الأحد، 29 ديسمبر 2019 - 04:56 م

- «الفكهاني»: العدوى بالتنفس ويُصيب الإنسان مرة واحدة.. والراحة بالمنزل «ضرورة»

- «زكي»: ارتفاع درجة الحرارة والقيء والحبوب الحمراء والفقاعات.. أهم الأعراض

- أستاذ بطب المنيا: التعافي خلال أسبوعين.. وكثافة الفصول أهم أسباب انتشار العدوى

- طبيبة جلدية تحذر: عدوى الحوامل تشوه الأجنة.. ونصائح هامة خلال فترة العلاج  

تداولت وسائل الإعلام، مؤخرا، أنباءً حول إصابة 75 تلميذا بالمرحلة الابتدائية ورياض الأطفال، بمرض «الجديري المائي»، بمحافظة أسيوط، وبحسب مديرية الصحة بالمحافظة فإن الـ75 تلميذا تماثلوا للشفاء بعد تلقيهم جرعات العلاج بمستشفى التأمين الصحي، وهم 33 تلميذًا بمدرسة الشهيد أحمد جلال التجريبية بحي شرق بمدينة أسيوط، و15 تلميذا بمدرسة الناصرية الابتدائية بمركز أبنوب، و6 تلاميذ بمدرسة أبنوب الجديدة، و6 آخرين بمدرسة أبنوب الإعدادية بنات، وتلميذين بمدرسة المطمر الابتدائية المشتركة بمركز ساحل سليم، وآخرين بمدرسة الوحدة العربية الابتدائية في قرية الاقادمة بمركز أبوتيج.

وتم منح الطلاب 15 يوما إجازة لتلقي العلاج، بعد ظهور طفح جلدي عليهم، وتواكبت تلك الإصابات مع إصابات مماثلة في منتصف نوفمبر الماضي لنحو 7 طلاب بمحافظة كفر الشيخ.

«بوابة أخبار اليوم» تطرح علامات استفهام حول هذا المرض، وأسبابه، وأعراضه، وطرق الوقاية، والعلاج منه، ومدى خطورته، وهل هو معدي؟ وما التطعيمات اللازمة؟ وهل كثافة الفصول لها عامل في انتقال العدوى؟ والنصائح اللازمة أثناء العلاج، وما الفرق بين الجديري المائي ومرض الجدري؟ 

العدوى بالتنفس

في البداية يقول الدكتور حسن الفكهاني، استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية والأستاذ المساعد بكلية الطب جامعة المنيا، إن مرض الجديري المائي يسببه فيروس «الهربس» وهو مرض معدي وينتقل عن طريق التنفس ويصيب غالبا الأطفال.

أعراض الإصابة

وأوضح في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم» أن أول إصاباته تكون عبارة عن حبوب كثيرة بالجسم خاصة منطقة الظهر والبطن، وارتفاع درجة الحرارة بنسبة خفيفة ليوم أو يومين، وعادة ما يكون المريض حصل على العدوى قبلها بـ3 أسابيع، حيث تظهر الأعراض الجلدية للمرض بعد الإصابة بـ3 أسابيع.

الراحة بالمنزل

وذكر د. الفكهاني، أن الطفل يكون غير معدي من لحظة ظهور الأعراض الجلدية للمرض فمن الممكن أن يذهب للمدرسة ويمارس حياته الطبيعية ولكن تكون هناك ارتفاع في درجة الحرارة بشكل طفيف ولذا يفضل الراحة في المنزل لمدة أسبوع.

وشدد على ضرورة عدم تناول خافض الحرارة القوي مثل "ديفكلوكين الكالسيوم أو الصوديوم" لأنه من الممكن أن تسبب مشكلات في الكبد عند بعض الناس المعرضة لذلك، مضيفا أنه "جينيا" الناس الذين لديهم التهابات فيروسية ويأخذوا مسكنات قوية من الممكن أن تحدث لهم مشكلات.

التعافي خلال أسبوعين

وأكد استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية والأستاذ المساعد بكلية الطب جامعة المنيا، أن المريض عادة ما يتعافى خلال أسبوعين ولا يترك المرض علامات في جسده إلا لو حاول تفريغ الحبوب بيده، مؤكدا أن المرض يظل كامن في الجسم حيث أنه تعتبر المناعة التي تكونت خلال الأسبوعين مناعة مدى الحياة.

«الحزام الناري»

وأضاف أن الإنسان عندما يكبر يُصاب بشيء اسمه "الحزام الناري" وهو أن يحدث للفيروس نوع من التنشيط عندما تقل المناعة، مؤكدا أن المرض معدي قبل ظهور المرض بأسبوعين، لافتا إلى أن كثافة الفصول تعد عاملا قويا لانتشار العدوى بين التلاميذ.

الإصابة مرة واحدة في العمر

وأوضح أن هناك تطعيمات قوية تقي من المرض، ولكنها لا تقي منه مدى الحياة، والطريقة الوحيدة للوقاية مدى الحياة أن الطفل يُصاب به مرة في حياته، ولا توجد طريقة واضحة للوقاية منه خاصة أنه فيروس منتشر جدا، ولا توجد خطورة كبيرة له، وغير متعلق بجهاز المناعة ولكن الأزمة أن جهاز المناعة لا توجد له ذاكرة ناحيته.

نصائح هامة

وأشار إلى أنه ينصح أثناء فترة العلاج بالابتعاد عن الطعام الذي يسبب ارتفاع في درجات الحرارة مثل الأكلات الدسمة، والابتعاد عن استخدام المنظفات أثناء الاستحمام حتى لا تتفرغ الحبوب أثناء الاستحمام فتترك علامات وآثار، والابتعاد عن تفريغ الحبوب، والامتناع عن تناول المسكنات وأقصى شيء مادة "البارستامول".

اختفاء «الجدري»

ولفت إلى أن مرض الجديري المائي يختلف عن مرض الجدري، لأن مرض الجدري اختفى من العالم من سنين طويلة.

مخاطر المرض

واتفقت معه الدكتورة نانيس زكي، طبيبة الأمراض الجلدية، فتقول إن مرض الجديري المائي يسببه فيروس يصيب الأطفال عادة أكثر من الكبار لأنه مرض يأتي مرة واحدة في العمر، إذ يصيب الإنسان في صغره ولا يتكرر في الكبر، وقد يصيب الكبار إذا لم يصابوا به في الصغر ولم يتناولوا المصل الخاص به.

وتابعت د. «نانيس»، تصريحاته الخاصة لـ«بوابة أخبار اليوم» أن خطورة المرض كونه معدي بالتنفس، فمن الممكن أن يكون الطلاب تناقلوا العدوى فيما بينهم، مضيفة أن أعراضه تبدأ بارتفاع درجة الحرارة وآلام في البطن والقيء وبعدها بيومين يظهر الطفح الجلدي وله أشكال كثيرة إما حبوب حمراء أو فقاعات بها مياه، وخلال أسبوع تتكون قشور على الفقاعات وتتساقط، والحبوب يبدأ ظهورها على البطن والظهر ثم تنتشر في الجسم كله.

وذكرت أن أهم مخاطر المرض كونه معدي قبل ظهور الأعراض بيومين وبعد ظهور الطفح الجلدي بـ5 أيام وتنتقل العدوى عن طريق التنفس بين الأخوات خاصة إذا لامس المياه داخل الفقاعات التي تظهر على الجلد فمن الممكن أيضا أن تسبب العدوى، وإذا قام المصاب بالحك في الطفح الجلدي يترك آثارا.  

تحذير هام للحوامل

وأكدت طبيبة الأمراض الجلدية، أن الحوامل لا ينبغي التعامل مع المصابين بالجديري المائي لأنه إذا انتقلت لها العدوى قد تسبب تشوهات في الجنين.

علاج المرض

وأوضحت أن علاج المرض عبارة عن خافض للحرارة ومضاد حيوي حتى لا تحدث عدوى بكتيرية وملطف للجلد ومضاد الحساسية لمنع "الهرش"، مضيفة أن المصاب بالمرض لابد من يذهب للطبيب.

مصل للوقاية

وأشارت د. «نانيس»، إلى أن طرق الوقاية من المرض يوجد مصل يُعطى للطفل قبل الإصابة، وعدم الذهاب للمدرسة حال الإصابة حتى لا يعدي زملاؤه، مضيفة أن مرض الجديري المائي يختلف عن الجدري لأن الأخير مرض قديم وانتهى من العالم.