صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


من الرواتب الضعيفة لـ قصص الحب الفاشلة.. هل تسبب الظروف المعيشية «أمراض القلب»؟‎

نشوة حميدة

الأحد، 29 ديسمبر 2019 - 04:47 م

- استشاري نفسي: 40% من المترددين على عيادات القلب «مرضى نفسيين»

-أستاذ أمراض قلب: «العيوب الخلفية» للصغار .. و«الحمى الروماتزمية» للشباب.. و«قصور الشرايين التاجية» للمسنين قبل «الظروف الاجتماعية»

- وأستاذ بطب الأزهر : التاريخ العائلي والسمنة المفرطة «عوامل أساسية».. وهذه طرق الوقاية

 

لا تقتصر الإصابة بأمراض القلب على العيوب الخلقة أو التاريخ العائلي، فتبين أن الأعراض المرضية يقف ورائها ما يسمى بـ«أحكام القلب» التي تنبثق من الظروف المجتمعية التي تنعكس بطبيعة الحال على المواطنين، كمعدلات الرضا الوظيفي، والاستقرار الأسري، ويمتد الأمر إلى الحالة العاطفية والاجتماعية، كما ينطبق على عكوسات الأشياء.

أمراض القلب

وكشفت دراسة حديثة عن ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض القلب، فيما استندت دراسة أخرى إلى أن الحصول على معدلات معيشية جيدة كزيادة الأجور قد يحمي الموظفين من أمراض القلب، ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين زادت رواتبهم كانوا أقل عرضة بنسبة 15 في المائة للإصابة بقصور القلب على مدى السنوات الـ25 المقبلة، وفقاً لتقرير صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

وقد وجدت الأبحاث السابقة أن الأشخاص الذين لديهم مداخيل أعلى ينخفض لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

لذا، ناقشت «بوابة أخبار اليوم» استشاريين ومختصين حول أسباب الإصابة بأمراض القلب وطرق الحماية منها، وحقيقة كون الظروف المجتمعية العامل الأساسي في هذه الانتكاسات.

عيوب خلقية

في البداية، قال الدكتور محمد أسامة، استشاري أمراض القلب، إن هناك أسبابا مرضية كالعيوب الخُلفية في السن الصغيرة وحمى روماتزمية في السن المتوسط وقصور الشرايين التاجية في السن الكبيرة، حيث يدخل الرجال من سن 45 عاما وما فوق، والنساء من سن 55 عاما وما فوق، بشكل تلقائي في دائرة الخطورة الزائدة للإصابة بأمراض القلب.

وذكر «أسامة» لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن التاريخ العائلي يعتبر أيضًا عاملا أساسيا في الإصابة بأمراض القلب، وخاصة للذين ينتمون لعائلات ذات ميل وراثي للإصابة بأمراض القلب، فيعتبرون الفئة الأكثر تعرضا للخطر، إضافة إلى المرضى بالسمنة الزائدة، حيث كشفت الدراسات أن الوزن الزائد والدهون الزائدة في الجسم تزيد من مخاطر واحتمالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتدخل في القائمة أمراض ضغط الدم، حيث يسبب أضرارا مستديمة في الأوعية الدموية، كما أنه قد يسبب انسدادها، أو ما يسمى بتصلب الشرايين.

أما عن طرق الحماية، فشدد على ضرورة تجنب الوصول إلى حالة البدانة، مع إتباع نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه والألياف الغذائية والأسماك، والبعد عن مسببات التوتر والضغط النفسين فضلًا عن ممارسة الرياضة، متابعًا: أما عن المرضى فعليهم المتابعة الدورية مع الطبيب.

الكوليسترول والرياضة

فيما قال الدكتور محمد الحسيني، استشاري أمراض القلب بجامعة الأزهر، إن معدل الإصابة في ارتفاع مستمر بسبب الاكتشاف المبكر لها في ظل عصر الثورة الطبية التي تعتمد في الأساس أثناء التشخيص على الأشعة المقطعية والرنين والوسائل الحديثة في تحديد موضع الخلل في القلب، لافتًا إلى أن التشخيص الأسهل أدى إلى الاكتشاف المبكر للمرض.

وذكر «الحسيني» لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن من أبرز مسببات أمراض القلب، هي طبيعة الحياة وأمراض العصر، مثل الضغط والسكر والتوتر والظروف الاجتماعية الصعبة التي أدت أيضًا إلى زيادة معدلات الإصابة به، لافتًا إلى أن بعض الأسباب العرضية البسيطة قد تكون سببًا فيه، وهي على سبيل المثال التهاب الحلق واللوزتين، مؤكدًا على أهمية المتابعة مع طبيب أطفال، وإجراء تحليل سرعة الترسيب بشكل دوري ومستمر منعًا لمشكلات الحمى الروماتزمية وتدفق الشريان الأوسط، والحفاظ على معدلات الضغط والسكر منضطبة، وكذلك التخلص من الدهون والوزن الزائد.

وأكد استشاري أمراض القلب بجامعة الأزهر على ضرورة عدم الحزن وكذلك الامتناع عن التدخين، لكونه أحد أكبر عوامل الخطورة للإصابة بأمراض القلب، فالمواد الكيميائية الموجودة في التبغ يمكنها تدمير القلب والأوعية الدموية؛ مما يؤدي إلى تضيق الشرايين أو تصلبها، ويصل الأمر في النهاية إلى أزمة قلبية، بجانب إتباع نظام غذائي ملائم لصحة القلب يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، ويمكن للنظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة أن يقي القلب، ويمكن أيضًا للفول والمصادر قليلة الدهون الأخرى من البروتين وأنواع معينة من الأسماك أن تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.

وشدد «الحسيني» على ضرورة الحد من أنواع معينة من الدهون التي تتناولها، بحيث لا تزيد على 10 بالمائة من السعرات الحرارية يوميًا، والمحافظة على مستويات الكوليسترول، وكذلك بناء وزن صحي للجسم، فضلًا عن ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميًا، وأخيرًا إجراء اختبار سكر الدم للتحقق من داء السكري. وخاصة لما بعد  عمر 45 عامًا، وإعادته كل ثلاثة سنوات للحفاظ على نفسك من أمراض القلب.

أسباب نفسية

فيما قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن الجمعية الأمريكية للطب النفسي كشفت في أخر دراسة أو بحث لها، أن 60% من المرضي الذين يدخلون العناية المركزة للقلب، هم في الأساس "مرضى نفسيين"، يعانون من أعراض جسمانية نتيجة التوتر والقلق النفسي الذي تسبب في أزمات قلبية.

وكشف "فرويز" لـ "بوابة أخبار اليوم"،  أنها وفقا للدراسة، فإن 40% من المترددين على عيادات القلب "مرضى نفسيين" في الأساس، موضحا أنه في حالة زيادة التوتر النفسي عند أي إنسان ترتفع معدلات مادة "الأدرينالين" في الدم، وبالتالي يقل الدم المتدفق إلى القلب، ما يتسبب في زيادة ضربات القلب الذي يصاحبه صعوبة في التنفس وعدم انتظام عمل القلب.

وأوضح الإستشاري النفسي أن أكثر الأشخاص عرضة لذلك، هم "العصبيين" الذين لا يتحملون تراكم الضغوط النفسية والاجتماعية، مثل أعباء الحياة اليومية من مصروفات وغيرها، وكذلك العلاقات العاطفية والاجتماعية الفاشلة التي غالبا ما تتسبب في الإصابة السريعة بأمراض نفسية تتبعها أمراض القلب.

ولفت إلى أن من المهم التكيف مع الظروف المحيطة لتجاوز أي محنة أو مرض عضوي، مشددًا على ضرورة اللجوء إلى طبيب نفسي في حالة عدم السيطرة على الوضع وتأخر الحالة النفسية والشعور بالمرض. 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة