الأحد، 29 ديسمبر 2019 - 05:13 ص

شهد عام ٢٠١٩ العديد من الشخصيات التي ظهرت على الساحة الدولية من خلال بعض الأحداث الهامة فقد بدأ عام ٢٠١٩ بتحول البرازيل إلى أقصى اليمين بعد انتخاب جايير بولسونارو الذي يلقب بـ «ترامب البرازيلي» من شدة حبه لنظيره الأمريكي دونالد ترامب

وبالرغم من أن بولسونارو رفع راية «عدم التسامح» مع الجريمة والفساد، إلا أنه كان محل انتقادات بسبب وجهة نظره الخاصة بالمثلية، كما اتهمه البعض بازدراء المرأة، وتعرض للهجوم بسبب فشله في التعامل مع سلسلة الحرائق التي تسببت في تدمير منطقة الأمازون.

كما شهدت فنزويلا أزمة سياسية عميقة منذ يناير الماضي، عندما استخدم خوان جوايدو، رئيس الجمعية الوطنية التي تسيطر عليها المعارضة، مادة في الدستور لينصب نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، بدعوى أن إعادة انتخاب نيكولاس مادورو كانت غير شرعية، وشجع الجيش على الوقوف بجانبه.

وقد حظي جوايدو بدعم العشرات من الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، لكن مادورو تمكن من المقاومة مدعوما من روسيا والصين وقواته المسلحة.. ولا تزال المواجهة مستمرة حيث تعانى البلاد من أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها على الإطلاق.

وفي شهر مارس الماضي، صدم العالم عندما هاجم مسلح متطرف مسجدين في مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية، وقتل 51 شخصا، وأكدت رئيسة الوزراء النيوزيلندية، جاسيندا أردرن أصغر رئيسة وزراء في العالم أنه سيتم حظر الأسلحة نصف الآلية والبنادق الهجومية في نيوزيلندا على الفور، ووجهت دعوة عامة للنيوزيلنديين، ذكوراً وإناثاً، لارتداء الحجاب لإظهار تضامنهم مع المسلمين

وأوضحت أردرن أن سوف يتم أيضاً حظر الأجزاء التي تستخدم لتحويل الأسلحة إلى نصف آلية ذات طراز عسكري، إلى جانب خزائن الطلقات عالية السعة، كما أنه سيتم إعداد خطة لإعادة شراء الأسلحة النارية.

وفي تركيا كانت الانتخابات المحلية في مارس نقطة تحول كبيرة في مسيرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعدما منى حزبه بالهزيمة في 3 مدن كبيرة هي أنقرة وأزمير وإسطنبول. كانت النتائج متقاربة أيضاً لكن الهزيمة شكلت صدمة للحزب الحاكم الذي سيطر على هذه المناطق لعقد من الزمان.

الانتخابات.. أزمة سياسية معقدة في إسرائيل

مرت إسرائيل خلال هذا العام بأسوأ منحدر سياسي جعلها تدخل نفق مظلم ففي 9 أبريل سيطرت حالة من الارتباك على الناخبين خلال الانتخابات الإسرائيلية التي عٌقدت دورتها الأولى في 9 أبريل. النتيجة كانت تعادل الحزبين الرئيسين، الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو وحزب أزرق أبيض بزعامة بنى جانتس، وحصل كلاهما على 35 مقعداً من بين 120 مقعداً بالكنيست الإسرائيلي. وحصل نتنياهو على فرصة تشكيل الحكومة بسبب زيادة عدد الأصوات على غريمه، لكنه فشل ودخلت البلاد في انتخابات تشريعية ثانية في سبتمبر لم تختلف نتائجها كثيراً، ودخل الطرفان في مشاورات لتشكيل ائتلاف حكومي انتهت بالفشل، لتتجه إسرائيل لثالث انتخابات خلال عام

أما في أوكرانيا، فالخيال أصبح حقيقة، وتم تنصيب فولوديمير زيلينسكي، الممثل التلفزيوني، رئيسا للبلاد بعد أن فاز في الانتخابات في أواخر مارس بأغلبية ساحقة متغلبا على رئيس البلاد بيترو بورشينكو. وكانت من أولويات عمل زيلينسكي، استئناف محادثات السلام مع روسيا بشأن الصراع في شرق أوكرانيا.

وحقق أيضا رئيس الوزراء الهندي «ناريندرا مودى» نصرا انتخابيا كبيرا في الانتخابات التشريعية التي أجريت في مايو الماضي وعزز إعادة انتخابه مرة أخرى اتجاها عالميا للشعبويين اليمينيين الذين يحققون النصر، من الولايات المتحدة إلى البرازيل وإيطاليا،

وفي تونس ميزت الزغاريد والألعاب النارية والهتافات المشهد في جادة الحبيب بورقيبة إثر إعلان فوز أستاذ القانون قيس سعيّد برئاسة والذي يشكل بالنسبة لكثيرين من شباب تونس حلمهم باستعادة المبادرة بعد ثماني سنوات عجاف اقتصاديا واجتماعيا، أعقبت الثورة التي قادها الشباب.

أما في أوكرانيا، فالخيال أصبح حقيقة، وتم تنصيب فولوديمير زيلينسكي، الممثل التلفزيوني، رئيسا للبلاد بعد أن فاز في الانتخابات بأغلبية ساحقة متغلبا على رئيس البلاد بيترو بورشينكو. وكانت من أولويات عمل زيلينسكي، استئناف محادثات السلام مع روسيا بشأن الصراع في شرق أوكرانيا.

مقتل زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال عملية للقوات الخاصة بإدلب السورية وأعلن التنظيم تعيين خليفة له هو أبو إبراهيم الهاشمي القريشي، بعد العملية الأمريكية مباشرة

وفي الجزائر فاز الرئيس المنتخب عبد المجيد تبون في الانتخابات الرئاسية التي جرت في الـ 12 ديسمبر وعبر المحتفلون عن تفاؤلهم الكبير بمستقبل الجزائر برئاسة الرئيس الجديد مؤكدين أن برنامجه يقوم بالدرجة الأولى على التغيير والاهتمام بعنصر الشباب

-كما حقق رئيس وزراء كندا جاستن ترودو فوزا صعبا في الانتخابات العامة وجاء الفوز بعد معركة سياسية قوية واجهها رئيس الوزراء الكندي بعد تراجع شعبيته على خلفية فضيحة سياسية تمثلت في تدخله في الملاحقة القضائية لشركة هندسية متهمة بالفساد، وهو الأمر الذي أدى إلى استقالة عدد من وزار حكومته.

وبعد جدل واسع وتذبذب في الآراء العامة وسط الجمهور البريطاني بين مؤيد للخروج من الاتحاد الأوروبي ورافضاً له، وبعد سلسلة من التوترات والتجاذبات السياسية والاستقالات المتوالية أعقبها جمود في البرلمان، وتوقعات بأن الانتخابات البرلمانية المبكرة لن تحسم كل ذلك، وبعد إجراء الانتخابات فاز رئيس الوزراء بوريس جونسون وحقق انتصارا مدويا يتيح له تمرير اتفاق بريكست.

مبادرات سلام في السودان

في أبريل، تمت إزاحة الرئيس السوداني عمر البشير من السلطة بواسطة الجيش السوداني عقبَ احتجاجات شعبيّة طالبت برحيله، وأطاح الجيش بقيادة أحمد عوض بن عوف بالحكومة والبرلمان وأعلن حالة الطوارئ في البلاد لمدة 3 أشهر تليها فترة انتقالية مدّتها سنتين.

وبع تواصل الاحتجاجات والتظاهرات ضدّ المجلس العسكري الانتقالي بقيادة عوض بن عوف اضطرّ التخلي عن منصبه وتعيين الفريق عبد الفتاح البرهان رئيسًا جديدًا للمجلس. و تم التوصل لاتفاق لتقاسم السلطة بين طرفي النزاع خلال فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات على الأقل، على أن يبدأ بتشكيل مجلس سيادي يتكون من خمسة عسكريين وخمسة مدنيين، إضافة لعضو مدني، ومجلس وزراء تشكله قوى الحرية والتغيير، ويقوم المجلسان بالمهام التشريعية لحين تشكيل المجلس التشريعي. وجرى الاتفاق على أن يرأس أحد العسكريين المجلس السيادي لمدة 18 شهرا، ثم يخلفه شخص مدني لإكمال المدة المتبقية من الفترة الانتقالية.

وأكد خبراء أن تحقيق السلام وإنهاء الحروب في كل من دارفور غربي البلاد ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بات قريباً بفضل المبادرات التي تقدمت بها جهات مختلفة ساعدت في تهيئة الأجواء وتقريب المسافات بين الأطراف.

وقطعت المفاوضات التي تستضيفها عاصمة جنوب السودان «جوبا» شوطا بعيدا في طريق تحقيق السلام، حيث انتهت في سبتمبر الماضي الجولة الأولى باتفاق الحكومة الانتقالية مع الحركات المسلحة على قضايا التفاوض ومساراته وتمديد وقف إطلاق النار وقد ترتبت على تلك الاتفاقات زيارات متتالية لقادة الحركات المسلحة إلى السودان بعد طول حرمان من قبل نظام الرئيس السابق عمر البشير.