محمد السيد عيد
محمد السيد عيد


الوصل والفصل

الثقافة الجماهيرية

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 29 ديسمبر 2019 - 07:47 م

بقلم/ محمد السيد عيد

تحدث الرئيس أخيراً عن ضرورة تفعيل دور الثقافة الجماهيرية، وهو حديث بالغ الأهمية، نظراً لخطورة الدور الذى يمكن أن تقوم به هذه الهيئة. وقد نشرت منذ حوالى خمس سنوات مشروعاً لإصلاح الهيئة، وضعت فيه خبرة سنين طويلة قضيتها فى المراكز القيادية بها، أتاحت لى أن أعرفها كما أعرف أصابع يدى. لكن أحداً لم يهتم بقراءة المشروع فضلاً عن مناقشته أو تطبيقه. ولن أعيد طرح ما جاء فى هذا المشروع فى هذا المقال القصير، لكن المشروع موجود فى كتاب أبحاث مؤتمر الأدباء، دورة ١٩٩٥، ويمكن للقائمين على شئون الوزارة وقصور الثقافة الاطلاع عليه. أو حتى اعتباره ورقة عمل تنعقد حولها ورشة لمناقشتها، وتطويرها إذا لزم الأمر، بحيث نصل فى النهاية إلى خطة لإصلاح وتفعيل دور أخطر مؤسسة ثقافية فى مصر.
سأكتفى فى هذا المقال بفكرة واحدة يمكن تنفيذها فوراً. وهى فكرة تعيين مديرى قصور ثقافة فاعلين وقادرين على تطوير العمل الثقافى بالأقاليم (حوالى مائة قصر كبير). ولنكن صرحاء، فكثير من العاملين بالهيئة لا تتوفر فيهم صفات مدير الثقافة الفعال، والسبب معروف وهو أنهم عينوا بالواسطة، ولا علاقة لهم بالثقافة، لقد كانت الهيئة دائماً تعيش تحت ضغوط من أعضاء مجلس الشعب لتعيين معارفهم وأبناء دوائرهم، وكانت لجنة الثقافة تختلق الأسباب لاستدعائنا لمناقشة موضوعات وهمية، ونفاجأ عند ذهابنا بأنهم هم الذين يدافعون عن الهيئة، وفى نهاية المناقشة يقدم لنا رئيس اللجنة وأعضاؤها ملفات بمن يريدون تعيينهم. وأذكر أن رئيس اللجنة وحده أعطانى ذات مرة عند انصرافى ملفاً به أكثر من ثلاثين طلب تعيين، وقد توكلت على الله وحفظته، لكنى أعلم أن الكثيرين من المسئولين كانوا يضطرون لمجاملة أعضاء اللجنة حرصاً على مصالح الهيئة، لأن هذه اللجنة هى التى تدعم مطالبنا عند مناقشة الميزانية، وتؤازرنا فى مواجهة وزارة المالية البخيلة.
المهم أنى أقترح أن يكون تعيين هؤلاء المديرين بمسابقة لا مكان فيها للواسطة، وتعطى الأولوية فيها للمبدعين، على أن تكون المرتبات مجزية، ولا تتقيد بمرتبات الحكومة، وتوضع شروط صارمة للقبول، منها اختبارات فى الثقافة العامة، واللغة العربية، واللغات الأجنبية، والكمبيوتر، ثم يخضع المقبولون لدورة تدريبية لتعلم القواعد المالية والإدارية، وبعد ذلك يتولون قيادة قصور الثقافة.
إننا فى حاجة لشباب متحمس لإعطاء دفعة قوية للعمل الثقافى، ولن يفعل ذلك الموظفون المعينون بالواسطة.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة