الأحد، 29 ديسمبر 2019 - 07:44 م

أحد نجاحات مسلسل (ممالك النار) بطولة خالد النبوى. هو الإلتفات إلى أحداث ووقائع وشخصيات فى تاريخنا، مسكوت عنها، وإعادة قراءتها بطريقة مختلفة.. تناول المؤلف محمد سليمان عبد المالك، فترة الإحتلال العثمانى لمصر، ومقاومة المصريين له، وتصدى السلطان المملوكى «طومان باى» حتى هزيمته وشنقه على باب زويلة بالقاهرة، وسط إصرار المصريين على المقاومة...... هذا الوعى والإنتباه لمساحات مضيئة وكاشفة فى التاريخ، هو درس المسلسل الأهم، ودرس كل استدعاء للشخصيات التاريخية فى الأدب أو فى الفن.. فالعودة إلى الماضى، بالتأكيد ليست هى ما يبحث عنه العمل الدرامى، فى استدعاء الشخصية التاريخية.. ولكن قراءة الحاضر ووعى اللحظة... وهو السؤال الذى يثير الجدل الآن حول مسلسل «سيف الله».. سيناريو إسلام حافظ، المأخوذ عن كتاب العقاد (عبقرية خالد).. ويقدم خلاله شخصية «خالد بن الوليد» برؤية درامية مختلفة، تعرض فى رمضان المقبل، بطولة عمرو يوسف... لكن لماذا خالد بن الوليد الآن؟!...
ماذا تعنى استعادة الغزوات والفتوحات، وصورة القائد المحارب المقاتل فى سبيل انتشار الدعوة، وتدعيم الخلافة الإسلامية؟!.. لماذا لا يكون تقديم البطولة، باستدعاء شخصيات أخرى فى تاريخنا.. أحمس أو رمسيس الثانى أو حتشبسوت؟!... وإذا كان المؤلفون الدراميون، تستهويهم أكثر الشخصيات الإسلامية فى صناعة الدراما، فلماذا خالد بن الوليد، وليس «ابن سينا» أو «ابن الهيثم» أو الخوارزمى، والكثيرون من العلماء والمفكرين الذين قدموا إضاءات فى الثقافة الإسلامية؟!.. لماذا الإلتفات إلى شخصيات الخلفاء والحكام والقادة، دون العلماء وأصحاب الفكر والمعرفة، الذين تركوا بصماتهم على الثقافة الإنسانية كلها؟!..
طبعا مسلسل خالد بن الوليد لم يعرض بعد.. ربما لم يكمل المؤلف كتابة حلقاته بعد.. ولا نعرف كيفية تناوله لشخصية خالد بن الوليد، ورؤى العمل الدرامى.. لكن يظل السؤال قائما لماذا خالد بن الوليد اليوم؟!