عصام السباعى
عصام السباعى


يوميات الأخبار

صراع.. فى «الماضى» !

عصام السباعي

الإثنين، 30 ديسمبر 2019 - 07:41 م

 

فيجب أن نتجاوز خلافاتهم الغبية، وننشغل بصناعة مستقبل أفضل.. بالتعليم والعلم والفن والعمل والإنتاج والتصدير.. ويارب سلامتك دائما منهم ياوطن.

الاثنين:
رسائل متعددة وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى منتدى شباب العالم،وأتخيل أنها موجهة إلى جهات وأشخاص بعينهم، وكان من بينها ماقاله فى جلسة «الذكاء الاصطناعى»: «معندناش وقت نضيعه فى تناحر وتضييع مزيد من الفرص.. لأن العالم يقفز إلى الإمام.. وإذا ماكناش نتحرك علشان نلحق بالركب.. هيزيد تخلفنا بشكل لا يمكن تعويضه مهما عملنا من جهد»، وهكذا نجد أن الساحة تلك الأيام يتقاسمها تياران، متناحران منذ حوالى 1200 عام، ومن وقتها والصراع دائر يغذيه من يغذيه بعلم أو بغرض وسالت فيه دماء على الجانبين، والغريب أن القضايا هى نفس القضايا، بداية من تفسير القرآن ونهاية بالحجاب، والعنوان الرئيسى هو الصراع بين أهل العقل والنقل، رغم أن كل الأطراف تستخدم عقلها فى الحوار حتى المتطرف من الجانبين يفهم الكلام بحسب عقله القاصر البسيط، وتدور السنين ونحن نتناحر، ولا نعمل ولا ننتج ونخترع ونبتكر، ولا نفهم أن الزمن قد تطور وأصبح له ضوابط ومعايير اسمها مناهج البحث، والكلام فيه بحساب وقواعد، وفى قاعات العلم لا فى الدواوين الرسمية أو العامة من الناس وكثير منهم مريض بالأمية الأبجدية والثقافية، وما أحوجنا أولا أن نخرج من قبور التناحر فى تلك القضية أو غيرها، والذى تحرك فيه الأيديولوجيا كل شئ فى حياتنا حتى ديننا، وبما لا يفيد البلد ولا ينفع الناس،ولكن يفتنهم فى دينهم ووطنهم ويدفعهم إما نحو الإلحاد أو التطرف، ولا يمكن أبدا أن نظل أسرى ذلك الصراع الغبى بأى حال من الأحوال لأن مصالح الملايين لن تكون تحت رحمة أفكار خاصة ضيقة ولا حسابات البعض المصرفية، ويجب أن نتجاوز الخلافات الغبية، وننشغل بصناعة مستقبل أفضل.. بمحاربة التطرف بكافة أشكاله وأطيافه وأنواعه، بالتعليم والعلم والفنون والعمل والإنتاج والتصدير.. ويارب سلامتك دائما ياوطن من كل المتطرفين باختلاف مسمياتهم !
 على الضفة الثانية لنهر الكراهية !
الجمعة:
أحترم الدكتور خالد منتصر وأستفيد فى بعض الأحيان من متابعته، خاصة أنه صاحب حظوة ومن المنتشرين إعلاميا، فهو يكتب فى صحيفتين يوميتين، ولديه برامج تليفزيونية خاصة به،وتستضيفه الفضائيات هنا وهناك تحت عنوان «التنوير»، وبينما كنت أشاهد حواره مع الإعلامى الرائع حمدى رزق، توقفت أمام كلامه بأن داعش عندما أحرقت الطيار الأردنى «الكساسبة»، استندت فى ذلك إلى واقعة شبيهة فى صدر الإسلام، ويقصد ماقيل عن حرق الخليفة أبى بكر رضى الله عنه للفجاءة السلمى، والغريب أن الدواعش وهؤلاء اتفقا فى نفس الفهم، رغم أن تلك الواقعة غير صحيحة حتى من قبل أن تفعل داعش مافعلته بمئات السنين، وقد سبق لزميلنا إبراهيم عيسى أن قال نفس الكلام ووصف أبو بكر رضى الله عنه بأنه «أول الدواعش»!، والغريب أكثر أننى وجدت ذلك الادعاء أيضا فى كتاب الدكتور طه حسين «الشيخان»، وربما لم يصل علمهم لذلك !، كما سخر الدكتور خالد أيضا من الرجعية فى الأزهر، ودلل على ذلك بوجود رأى فقهى عمره 1300 سنة بأن أقصى مدة للحمل 4 سنوات، ويتجاهل قوله تعالى: «والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة» وكذلك «وحمله وفصاله ثلاثون شهراً»، وهناك من صححوا ذلك قبل أكثر من 900 سنة حسب العلم الذى وصلهم فى ذلك الزمن، ومنهم ابن حزم الأندلسى وربما لم يقرأ ذلك وتصله المعلومة كاملة!، وتعجبت أكثر عندما أبعد علوم الدين عن دائرة العلوم الإنسانية، ودعا الأزهر إلى الاكتفاء بدراسة مقارنات الأديان، وقال: يدرسوا ملحمة جلجامش والأديان الإبراهيمية، وهى الملحمة السومرية التى يدعى الملحدون أنها أصل اليهودية والمسيحية والإسلام، وربما لا يعرف تلك الحقيقة!، وتصل قمة الدراما عندما يستشهد بالدكتور أحمد صبحى منصور باعتباره أحد الذين ألقوا بأحجارهم فى المياه الراكدة للأزهر، و«منصور» هو زعيم القرآنيين ويعيش بمقره فى أمريكا، ويرفض صلاتنا ويصفها بأنها «هجص»، وينطق بغير شهادتنا، ويصفنا بأن أهل السنة كفار ومشركون،أتباع «دين المحمديين»، وأن قبر الرسول فى المدينة وثن، وأن المسجد الأقصى فى طور سيناء ويصف الخلفاء الراشدين بأنهم الخلفاء الفاسقون، وربما لم يصل إلى علمه تلك التفاصيل!،وبصراحة أنا لا أفهم مايريده دكتور خالد، تماما كما لم أفهم قبل فترة كيف رفض استخدام كلمة كافر على شاشات التليفزيون، ثم أجده بعدها فى ضيافة «كافر مغربى» على الإنترنت، ويبقى كل الاحترام له فى كل أحواله.
تاريخ فى «بلاعة الحرة» !
الأحد :
عندما أسمع معلومة غير صحيحة يشتغل عقلى وأعود إلى كتبى، وهذا ماحدث معى عندما شاهدت صدفة حكايات الدكتور محمود اسماعيل أستاذ التاريخ على «الحرة»، ومنها حكاية رواها عن الخليفة «هارون الرشيد» والفقهاء الخبثاء من طلاب العطايا، وأنه أنشد لهم: «كلكم طالب صيد.. كلكم يمشى الرويد إلا عمرو بن عبيد»، صدمنى أن الدكتور المفكر الكبير أخطأ فى نص البيت، وما صدمنى أكثر أنه نسبها بالخطأ ثلاث مرات إلى هارون الرشيد والصحيح هو الخليفة أبو جعفر المنصور، فهارون الرشيد مولود 149 هـ وعمرو بن عبيد متوفى 143 هـ، ومثل تلك الأخطاء تجعلنى أحترس من أى معلومة أخرى يقدمها، أو فى التقييم والتحليل الذى يقدمه لنا، ومن بين ذلك وصفه أهل السنة بأنهم«جماعة تكسب بالدين»، وقوله بأن العقيدة الوسطية فى الاسلام - يقصد الأزهر - هى ميوعة وانتهازية.. يسأله مقدم البرنامج لماذا ينتشر الفكر المتطرف؟ يجيب : أهل السنة والجماعة.. وما مصلحتهم؟.. يجيبه: التكسب بالدين.. !!!ولم أستغرب عندما قال إن الأزهر والزيتونة وأم القرى تجارة رخيصة بالدين، وعموما فأعضاء حزب «كارهى الأزهر» كثيرون.. وجماعة محاربى «السنة وأهلها» موجودون، وكم أتمنى لو تم تأسيس «مرصد الأزهر الشريف» و«الصالون الثقافى للأزهر الشريف»، لرصد حملات الكراهية أو الانتقادات الموجهة ضده وضد السنة الشريفة،و دعوة الباحثين من أمثال ذلك المفكر الجهبذ لمناقشته وفق مناهج البحث العلمي، وليكون ذلك الصالون منارة حقيقية للعلوم، وكذلك وسيلة علمية يرد بها على منتقديه!
 حكايات «الشهر المريمي» !
الثلاثاء:
أيام قليلة وينتهى «كيهك» مع الاحتفال بعيد الميلاد يوم الأحد القادم 29 من ذلك الشهر الذى يحمل رقم أربعة فى التقويم المصرى، وهو شهر الخير ولذلك تمت تسميته بنفس اسم إله الخير «كا هاكا»، أحد أسماء العجل أبيس رمز الخير لدى قدماء المصريين، وحكايات ذلك الشهر تتناقلها ذاكرة المصريين منذ آلاف السنين، ومنها صاغوا ذلك المثل الشعبى الأصيل «كياك صباحك مساك، تقوم من فطورك تحضر عشاك» و«كيهك.. برد فوق.. وبرد تحت»، وتمجد كنيستنا الأرثوذكسية الأم ذلك الشهر وتطلق عليه اسم الشهر المريمى، أوشهر التسابيح، والكثير الكثير عنه يمكنك قراءته بمتعة وأنس فى كتاب «السنكسار» الخاص بالكنيسة وهو «الجامع لأخبار الأنبياء والرسل والشهداء والقديسين»، وفيه أن أبرز من ماتوا فى ذلك الشهر هو الأنبا إبرام ابن زرعة البابا أيام المعز الفاطمى، وهو القديس صاحب معجزة نقل جبل المقطم والذى حرم الجوارى على المسيحيين، واستجاب له الجميع باستثناء أحد الأثرياء الذى صار عبرة فيما بعد،ويهمنى هنا توضيح أشياء قد لا يعرفها الكثيرون، وهى ارتباط كيهك بالألحان القبطية، والتى لها جذور فرعونية حافظت عليها الكنيسة عبر الأجيال، ويوجد هنا اسم مهم جدا وهو د. راغب مفتاح الذى قام فى القرن العشرين، بجمع ذلك التراث على اسطوانات الجرامافون، وكذلك تدوينه على النوتة، ونجد أن من أهم الألحان القبطية «اللحن الكيهكي»، حتى كتاب التسبيحات «الأبصلمودية» فيه «ابصلمودية كيهكى» ، وبلا شك فأفضل من غنت للعذراء والميلاد هى السيدة فيروز، تليها مباشرة جوليا بطرس، وأجملهم من وجهة نظرى هى فرقة دافيد للألحان القبطية، وأروع مافيها هو راعيها القمص داوود لمعى الذى أحرص على متابعة عظاته فى القضايا العامة وبعض الموضوعات اللاهوتية، وكذلك «فواصل» المايسترو جورج قائد الفرقة التى يقدمها فيما بين الترانيم.. أيام وينتهى كيهك الجميل ويختتم الصيام بعيد الميلاد المجيد.. كل سنة ومصر بخير وسلام.
بركاتك.. ياشيخ «أمح»!
الخميس:
لم أكن أقرأ الودع عندما كتبت قبل عام كامل تقريبا وفى يناير الماضى تلك الكلمات:«وبصراحة أعتقد أن ربنا يفتح الأبواب لكهرباء بسبب «أمح»، وكذلك سيفرجها على الأهلى وكل نجومه.. وتبقى مهمة واحدة لوكيل اللاعبين «أمح الدولي» وهى إقناع «كهربا» بطرق أبواب الأهلى والعودة إلى حضنه.. وليس بعيدا فكما يقولون «الدم لازم يحن» !.. وبالفعل سيتم خلال أيام ومع يناير من العام الجديد قيد «كهربا» ضمن لاعبى الأهلى،وسيعود الابن الغائب لناديه، والأكيد أن تلك الخطوة تحققت ببركة «الشيخ أمح»، وأتمنى لكهربا التوفيق فى محطته الجديدة، كما أتمنى لـ«أمح» أن يظل محتفظا ببراءته وفطرته الجميلة كأحد أجمل وأشهر أبنائنا من ذوى القدرات الخاصة !
 كلام توك توك:
متشغلش بالك.. بمال مش مالك !!
إليها:
قالوا لى صفها.. قلت : هانم.. راقية ومحترمة وسماوية الخلق.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة