محمد الشماع
محمد الشماع


يوميات الأخبار

إلى كل ذى عينين

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 31 ديسمبر 2019 - 06:34 م

 

ويبدو أن المتعاطفين مع هؤلاء يستندون الى نظرية جديدة فى الادارة هى «الادارة بالحسنات».

الحقيقة أن كل ذى عينين يدرك أن جولات الرئىس الداخلية فى مدن ومحافظات مصر وزياراته الميدانية المرهقة لمواقع العمل والانتاج، هى فرصة للقاء أبناء الشعب الذى أقسم الرئيس على رعاية مصالحه رعاية كاملة. فمن هذه الجولات يستشعر الرئيس على أرض الواقع نبض الجماهير، ويلمس اتجاهات الرأى العام بدقة أكثر مما يجدها فى التقارير الرسمية أو حتى الصحافة، وكم من مشاكل وقضايا تم حلها من خلال الجولات واللقاءات، فلاتوجد زيارة أو احتفالية إلا ويتواصل فيها الرئيس بإناس من عامة الشعب وبصفة خاصة الشباب من كل ابناءمصر البسطاء يصارحونه بهمومهم وأمالهم ويبنى على أساس ذلك قراراته.


كما أن متابعة الرئيس لسير العمل فى المشروعات القومية العملاقة على أرض مصر التى تنفق عليها المليارات من أموال الشعب تهدف لإزالة العقبات وتسهل تنفيذ هذه المشروعات وكذلك إلقاء الضوء على الإنجازات التى تتم من أقصى البلاد إلى أقصاها حتى تعرف الجماهير صورة مايجرى على أرضها.


يجب ونحن نطالب بشئ ألا نتخلى عن الموضوعية والأمانة وندعى أن الصورة كلها ليست بيضاء.. وهل يتحلى من يهاجمون صباحا ومساء  من أهل الشر بالموضوعية ويذكرون كيف كان حال الطرق وكيف عاش صعيد مصر منسيا طوال أربعون عاما اذا ما تغاضينا عن مئات السنوات قبلها؟ ولاداعى للحديث عن الكهرباء التى غطت كل أرض مصر وبدأ تصدير الفائض  ولم تكن تنتظم الكهرباء فى العاصمة، فما بالنا بالمدن الصغيرة والقري؟ ولن ينسى المصريون أن عشرات المدن الجديدة أضيفت الى خريطة مصر بما وفرته من مساكن وملايين فرص العمل والحياة الكريمة من خلال القضاء على العشوائيات وإنشاء مشروعات مجمعات الصناعة والزراعة والسياحة فى كل محافظات ومدن مصر. إن ما حدث فى البنية الاساسية فى السنوات القليلة الماضية هو ملحمة انجاز واعجاز من حقنا نحن الشعب المصرى أن نفخر بها وأن يفتتح كل يوم اضافة جديدة إليها ولنا أن  نفخر بقواتنا المسلحة حامية انجازاتنا وأمننا القومى والحارسة على الدولة المدنية المصرية.


رزق عيالى!


مصطلح جديد وغريب يتردد من بعض العاملين فى الوحدات الإنتاجية والخدمية والهيئات بالجهاز الإدارى للدولة، اصحاب المصطلح يهدفون ببساطة للسطو على كل ما هو حق وغير حق، فالعامل الذى يتغيب عن العمل وكثير المشاكل وضعيف الانتاجية يطالب بالحصول على حافز الانتاج والإضافى والأرباح التى لم يشارك فيها، بل غالباً ما كان سببا فى ضياعها وعدم تحقيقها، عمال يحملون شهادات طبية بعمل خفيف ومع ذلك ينتظرون اجراً اضافيا.. عمال يطلبون زيادة ثمن الوجبة ثم يرفضون الوجبة ويطلبون صرف قيمتها مع المرتب، يطلبون رفع قيمة الوجبة وهم اصلاً لا يحضرون للعمل،! ويطالبون بالحصول على كل البدلات. وعندما يحرم أحد من صرف هذه العناصر المكملة للاجر لأنه لا يستحقها يقيم الدنيا ولا يقعدها بالشكاوى والمسكنة التى تتبعها البلطجة، مدعياً ان جهة الإدارة التى صرفت له المرتب منعت عنه هذه المبالغ مؤكداً أنها (رزق عيالى) وكيف تحرم الإدارة ابناءه منها وتمنع عنهم رزقهم!


الكارثة أنك تجد من يتضامن مع  امثال هؤلاء العاملين من اجل ابنائهم مؤكدين أن هذا حرام، ولا ينبغى ان يخصم منه شىء ويصرف له كما صرف لزملائه العاملين الملتزمين.. وما ذنب ابنائه الذين حرموا من هذا الرزق، مع اعباء المعيشة المرتفعة، وكأن هؤلاء ابناء الحكومة هى التى انجبتهم وليسوا ابنائه!


ويبدو أن المتعاطفين مع مثل هؤلاء يستندون الى نظرية جديدة فى الإدارة وهى الإدارة بالثواب والحسنات بمعنى اعتبار هذه الأموال بمثابة حسنة من الشركة أو صدقة جارية للمسئولين عن الإدارة تمنع عنهم دعوات ولعنات العمال الذين لا يعملون ولا ينتجون وتبعاً لسياسة «المسكنة والبلطجة» التى تحقق مكاسب كبيرة لمن يطبقها من العاملين الفاسدين.. الذين استطاعوا هدم النظريات الإدارية السابقة وفى مقدمتها الإدارة بالاهداف والنتائج وقبلها الثورة الإدارية وبينهما مبدأ الثواب والعقاب.. وربما تحقق النظرية الجديدة «الإدارة بالثواب والحسنات» نجاحاً أو قد تفشل، لكن المهم رزق عيالى!


هذه العقلية الاتكالية لم تعد تصلح، ولم يعد من المقبول ان يتعامل العاملون مع مكان العمل الاصلى والثابت وكأنه استراحة ينامون فيها استعداداً لعمل خارجى مطمئنين إلى أنهم يصرفون مرتباتهم وكأنها إعانة اجتماعية، وهى إن كانت بسيطة لهم ليست بسيطة بالنسبة لميزانيات الهيئآت والشركات والجهاز الإدارى للدولة التى تتحمل عمالة زائدة بأضعاف حاجة العمل الفعلية. حقا هذا غريبا عن السمع والبصر!


ضرائب النجوم؟


يجب ان يكون المواطنون امام القانون سواسية، فلا يعقل ان يدفع الموظف الصغير ضرائبه بالمليم، بينما يتهرب اصحاب المليارات، ومن غير المعقول ان يستمر هذا الوضع الغريب حيث يتباهى بعض رجال الأعمال بدفع تبرعات لبعض المشروعات او المساهمة فى حل مشكلة انسانية بسيطة، بينما المستحق عليهم قانوناً اضعاف مضاعفة لهذه التبرعات الهزيلة، ومن حقنا ان نرفض المنّ والصدقة ونطلب حق الدولة وحق المواطن وحق العامل الذى يعمل فى مصالح أو منشآت القطاع الخاص.
لقد أخذ رجال الأعمال حقهم وعليهم الآن ان يدفعوا ما عليهم من التزامات. وأن يكونوا جزءاً من اقتصاد حر وحقيقى ومنضبط.
من حقنا أن نعرف كم عدد رجال الاعمال وكبار التجار فى مصر الذين سددوا الضرائب المستحقة عليهم، ومن الذين يتهربون من السداد ويحصلون من الدولة على كل التسهيلات ولا يؤدون واجبهم الضريبى. كذلك من مسئولية رئيس مصلحة الضرائب ان يعلن قائمة بأسماء الفنانين المتهربين من سداد الضرائب المستحقة عليهم، والذين يتقاضون الملايين من الجنيهات، والمطربين الذين يؤدون حفلات مقابل مئات الآلاف من الدولارات نسمع عنها ونقرأ أرقاماً فلكية، وكأننا فى أحلام. ويرفضون المشاركة المجتمعية والوطنية دون مقابل مادى!


كما ينبغى ان يعلن رئيس مصلحة الضرائب اسماء لاعبى كرة القدم بعيداً عن هويته الكروية الذين يحصلون على عشرات الملايين من الدولارات والجنيهات دون ان نسمع ان لاعباً واحداً سدد الضرائب المستحقة عليه للدولة ورفض بعض من يتخيلون أنهم نجوم  ويرفضون الظهور أو المشاركة فى مناسبات وطنية قيل ان يتقاضوا المقابل المادى.. باستثناء النجم العالمى محمد صلاح الذى قدم مساهمات ومشاركات للعديد من المشروعات والخدمات لأبناء قريته وأماكن اخرى تفوق الحصر.


التاريخ المشرف لرجال اعمال امثال طلعت حرب الذين ادركوا انهم لا يمكن ان يكونوا وحدهم الأغنياء وسط مجتمع فقير، فالتزموا بما عليهم وساهموا فى تحسين اوضاع التعليم وتحسين اوضاع عمالهم وموظفيهم الاجتماعية والصحية.


شارع الصحافة.. تانى!


كتبت فى يومياتى السابقة عن حالة الفوضى والعشوائية   أمن والتلوث بكل اشكاله التى فرضت نفسها على شارع الصحافة فى قلب القاهرة حتى انه اصبح ينافس المناطق العشوائية شديدة الخطورة التى تخلصنا منها. فى صباح يوم النشر تحركت قوات الشرطة لإعادة الانضباط الى الشارع وعمت حالة من الارتياح والاستقرار والانضباط وانتشر رجال المرور على اطراف الشارع والمداخل والمخارج التى تمر من خلاله.


استمرت حالة الانضباط أياما معدودة عاد بعدها الوضع الى ما كان عليه! لم يتحرك أحد  من قيادات المحافظة بدءاً من السيد المحافظ او احد نواب المحافظ او سكرتير عام المحافظة كما لم يخرج حتى رئيس حى بولاق من مكتبه ليرى على الطبيعة حالة الفوضى والعشوائية والبلطجة التى تسود هذه المنطقة التى كانت قبل مجىء السادة المسئولين مقصدا للوزراء وسفراء دول العالم وكبار المثقفين والادباء فى العالم، كذلك مراسلو وكالات الانباء والفضائيات التى تنقل اسوأ الصور والمشاهد لهذه المنطقة التى تضم أكبر مؤسستين للصحافة فى الشرق الاوسط، تلك المنطقة التى احتلها باعة الملابس المستعملة وباعة الخضر والفاكهة واكشاك اللحوم التى يتجمع عليها الاتربة وادخنة سيارات النقل الثقيل والميكروباص التى تسد الشارع والتكاتك والمطاعم المكشوفة ومئات الطلبة بالمعهد الصناعى الذين لا يجدون مقعداً داخل المعهد فافترشوا الشارع وما تبقى من الأرصفة اضافة الى مئات السيدات وأسرهن المنتظرين على الارصفة انتظارا لحالات الوضع بمستشفى الجلاء للولادة.. كل هذا المشهد لم يحرك السيد اللواء الوزير محافظ القاهرة لكى يشاهد بنفسه الموقف الخطير ويبدو انه اكتفى بتقرير (كله تمام).


فى نفس الوقت وعلى العكس تماماً فقد تحرك الاستاذ الدكتور الوزير محافظ الجيزة فى موكب مهيب يضم العشرات من سيارات الأمن والمطافىء والإسعاف تسببت فى توقف حركة المرور فى منطقة الدقى والمهندسين وتوقف الموكب المهيب امام احد اكشاك مشروعات الشباب فى الشارع، ويبدو أن المسئولين اكتشفوا انه السبب فى توقف حركة المرور بالجيزة! تناقض غريب فى فهم توجهات القيادة السياسية الخاصة بتواجد المسئولين والنزول للشارع لحل المشكلات على الطبيعة، والتى يبدو أنها لم تصل لمحافظ بورسعيدالذى ےلم يحرك ساكناً تجاه حادث مصرع 24 فتاة وسيدة على طريق بورسعيد - دمياط رغم تكرار الحوادث فى هذه المنطقة لمواساة اسر الضحايا وإيجاد حل جذرى للمشكلة لكنه لم يفعلها؟!
اما مشكلة شارع الصحافة فتحتاج لحل جذرى لنقل مواقف الميكروباص إلى ساحة ميناء القاهرة البرى «المهجور» على بعد امتار - والذى تكلف مئات الملايين من الجنيهات، ونقل باعة الملابس والباعة الجائلين الى الساحة الشاسعة بأرض الميناء والتى يتوافر بها كافة الخدمات ووسائل الامن والراحة ومئات المحلات المغلقة والأدوار المتعددة لاستيعاب السيارات التى حولت الشارع الشهير الى جراج مجانى كبير وعلى المارة ان يدفعوا الثمن!


عام جديد
٢٠١٩ كان عام التحديات والإنجازات.
٢٠٢٠ عام ستحصد فيه نتائج عام ٢٠١٩.
كل عام ومصر بخير وسلام واستقرار.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة