كرم جبر
كرم جبر


خالد النجار

محضر استلام الوطن !

كرم جبر

الأحد، 29 ديسمبر 2019 - 07:52 م

فى خطاب علنى قال رئيس مصرى أسبق إنه سأل أحد رئيس وزرائه «بتعمل إيه فى الأزمة الاقتصادية»؟ فرد عليه «بنلبَّس طاقية ده لده»، ولرئيس حكومة آخر عبارة شهيرة يقول فيها «الدولار مثل الملوخية، سعره فى الزمالك غيره فى بولاق»!
ليس المقصود الهجوم على نظام، فظروف البلد الاقتصادية كانت فى منتهى الصعوبة، فى الحروب وامتداد مراحل عنق الزجاجة، والدعم العشوائى والانفجار السكانى وزيادة الواردات وقلة الصادرات، واقتناص فئات قليلة لثمار النمو الاقتصادى.. وهذه هى الأمراض المزمنة.
ثم جاءت 25 يناير وما بعدها كضربات موجعة فوضعت البلاد على حافة الإفلاس، بجانب هروب الاستثمارات وتوقف المصانع والإضرابات والاعتصامات وشلل عجلة العمل والإنتاج.
كان أشد المتفائلين ينتظر إعلان إفلاس الدولة والانهيار الاقتصادى التام، علاوة على الانفلات الأمنى وعدم الاستقرار وضعف المؤسسات، والإعلام الأسود الذى كان يهلل فى الخراب.
وترعرع الإرهاب واشتدت مخالبه، فى ظل الرعاية الكاملة للجماعات الإرهابية، التى اتخذته بديلاً لأجهزة الأمن، وأطلقت زبانيته يروعون الناس ويهددون من يختلف معهم.
ليس مقصوداً إهالة التراب على العهود السابقة، أو الهجوم على أنظمة سابقة، ولكن هذا هو «محضر استلام الوطن» عام 2014.. والآن..
مصر فى عيون الآخرين «الأجانب» زعماء وسياسيين وخبراء ومؤسسات التمويل الدولية، تحقق معجزة اقتصادية، ولأول مرة فى تاريخ صندوق النقد الدولى اعتراف بأن مصر هى الدولة الوحيدة التى أنجزت برنامج الصندوق بنجاح دون اضطرابات اجتماعية، وأعضاؤه خبراء دوليون لهم مصداقية وكلامهم يفتح أبواب الاستثمار الأجنبى.
وفى عيون المصريين الأوفياء، بلدهم ينمو يكبر ويتقدم، وأوشك على عبور المرحلة الصعبة فى الإصلاح الاقتصادى، والبعض ينتقد كثرة المشروعات، بينما شعوب أخرى تتحسر على أحوالها وتتمنى النموذج المصرى.
وبعيون الجماعة الإرهابية وحلفائها، هجوم وحملات عدائية وشائعات، فكلما عبرت مصر أزمة صدرت لهم أزمات، فبقاؤهم واستمرارهم فى وقوع الكوارث التى تحل بالناس، حتى يزايدوا عليهم ويتاجروا بآلامهم.
وكانت البداية بإحداث ثورة شاملة فى المرافق والخدمات، لإعادة إحياء الاستثمارات وخلق فرص عمل وجذب رءوس الأموال، ولم يكن قطار الإصلاح قادراً على التقدم خطوة واحدة، إلا بالمشروعات الكبرى، التى يشهد العالم كله أنها الأسرع إنجازاً على مستوى كل الدول.
ثم يأتى من يقول «كله بالدين»، ولكن شتان بين من يقترض ليبنى ويقيم مشروعات استثمارية تنتج وتسدد أعباءها، وبين من يستدين ليأكل ويشرب فقط.
أهم من الاستدانة هى القدرة على السداد فى التوقيتات المحددة، وهو ما نجحت فيه البلاد بامتياز، فلم تتأخر قروض أو أقساط يوماً واحداً، وتزداد الثقة والقدرة على استمرار الإصلاحات.
نظرة عادلة: أين كنا وكيف أصبحنا، وإلى أين يمضى قطار الوطن؟.. إنها يد الله التى كانت فوق أيديهم، فلم تشأ لمصر إلا الخير والبقاء.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة