الإثنين، 30 ديسمبر 2019 - 06:41 م

كل عام وأنتم بخير. وعام جديد سعيد على الجميع.. وأخيرا.. اصبحنا فى 2020 ذلك العام الذى كنا نبنى عليه احلاما وخططا.. ونتخيل انه المستقبل البعيد وفيه ستحدث تغيرات كبيرة.. وجاء 2020 بجزء من تغيراته التى كنا نتخيلها.. تليفونات محمولة فى ايدى الجميع وشبكة انترنت تطاردنا اينما ذهبنا.. وتضعنا تحت ضغط دائم..بسببها اصبح خط سيرنا معروفا وحياتنا مكشوفة.. ومتاحة ومباحة.. من خلال شبكات التواصل الاجتماعى.. حياة جديدة يعيشها البشر فى عالم لم يعد قرية صغيرة بل انحشر الجميع فى بيت واحد.. كل احداثنا معلنة على الهواء..

تغيرت حياتنا وتغيرت اخلاقياتنا..ارتدى البعض دور الواعظ والاخرون ادوار الملائكة او الاشرار من خلال كلمات يرسلونها عبر الفيس بوك او غيره.. ولأننا لم نعد نرى الحياة فى الوجوه الا من خلال صور يتم انتقاؤها بعناية.. فقد اصبحنا تائهين وسط فضاء الكترونى لا نستطيع تمييز الطيب من الشرير.. لكن وسط كل هذا يبقى اننا نعيش فى عصر أسرع ايقاعا بخبطة زر نذهب اينما نحب ونلتقى بمن نريد لا حواجز ولا حوائط صد.. اتذكر أن استاذى الكبير عملاق الصحافة العربية مصطفى امين طلب منا ذات يوم فى عام 1986 أن نقوم بعمل موضوع عن تخيلات الناس للمستقبل فى عام 2000 واسرعنا انا وزملائى فى قسم لست وحدك لنسأل رجل الشارع عن تخيله للمستقبل.. وقالت لى طالبة ستكون المرأة رئيسة دولة ورئيسة وزراء.. وتدخل شاب ليقول ساعتها لن يكون هناك رجال وستعيش المرأة وحدها فى عالم بلا رجال.

 اليوم.. لدينا 8 وزيرات ونطمح للمزيد ولكن مازالت العقول والافكار كما هى لا تتغير بأفكارها القديمة، مازلنا نناقش عمل المرأة ولبس المرأة وحجابها وتحررها وهل ندخل الحمام بالقدم اليمنى ام اليسرى وهل للسحرة وجود وهم السبب فى خسارة نادى الزمالك ام فشل المدرب.

لكن اغرب الاجابات وقتها جاءتنى من طفل صغير لايتعد 12 سنه قال لى سيكون للناس اجنحة يطيرون إلى كل مكان ستختفى وسائل المواصلات وزحام الاتوبيسات ليستخدم كل منا جناحيه نطير للمدرسة ونطير للعمل ونطير للدول الاخرى..
اتمنى ان تتغير الاوضاع عام 2020 وأن تتغير الافكار وأن نظل نحلم.. فالحلم هو الحياة وهو المسقبل وربنا يحقق لكل منا ما يتمناه فى العام الجديد.
وكل عام وأنتم بخير