أمنية طلعت
أمنية طلعت


حبوا بعض

الأحزان والأفراح

أمنية طلعت

الأربعاء، 01 يناير 2020 - 06:27 م

بينما أجلس الآن وأنا أكتب المقال، أراقب سنة 2019 تجمع ما تبقى لديها من ساعات كى ترحل بلا عودة أبداً، أتساءل: هل كانت سنة حلوة أم سنة سيئة؟. لم يعد هذا السؤال يجدى أو يقوم بوظيفته مؤخراً، حيث إنه ببساطة شديدة: كيف نحاسب الأيام والسنين دون أن نحاسب أنفسنا؟!
الحياة تحتوى على الكثير من الأحزان والأفراح، هذه هى طبيعتها (وتلك الأيام نداولها بين الناس) كما قال الله عز وجل، فالأيام دول والأيام بشر، نحن لسنا سوى كلمة أو فاصلة فى العصور المتلاحقة، فلم نحاسب السنين إذاً، فى حين يجب أن نحاسب أنفسنا؟!
لهذا ولأجل كل شيء مررت به خلال الأعوام الثلاثة السابقة أقول وبملء فمى إننى لأول مرة فى حياتى أخرج من بوابة عام وأنا أعلن انتصارى، فبرغم أن 2019 أخذت منى ثلاثة من أعز الأحباب لقلبى وهما الصديقان الشاعر والمصور والباحث وسام جلال الدويك، والإعلامية والشاعرة حنان كمال والأستاذ الناقد والباحث والمترجم الكبير بشير السباعى، إلا أننى أبليت بلاءً حسناً بعدم الإنغماس فى الحزن والتخبط فى أنفاق الفقد، فقررت أن أحيا بهم داخلى ليكونوا داعمين لى بأرواحهم ومحفزين لى كى أكون أكثر تركيزاً وإنجازاً فى الحياة.
فى 2019 صدرت روايتى الأولى للأطفال «القط مسروع مرشد سياحى» والتى سأوقعها وأحكيها للأطفال ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب بعد أيام، وبدأت فى كتابة عمودى الأسبوعى هذا «حبوا بعض» بطلب كريم من الصديق والزميل العزيز خالد ميرى رئيس تحرير الأخبار، وكتبت مائة مقال أخرى فى مواضيع حقوق المرأة والنقد المسرحى والتنجيم الهندى وقراءة التاروت.
عام 2019 كان عام الشجاعة والإتزان والتسليم الحقيقى لأمر الله سبحانه وتعالى، فمن أنا كى أعترض على أحكامه؟ أنا وأنتم مجرد ضيوف على الرحمن فى دنياه، فلماذا التشاحن والدخول فى سباقات مرهقة بلا أى جدوى حقيقى، فكل شيء زائل إلا المشاعر الحلوة ومنفعة الناس، فكما قال نبينا الحبيب عليه الصلاة والسلام «إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُم الْقِيَامَةُ، وَفِى يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا»، فلماذا لا نغرس فسائلنا دون أن نعرف من المستفيد منها عندما تكبر؟ فكما قال الحبيب أيضاً «لَاتَقُومُ السَّاعَةُ، إِلَّا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ» وبالتالى فالطيبون لا يموتون ولا تقوم ساعتهم فهم دائماً فى الأرض بما تركوه من نفع للناس والطير والحيوان والنبات وحتى الهواء والماء بعدم تلويثهما.
نحن الطيبين مخلدون بكلمتنا وعملنا الطيب، فلماذا نعد السنين؟ ولماذا نحزن من صروف الحياة؟ ولماذا لا نفرح دوماً بالمحبة؟ فهى وحدها الباقية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة