينال مواسيه وحكومته بتهمة الفساد واختلاس المال العام، واتهم المتظاهرون الرئيس بالفشل في مقاومة الفساد وعدم القدرة على النهوض بالاقتصاد الذي يعانى من التضخم.
منذ بداية شهر ديسمبر الحالي عادت المظاهرات لشوارع كولومبيا ضد حكومة الرئيس إيفان دوكي. ويطالب المحتجون بنظام اجتماعي أكثر عدلاً والمزيد من الاستثمار في مجال التعليم والصحة وحماية النشطاء الحقوقيين وتنفيذ اتفاق السلام مع مقاتلي جبهة فارك.
وفي البرازيل، خرجت الحركات الشعبية في 7 أكتوبر الماضي لشوارع البلاد للمطالبة بالحق في السكن حيث يصل عدد المشردين في هذا البلد إلى 16 مليون برازيلي، ويعانى ما يقرب من 13 مليون برازيلي من البطالة.
وفي بيرو، أعلن رئيس الجمهورية مارتين فيزكارا، (يمين وسط) حل البرلمان بعد أزمة سياسية مديدة أسفرت عن انتحار رئيس سابق وسجن ثلاثة آخرين بسبب الفساد.. وفي هندوراس خرجت مظاهرات حاشدة تطالب الرئيس بالتنحي بعد إحالة شقيقه إلى المحاكمة بتهمة الاتجار بالمخدرات في الولايات المتحدة.
احتجاجات عربية
وفي لبنان خرجت احتجاجات مماثلة، مع ظهور خطط لفرض ضريبة على مكالمات تطبيق واتسآب، أفضت إلى مظاهرات أوسع نطاقا على المشكلات الاقتصادية، وعدم المساواة، والفساد. ومع ارتفاع مستويات الديون، ظلت الحكومة تحاول تطبيق إصلاحات اقتصادية لتأمين حزمة مساعدات كبيرة من المانحين الدوليين. ولكن الناس العاديين يقولون إنهم يعانون بسبب سياسات الحكومة الاقتصادية، وإن سوء إدارة الحكومة هو السبب في مشكلاتهم.
ومنذ أكتوبر الماضي يشهد العراق مظاهرات يشارك فيها مئات الآلاف التي تطالب بإسقاط الحكومة والطبقة السياسية الفاسدة وتغيير النظام السياسي وإجراء إصلاحات جذرية. وطالب المحتجون بإنهاء النظام السياسي الذي قالوا إنه لم ينصفهم. وكان من بين نقاط الخلاف هناك تعيينات الحكومة التي تنبني على الطائفية، وليس على الأفضلية. وادي لجوء الحكومة للعنف إلى قتل نحو 460 شخصاً.
الأزمة اليمنية.. حرب طاحنة
مع استمرار الحرب في اليمن بين جماعة الحوثى والقوات الداعمة للرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادي، مرت اليمن في عام 2019 بأسوأ فترة قد تكون في تاريخها، حيث إن اليمن تعد الدولة الأفقر عربيا ليصل نسبة الفقر بها نحو 80%، بالإضافة إلى وجود العديد من القتلى والجرحى نتيجة الحرب مما يجعل محاولة حل الأزمة اليمنية أمرا في غاية الصعوبة.
وفي الجزائر اندلعت في فبراير مظاهرات في جميع أنحاء الجزائر للمطالبة في بادئ الأمر بعدم ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لفترة رئاسية خامسة، إلا أنه مع استمرارها ازداد الطلب الشعبي إلى رغبتهم بتنحيه بالإضافة إلى كل رموز بوتفليقة من المشهد السياسي. واستمرت التظاهرات في الجزائر قرابة 44 أسبوعا متواصلة، ورغم انتخاب عبد المجيد تبون رئيساً جديداً للجزائر في الانتخابات الأخيرة، يرفض المحتجون هناك وقف مظاهراتهم ويطالبون برحيل كل النخبة الحاكمة والطبقة السياسية التى يتهمونها بالفساد.
كما شهدت إيران أسبوعين من الاحتجاجات في نوفمبر الماضي قُتل فيهما نحو 1500 شخص. بسبب رفع سعر البنزين الذي أشعل فتيل الاحتجاجات.
وفي الهند تسبب قانون جديد يسهل منح الجنسية للمهاجرين غير المسلمين، في انقسام شديد هناك ونزل الآلاف في العديد من المدن إلى الشوارع وحصلت اشتباكات بين المحتجين والشرطة، راح ضحيتها عدة أشخاص.
ومنذ يونيو الماضي تعانى هونج كونج من أصعب أزمة مرت بها حتى الآن حيث قامت مظاهرات حاشدة ضد مشروع قانون مقترح سيسمح بإرسال المشتبه بهم إلى الصين لمحاكمتهم ورغم تراجع الصين عن القانون المثير للجدل، لكن الاحتجاجات استمرت مطالبة بالديمقراطية.
وقد ألهمت أساليب المحتجين في هونج كونج النشطاء السياسيين عبر العالم. فخرج مئات الآلاف من الناس في برشلونة معبرين عن غضبهم بشأن سجن قادة الانفصال في كتالونيا. وكان القادة قد أدينوا في 14 أكتوبر بالتحريض بسبب دورهم في استفتاء عام 2017، الذي جرمته المحاكم الإسبانية، وإعلان استقلال الإقليم بعد ذلك.
كما خرجت الكثير من الاحتجاجات على البيئة وتغير المناخ. وطالب المحتجون في الولايات المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، وإسبانيا والنمسا، وفرنسا، ونيوزيلاندا الحكومات باتخاذ إجراءات لحماية المناخ.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة