جلال دويدار
جلال دويدار


خواطر

مقـــولة زائفـــة تســــود التثقف الصحفى والإعلامى

جلال دويدار

الإثنين، 30 ديسمبر 2019 - 08:26 م

 

تسود فى الوسط الصحفى والإعلامى مقولة قد تكون صحيحة معنى ولكنها على المدى الطويل لا تتسم بهذه الصفة لتعارضها مع الهدف الأساسى لرسالة القطاعين الاخلاقية والوطنية والتربوية. إنها تستند بالنسبة لدارسى الإعلام للمثل الذى يقول «إنه إذا عض كلب إنسانا فهو ليس خبراً ولكن إذا عض انسان كلباً فهو خبر» هذا المثل ليس من هدف له سوى تشجيع الصحافة والاعلام على الجرى وراء الاثارة.
لابد أن يتغير هذا الفكر الخاطئ والتأكيد على أن هناك قصصا بناءة فى الحياة تستحق الإبراز وتسليط الأضواء عليها. إنها وبطريق المعالجة المهنية السليمة يمكن أن تكون جاذبة للأنظار والقراء والمشاهدين والمستمعين. هذا التناول السليم يعد فى نفس الوقت نوعا من التوعية والتثقيف الذى يفيد فى المجاراة والتقليد لصالح صاحبه ولصالح الوطن فى نفس الوقت.
 إن أحد الأمثلة على  ذلك قصة السيدة حميدة التى ساقها حظها فى طريق الرئيس السيسى. أدى ذلك الى عرض قصة كفاحها التى تستحق عليه التكريم والتقدير. إن هناك الآلاف من أمثال هذه السيدة ولكنها لا تحظى بالاهتمام الاعلامى الذى لا يمارس الاجتهاد فى البحث عنها وتسجيل قصصها المشرفة. هذا التوجه مرهون باليقظة والتثقيف الصحفى والاعلامى الذى لا يجرى بأى حال على الوجه الأكمل.
 إن الرئيس السيسى لم يتجاوز الحقيقة ولم يتجن عندما شكا من تنكر الاعلام لهذه النماذج التى يذخر بها المجتمع. ان مثل هذه النماذج يجب أن تحظى بالاهتمام الواجب دون أن يسوقها الله فى طريق الرئيس. ليس هذا فحسب بل إنهن لابد أن يكن محل رعاية ومتابعة الدولة ممثلة فى وزارة التضامن الاجتماعى وكل المؤسسات المهتمة بالتنمية الاجتماعية. ان نشر هذه القصص  وتفاصيل كفاحها لها نفس الجاذبية والاثارة للمتابعين من حب الاستطلاع البشرى.
تبنى هذا الجانب المهم فى النشاط الصحفى والاعلامى واعطاؤه ما يستحق من اهتمام هو مسئولية المسئولين عن ادارة هذين القطاعين. ان عليهم اتخاذ الخطوات والاجراءات التى تؤكد الالتزام بهذا الاتجاه. هذا يحتاج الى التوجيه المستمر من علمهم وخبرتهم خاصة أنها متوافرة فى أغلبهم بحكم ممارسة المهنة لسنوات طويلة.
لا جدال أن بناء هذا الوطن على أسس سليمة يتطلب بشكل أساسى اعطاء مزيد من الرعاية والاهتمام لدور الصحافة والاعلام. لابد من أن تراعى قرارات الدولة توافر العناصر المناسبة والقادة عند اختيارها لقيادات العمل الصحفى والاعلامى لضمان القيام بما هو منوط بها من مسئوليات جسيمة. لابد أن توضع فى الاعتبار الممارسة والتجارب والمسيرة المهنية والثقافية وتوافر القيم الاخلاقية والسلوكية.
إن عليها فى هذا الجانب أيضا ان تدعم المؤسسات الصحفية والاعلامية لمساعدتها على القيام بمهامها. هذا يحتم ان تحظى هذه الصحف وبشكل خاص الصحف القومية التى تملكها الدولة بالدعم الاعلانى من مؤسسات وشركات الدولة باعتبارها الأحق بالرعاية.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة