كارلوس غصن
كارلوس غصن


رحلة غصن من أوساكا لبيروت... ما هي خطة رجل الأعمال الهارب في لبنان؟

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 02 يناير 2020 - 02:25 م

في خطة وصفت بأنها أشبه بـ«خطط جيمس بوند»، فاجأ رئيس مجلس إدارة شركة نيسان موتور السابق كارلوس غصن الجميع بهروبه من اليابان قبل أيام من محاكمته المتوقعة هذا العام، إلى تركيا ثم منها متوجهًا للبنان.


وتداولت الصحف العالمية تحليلات وتقارير مختلفة لتفاصيل هروب غصن، ومن ضمنها صحف واشنطن بوست الأمريكية و«لوموند» الفرنسية.
وأخيرًا نشرت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية تقريرًا جديدًا أجابت فيه على عدد من الأسئلة، أهمها، كيف هرب غصن من اليابان وهو تحت حراسة مشددة، وصولاً إلى مستقبلة المتوقع في لبنان.


كيف هرب غصن؟


الكثير من الأقاويل والتفسيرات حول خطة هروب كارلوس غصن تم الإعلان عنها ثم إنكارها في وقت لاحق لعدم واقعيتها، فعلى سبيل المثال إدعاء أنه تم تهريبه في أحد صناديق الآلات الموسيقية هو غير صحيح تماما.


الأمر المؤكد الوحيد أنه قام باستئجار عدد من الأشخاص العاملين في شركة أمنية وساعدوه على التخلص من «سوار الشرطة» الذي كان يرتديه والذي كان يحدد المسافة التي من المفترض عليه أن يقطعها بعيدًا عن منزله.


فالرجل كان محاطًا بالكثير من الأمن والحراسة لمراقبته على مدار الساعة، فلم يكن ليخرج من المنزل دون أن يرافقه أحد أو يشاهد وجهته العشرات ممن يعملون فقط على احتجازه.


وتشير «فاينانشيال تايمز»، إلى أنه تمكن من الخروج من منزله بوسط طوكيو بمساعده شركة الأمن الخاصة والتي مكنته من التوجه إلى مطار أوساكا حيث استقل طائرة خاصة من هناك.


وفور وصوله إلى لبنان بجواز سفر فرنسي أدخله البلاد لأنه وفقًا للتصريحات الرسمية لم يكن هناك أي أسباب قانونيه تستدعي توقيفه، فضلا عن بقية جوازات السفر الخاصة به كانت بحوزة الأمن وبالتالي فلم يكن هناك شك في أنه قد يستخدمها بأي طريقه. ومن غير المؤكد إذا كان جواز السفر الذي استخدمه مزور.


ونقلت الصحيفة تصريحات عدد من المسئولين والخبراء الذين أشاروا إلى أن هروب غصن كان صعبًا لدرجة أنه يصعب التصديق بأنه لم يحظى بمساعدة دولة خارجية أو شركات أمن خاصة. فلا تخطيط فردي لأشخاص عاديين كان سيمكنه من الهروب بهذه السهولة.


ما هو رد فعل اليابان؟


حتى الآن، لا يوجد رد فعل رسمي من الحكومة اليابانية، إلا إنه على الأرجح أنهم سيحاولون الاحتفاظ بسجل الاتهامات الكبير الذي يدينون به كارلوس غصن، والذي يعتبر أحد أكبر المتهمين أمام نظامهم القضائي خلال السنوات الأخيرة.


ونقلت الصحيفة تصريحات خبراء أكدوا أن اليابان لابد وأنها تشعر بغضب شديد جراء هروب غصن على الرغم من الإجراءات الأمنية الشديدة واتهاماتهم الكثيرة له.

إقرأ أيضًا: «علاقة زوجته بتركيا ساعدت على هروبه».. 7 معلومات عن خطة كارلوس غصن

هل سيتمكن غصن من السفر والعمل مرة أخرى؟


السياق الذي يتحدث به غُصن، لا يدل على أنه يتحدث كمجرم هارب، لكنه يسعى للترويج لنفسه على أنه ضحية، وكان يحاول الهروب من نظام قضائي «غير عادل» وذلك منذ اللحظة الأولى لخروجه من اليابان.


تشير تصريحات أصدقاء غصن وتوقعاتهم أنه سيقوم بتثبيت أقدامه داخل لبنان خلال الأشهر القادمة.


ونتيجة للأوضاع التي تمر بها لبنان، والتي أثرت اقتصاديا على البلاد بشكل كبير، تتوقع «فاينانشيال تايمز» أن عمل غُصن بكل أمواله من الممكن أن يساعد على تعافي البلاد، لذلك فهي قد لا تقف في طريقة.


وفي 19 نوفمبر 2018، ألقي القبض على غصن في العاصمة اليابانية، طوكيو، بعدما وصل من بيروت بطائرة خاصة، واستمر حبسه لمدة أربعة أشهر حتى أقرت المحكمة في أبريل من العام الماضي الإفراج عنه بكفالة، وظل يعيش في طوكيو منذ ذلك الحين.


وأمرت المحكمة –كشرط لإطلاق سراحه- بتجنب الاتصال بزوجته، وسمحت بإجراء مكالمة فيديو مدتها ساعة واحدة فقط في نوفمبر، بعد موافقة المحكمة على قائمة بالموضوعات التي سيتم النقاش فيها.


وكان سبب إلقاء القبض على «غصن» الذي كان يعتبر أحد أنجح المديرين التنفيذيين في مجال صناعة السيارات في العالم، تشمل تزييف بيانات مالية عن طريق تقليل دخله بأكثر من 80 مليون دولار، وإساءة استخدام أصول الشركة لتحقيق مكاسب خاصة.


ظل غصن البالغ 65 عاما، ينفي كل الاتهامات الموجهة إليه منذ القبض عليه، زاعمًا أن الأمر بمنزلة مؤامرة ضده من قبل مسؤولي صانعة السيارات اليابانية «نيسان»، كما زعم أن السلطات في اليابان تعاملت معه بطريقة غير إنسانية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة