فرج أبوالعز
فرج أبوالعز


مع احترامى

فتاوى القبلات والبلاجات

فرج أبو العز

الإثنين، 30 ديسمبر 2019 - 06:33 م

على طريقة أغانى الأفلام «القبلة إن كانت للملهوف اللى على ورد الخد يطوف ياخذها بدال الواحدة ألوف» تأتينا بعض الفتاوى الفجة الخطأ لتزرع فى قلوب وعقول بناتنا وأولادنا أفكارا خاطئة خاصة وأنها غالبا ما تأتى من أناس ينسبون لأنفسهم بالزيف صفة علماء الدين.


صدق أو لا تصدق فهناك فتاوى للأسف تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى واليوتيوب تزعم زورا وبهتانا أنه لا ضير من أن يقبل الشاب الفتاة أو العكس وفتوى أخرى تجيز «البحلقة» فى النساء لابسات البكينى على الشواطئ والبلاجات باعتبارها إبداعا من صنع الله يجب التمعن فيه وتدبره.. ناهيك عن فتاوى أخرى تتعلق بصحيح الدين ومنها أن التدخين لا يبطل الصوم باختصار لأنه هواء وليس بطعام ولا ماء.


مصدر مخاوفى أن هذه الفتوى الخاطئة المضللة لا تأتى عفويا أو دونما قصد بدليل سبق الاصرار والترصد فى نشرها على أوسع نطاق بل وتحريف مقولات أى عالم دين يحاول التصدى لها وتبيان حقيقتها الزائفة.


هذا الأمر اكتشفته صدفة عندما اطلعت على فيديوهين مفبركين للشيخ الجليل مسعد أنور بتحريف كلام الرجل عبر الاجتزاء بما يؤكد أنه صاحب تلك الفتاوى المريبة.. وبعد بحث وصلت للفيديو الأصلى لأجد أن الرجل حاول بقدر استطاعته لوجه الله تعالى تفنيد خطأ تلك الفتاوى المريبة فما كان من مروجى تلك الفتاوى الباطلة إلا محاربته وتشويهه بتلك الفيديوهات المبركة المجتزأة من سياقها بجعل تلك الفتاوى الباطلة على لسان الرجل الذى بادر بنفيها وتوضيح خطأها والنية غير السليمة لمطلقى مثل تلك الفتاوى.
من هذا المنطلق أناشد مجلس النواب الموقر سرعة إقرار عدد من مشروعات القوانين التى انتهت لجنة الشئون الدينية من مناقشتها وكتابة التقارير الخاصة بها أبرزها مشروع قانون تنظيم الفتوى العامة وتنظيم هيئة الأوقاف ومشروع قانون تنظيم الظهور الإعلامى لعلماء الدين وآخر حول إنشاء نقابة للإنشاد الدينى.


المأثور يقول: إذا أخطأ عالم «بكسر اللام» أخطأ وراءه عالمون أى أناس كثر.. لذا أناشد د. على عبد العال رئيس مجلس النواب بسرعة إدراج تلك القوانين للمناقشة العامة والتصويت عليها وإقرارها خاصة مشروع قانون تنظيم الفتوى العامة فلا يصح أن نترك مجالا مهما مثل الفتوى لكل من هب ودب ليفتى بخزعبلات لا أنزل الله بها من سلطان ثم تبذل الجهات المختصة بالافتاء جهودا مضنية للتصحيح وقد لا تفلح لأن الامر المثير أقرب للتصديق منه عن الأمر الحقيقي.


هناك أمور لا يصح معها التسويف خاصة إذا كانت تهم أمور الناس الحياتية اليومية وكم من القوانين المهمة التى تهم الناس تم تأخيرها لأسباب متعددة لكن حسمها كان جديرا بوأد الكثير من المشاكل التى يعانيها عموم الناس ومن أبرزها مشروع قانون تنظيم الفتوى ومشروع قانون الإيجارات القديمة.. أعتقد أن الاسراع بإقرار مثل هذه الأمور المهمة من العدالة الناجزة التى ننشدها جميعا لصالح المجتمع والناس.


أكرر الكلمة مسئولية إذا أطلقتها لم تصبح ملكك ولكنها أصبحت ملكية مشاع.. لذلك فكر ثم فكر ثم فكر قبل أن تطلق كلمتك فتحمل وزر من صدقها وعمل بها.


للزجل كلمة:
قبل ما تفتى يا جدع وحد ربنا وسلم
الفتوى عايزة علم وإمتى وليه تتكلم
مش أى شيء تقوله وغيرك منه يتألم
الفتوى ليها أهلها أحسنلك تخرس ما تتكلم

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة