صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


2019 عام الأزمات| اختتام عقد غير مسبوق من «الاحترار» العالمي

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 29 ديسمبر 2019 - 05:01 ص

 

مرام عماد المصري

 

اختتم عام 2019 عقدا غير مسبوق من الاحترار العالمي وانحسار الجليد ‏وارتفاع مستويات سطح البحر بسبب غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن الأنشطة البشرية.. ‏ومن شبه المؤكد أن متوسطي درجات الحرارة لفترتي الخمس سنوات (2015-2019) والعشر ‏سنوات (2010-2019) سيكونان الأعلى على الإطلاق.‏ وبذلك، فإن عام 2019 على وشك أن يكون العام الثاني أو الثالث الأكثر دفئا على الإطلاق، وفقا ‏للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.‏

وشهد عام 2019 العديد من الظواهر الشديدة التأثير حول العالم كحرائق الغابات والتي وقفت بعض الدول عاجزة أمام النيرانالتى تفاقمت على الأرجح بسبب تغير المناخ، بشكل سيء للغاية.‏ فمنذ بداية فصل الصيف الماضي حتى وصول فصل الشتاء، كان ‏التغير ‏المناخي وما نتج عنه من ارتفاع شديد في درجات الحرارة السبب الرئيسي لهذه الكوارث. ما يعد بمثابة ناقوس ‏خطر يشير إلى مخاطر الاحتباس الحراري على كوكبنا‎.‎

وشهد هذا العام عدد حرائق أعلى من المتوسط في العديد من مناطق خطوط العرض العليا، بما في ذلك في سيبيريا (الاتحاد الروسي) وألاسكا (الولايات المتحدة)، مع حدوث نشاط حرائق في بعض مناطق القطب الشمالي مع أن ذلك كان نادراً للغاية في الماضي. وأدى الجفاف الشديد في إندونيسيا والبلدان المجاورة لها إلى أكبر موسم حرائق منذ عام 2015. فكان عدد الحرائق المبلغ عنها في منطقة الأمازون من البرازيل أعلى بقليل من متوسط العشر سنوات السابقة، وبلغ نشاط الحرائق الكلى في أمريكا الجنوبية أعلاه منذ عام 2010؛ وكانت بوليفيا وفنزويلا من البلدان التي شهدت سنوات نشطة من الحرائق بشكل خاص.

وفي استراليا اشتعل عدد قياسي من حرائق الغابات وخرجت النيران عن السيطرة في بعض المناطق التي دمرت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية. ومن قبل حرائق أستراليا، اندلعت في نهاية أكتوبر الماضي، حرائق في غابات ولاية كاليفورنيا الأمريكية، حيث التهمت الحرائق التي أشعلتها الرياح الشديدة نحو 10 آلاف فدان.

وفي أكتوبر الماضي، اندلعت نيران هائلة وكثيفة وصلت لـ 100 حريق، في مناطق مختلفة من أنحاء لبنان، قبل أن تنتقل بسرعة هائلة بفعل الرياح، وتنتشر على مساحات واسعة بالغابات والمناطق السكنية. وساهمت درجات حرارة الصيف المرتفعة في نصف الكرة الجنوبي والرياح القوية في إذكاء حريق اندلع في مدينة فالبارايسو الساحلية في تشيلي الأسبوع الماضي ودمر عشرات المنازل وتسبب في نزوح الآلاف.

وشهدت أوروبا موجتى حرارة رئيسيتين في أواخر يونيو وأواخر يوليو. ففي فرنسا، سُجِّلت درجة حرارة غير مسبوقة على المستوى الوطني بلغت 46.0 درجة مئوية (1.9 درجة مئوية أعلى من أقصى قيمة سُجِّلت على الإطلاق) في 28 يونيو. وسُجِّلت أيضاً أرقام قياسية على المستوى الوطني في ألمانيا (42.6 درجة مئوية)، وهولندا (40.7 درجة مئوية)، وبلجيكا (41.8 درجة مئوية)، ولكسمبرغ (40.8 درجة مئوية) والمملكة المتحدة (38.7 درجة مئوية)، مع امتداد الحرارة أيضاً إلى بلدان ج الأوروبي، حيث سجلت هلسنكى أعلى درجة حرارة لها على الإطلاق (33.2 درجة مئوية في 28 يوليو).

وشهدت أستراليا صيفاً حاراً بشكل استثنائي. فكان متوسط درجة الحرارة في الصيف الأعلى على الإطلاق بنحو درجة مئوية، وكان شهر يناير أحر شهر شهدته أستراليا.

من ناحية أخرى، شهد كل من وسط الولايات المتحدة الأمريكية، وشمال كندا، وشمال روسيا، وجنوب غرب آسيا، ارتفاعاً غير عادى في هطول الأمطار. وتأخرت بداية الأمطار الموسمية الهندية ونهايتها مما تسبب في نقص كبير في هطول الأمطار في شهر يونيو مع زيادة هطول الأمطار في الأشهر التالية.. وحدث فيضان كبير في شمال الأرجنتين وأوروجواي وجنوب البرازيل. وتضررت إيران كثيراً بفيضانات في أواخر شهر مارس وأوائل شهر أبريل. وكان نشاط الأعاصير المدارية على مستوى العالم في عام 2019 أعلى بقليل من المتوسط. إذ شهد نصف الكرة الشمالي حتى الآن 66 إعصاراً مدارياً مقابل المتوسط العالمي للسنة ذاتها البالغ 56 إعصاراً.

وبحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، سُجِّلت أكثر من 10 ملايين حالة نزوح داخلي جديدة في الفترة الممتدة من يناير إلى يونيو 2019، منها 7 ملايين نتجت عن كوارث.

واحتلت قضية المناخ مرتبة متقدمة جدا في سلم أولويات الأمم المتحدة.. ورغم ذلك سادت ‏خيبة أمل واسعة إزاء عدم التوصل إلى توافق عام في الآراء بشأن زيادة طموح العمل المناخي بمؤتمر الأمم المتحدة الخامس والعشرين المعنى بتغير ‏المناخ (‏كوب 25) في مدريد. وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «خيبة أمله» إزاء نتائج قمة المناخ الدولية في مدريد، ووصفها بأنها فرصة ضائعة لمعالجة أزمة الاحتباس الحراري. قائلا ضيّع المجتمع الدولي فرصة مهمة لإظهار المزيد من الطموح للتخفيف من أزمة المناخ والتكيف معها وتوفير التمويل اللازم لذلك».

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة