علم بريطانيا
علم بريطانيا


30 يومًا قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.. ووعود جونسون تتصدر المشهد

أحمد نزيه

الأربعاء، 01 يناير 2020 - 02:24 م

بات الوقت يداهم بريطانيا مع اقتراب العدّ التنازلي لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، فيفصل ثلاثون يومًا فقط عن الوداع المنتظر لبريطانيا للتكتل الأكبر في القارة العجوز.

خروجٌ طال انتظاره بالنسبة للبريطانيين بعد عامٍ عصيبٍ عاشته بريطانيا في 2019 مع تأجيل الخروج من التكتل الأوروبي غير مرةٍ، دون أن يؤذن بعد لطائرة لندن أن تقلع من مطار بروكسل إلى غير عودةٍ.

ومع اقتراب أجل الموعد الأخير لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو الحادي والثلاثين من شهر يناير الجاري، بدأ الخروج جاديًا هذه المرة ولا تحوم شكوك كثيرة حول تأجيله.

وعود جونسون

وقبل ثلاثين يومًا عن الموعد المحدد آنفًا، أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أنه سيوحد بلاده المنقسمة في العام الجديد عندما تنسحب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قائلا للبريطانيين إنهم ينتظرون "سنة رائعة وعقدًا من الزمن غير عادي".

وأشار جونسون، إلى أن مهمته الأولى هي ضمان إنجاز الخروج من الاتحاد الأوروبي بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على تصويت بريطانيا لصالح الانسحاب من التكتل، ثم تضميد الجراح التي فتحها الاستفتاء.

وقال رئيس الوزراء البريطاني، "بينما نقول وداعا لعام 2019، يمكننا أيضا أن نطوي صفحة الانقسام والضغائن وعدم اليقين التي سيطرت على الحياة العامة وأعادتنا للوراء كثيرا".

وأردف قائلًا "الآن لدينا برلمان جديد، انتخبه الشعب لتحقيق أولويات الشعب، سيحترم في النهاية الاستفتاء وينجز الخروج، لذا سننتهي من الخروج قبل نهاية هذا الشهر".

وسيشرع مجلس العموم البريطاني (البرلمان) في إتمام اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي فور عودته من عطلة إجازة أعياد الميلاد.

وحصل جونسون بالفعل على موافقة مبدئية على اتفاقه للانفصال عن الاتحاد الأوروبي وستبدأ المراحل الأخيرة من عملية التصديق عليه داخل مقر البرلمان البريطاني، لتُغلق صفحة طويلة من رفض المشرعين البريطانيين لخطط الخروج السابقة من التكتل الأوروبي.

تأجيل متكرر

هذا المسلسل بدأ مطلع العام الماضي، حينما صوّت المشرعون البريطانيون في مجلس العموم (البرلمان) ضد بنود اتفاقٍ أبرمته رئيسة الوزراء آنذاك تيريزا ماي مع القادة الأوروبيين بشأن مستقبل العلاقات بين الجانبين في مرحلة ما بعد الانفصال.

ورغم عودة ماي للتباحث مجددًا مع قادة بروكسل، إلا أن البرلمان البريطاني صوّت في مارس ضد مشروع اتفاق ماي مع الاتحاد الأوروبي، ليصبح الخروج في الموعد المحدد سلفًا التاسع والعشرين من مارس من المستحيلات.

تأجل الخروج لأسبوعين، وتم تحديد موعد الثاني عشر من أبريل موعدًا ثانيًا للخروج، غير أن البرلمان البريطاني عاود ورفض ثالثًا اتفاق ماي مع الاتحاد الأوروبي، ومن ثم تأجل موعد الخروج إلى 22 مايو، ومنه إلى نهاية شهر يونيو.

وفي تلك الفترة فشلت ماي في إبرام اتفاقٍ يرضي نواب البرلمان البريطاني ويقبله الزعماء الأوروبيون، لتضطر في أواخر شهر مايو للاستقالة من منصبها، تاركةً دفة الأمور لبوريس جونسون، وهو من أشد المؤيدين للانفصال عن الاتحاد الأوروبي.

وفي الأثناء، اتفقت ماي قبل رحيلها مع دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي، على موعدٍ مرنٍ للخروج، وتم تحديد الحادي والثلاثين من شهر أكتوبر أجلًا للانفصال.

فشل الخروج دون اتفاق

ومع قدوم جونسون لزعامة بريطانيا، بات الرجل يتبنى شعارًا يفضي إلى الانفصال عن الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية أكتوبر سواء تم التوصل لاتفاقٍ مع بروكسل أو من عدمه.

خطة جونسون أثارت مخاوف جمة لدى البريطانيين، الذين لا يزال يخشون هاجس الانفصال دون اتفاقٍ، وسط أحاديث عن ضبابية مستقبل بريطانيا في هذه الحال، الذي لا يقل غيومًا عن عاصمة الضباب لندن في أسحار الشتاء.

لكن خطة جونسون لم تعجب المشرعون البريطانيون، الذين صوّتوا في منتصف سبتمبر، ضد الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وفي ظل عجز جونسون عن التوصل لاتفاقٍ مع الاتحاد الأوروبي، تقرر تأجيل موعد الخروج من عام 2019، ليتحول إلى عام 2020، حيث ينتظر أن تخرج بريطانيا من التكتل بحلول 31 يناير المقبل.

وفي الأثناء، أجرت بريطانيا في الثاني عشر من ديسمبر الجاري انتخاباتٍ تشريعيةٍ لمجلس العموم، حقق خلالها حزب المحافظين فوزًا مريحًا، وحجز أكثر من 42% من مقاعد البرلمان، لتُوكل إلى زعيم المحافظين جونسون مهمة إخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد شهرٍ واحدٍ من العام الجديد، بعد أن تأجل حلم الانفصال من عام 2019.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة