عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

أشباه المؤلفين!

عمرو الديب

الأربعاء، 01 يناير 2020 - 06:35 م

 دعونا نتفاءل فى عامنا الجديد على مختلف الأصعدة، ولنحلم بواقع ثقافى أرقى وأرحب، يتخلص من ظاهرة الشللية التى كبلت انطلاق الثقافة المصرية طويلا، وعودة تأثيرها الهائل فى محيطها العربى، ولا تستكثروا علينا الحلم بأن تختفى ظاهرة من أحط وأخطر الظواهر التى هاجمت ساحتنا الثقافية فى السنين الأخيرة، وأعنى بها ظاهرة «أشباه المؤلفين»، أو انتشار المؤلفين الزائفين، الذين أقحموا أنفسهم على مهنة الكتابة، وعالم التأليف فهؤلاء - للأسف - نشروا الفوضى فى الساحات، وأساءوا بصورة بالغة إلى المؤلفين الحقيقيين، والكتاب الجادين، وأصحاب الأقلام المجيدين، فقد صنع أشباه المؤلفين من الجهلاء والدخلاء جوا مسموما موصوما بالضجيج الفارغ، والزحام الذى يشبه غثاء السيول، فطردوا العملة الجيدة، وشوشوا على المواهب الحقيقية، وخدعوا السذج ومحدودى الثقافة الذين حسبوهم شيئا، وظنوهم قيمة، فأقبلوا على اقتناء كتبهم التافهة، بل قل: أوراق عارهم الملطخة بالسفاهة، والسطحية والخفة والوضاعة، كهذا الكتاب الذى اصطدمت به فى العام الراحل، وأتجاوز كثيرا إذا ما وصفته بأنه كتاب، وهو أشبه بالأوراق الملفقة، المفتعلة المضمومة إلى بعضها بلا رؤية ولا رابطة حقيقية، ومن دون منهج واضح، فقط سطو على أوراق أديب عظيم، وتلفيق تعليقات، وافتعال استنتاجات سخيفة، ومحاولة بائسة لاستنباط جديد من أوراق قديمة، وقتلت بحثا، فخرج هذا الشيء، الذى أترفع عن وصفه بكتاب، فى صورة مسخ مشوه، وكأنه كتب بحافر «حمار»، وليس بقلم مؤلف حقيقى يعى فداحة دور الكاتب، ويدرك حجم المسئولية الملقاة على عاتقه، ويفهم أن عليه إذا أقدم على تأليف كتاب تقديم إضافات ملموسة حقيقية، وليس مجرد استغلال اسم الأديب الفذ الراحل، والتجارة به، والحقيقة أن هذه الأوراق الشائنة هى مجرد مثال وضيع بالغ الوضوح على خسة ظاهرة «أشباه المؤلفين» أو المؤلفين الزائفين، الذين ملأوا حياتنا الثقافية ضجيجا بلا طائل، وأزعجوا ساحاتنا من دون فائدة حقيقية أو أثر يذكر، وللأسف أمثال صاحب الحافر هذا كثيرون، نشروا العملات الرديئة فى واقعنا الثقافى، فطردوا الحقيقيين، وصنعوا زحاما وهميا ضاع فيه صوت الأصلاء، لذلك أرجو فى عامنا الجديد أن تختفى هذه الظاهرة الشائنة، وأن تعلو أصوات المؤلفين الحقيقيين.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة