الجمعة، 03 يناير 2020 - 07:13 ص

إعداد: محمد حامد - محمد العقاد

من ملاعب أوروبا إلى شاطئ الغردقة، ينقل ثلاثة من ألمع وأمهر وأقوى نجوم الكرة الأفريقية بل والعالمية، صراعهم القوى والشريف لنيل الألقاب وحصد الجوائر.. الفرعون المتوهج محمد صلاح وزميله فى ليفربول الفهد السنغالى الرهيب ساديو مانى والمحارب الجزائرى الفذ رياض محرز، يتصارعون.. يتنافسون.. ويحلمون على الشواطئ المصرية فى البحر الأحمر مساء الثلاثاء المقبل بصيد جديد وثمين «لقب أفضل لاعب فى إفريقيا للعام المنقضى 2019».

الأسود الثلاثة ماذا قدموا؟ وبماذا يحلمون؟ وماذا فى جعبة كل منهم قبل أن ترسو سفينة أحلامه على شاطئ الغردقة والعالم كله يترقب ويتابع ما يحدث على أرض مصر؟

الغردقة حديث العالم

مصر على موعد مع استضافة حفل الجوائز الكروى الأفريقى وبدأ العد التنازلى للحدث السنوى الكبير والأهم فى الرياضة الأفريقية وهو حفل جوائز الاتحاد الإفريقى لكرة القدم «كاف» الأفضل لعام ٢٠١٩ لاختيار أحسن لاعب أفريقى بجانب توزيع عدد من الجوائز الأخرى لنجوم كرة القدم بالقارة السمراء، وتعد هذه هى المرة الأولى التى تستضيف فيها مصر هذه الحفلة بعد مرور ٢٧ عامًا على انطلاقها.

يعد الحدث أداة ترويجية لمنتجعات البحر الأحمر والسياحة المصرية بوجه عام حيث يدعم وينشط الحركة ويثريها لتكون بؤرة سائحى العالم، ويقام الحدث وسط اهتمام عالمى وأفريقى منقطع النظير حيث تقوم بنقل فعاليات الحفل مباشرة أكثر من ١٥٠ قناة عالمية ومن المتوقع أن يتابعه حوال ١،٢ مليار شخص حول العالم وسط حالة من الترقب للفائز بالجائزة.

وتتمتع الغردقة بالعديد من الأماكن السياحية ولذلك سيعود استقبال مصر لتنظيم هذه الحفلة إلى مصر بالعديد من المكاسب الاقتصادية والسياحية وكل شىء وتعيش الغردقة انتعاشة قوية وتتمتع المدينة بالعديد من المزارات السياحية أبرزها جزيرة الجيفتون والجونة وسهل حشيش والسقالة والممشى السياحى وأكواريوم الغردقة بالإضافة إلى سياحة السفارى والغطس.

رياض.. محرز الألقاب وكأس الأمم

الجزائرى رياض محرز قائد محاربى الصحراء ولاعب مانشستر سيتى.. لاعب من طراز فريد ذو موهبة عالية وهو المتوج بالرباعية المحلية فى الموسم المنقضى مع مانشستر سيتى بقيادة بيب جوارديولا بالإضافة إلى تتويجه ببطولة أمم أفريقيا.

واحد من نجوم فريق السيتى والذى توج بلقب البريميرليج بعد صراع شرس مع ليفربول وسجل اللاعب فى الموسم السابق 7 أهداف بينما هز الشباك فى الموسم الحالى 5 مرات، وهو ليس التتويج الأول له بالدورى الإنجليزى فقد سبق وحصده فى موسم 2015/2016 لكن هذه المرة كان بقميص فريق ليستر سيتى.. محرز دائماً ينال إعجاب الجميع نظراً لإمكاناته العالية داخل الملعب التى لابد أن يعترف بها جوارديولا الذى لم يضعه فى الصورة بشكل أساسى فى كل مباراة لكن الجميع يرى دائماً عكس ذلك.

توج باللقب الثانى محلياً وهى بطولة كأس رابطة المحترفين الإنجليزية والتى حسمها السيتى أمام تشيلسى بركلات الترجيح بنتيجة 4/3 عقب انتهاء الوقت الأصلى والإضافى بالتعادل السلبى واقيمت المباراة على ملعب ويمبلى «وش السعد» على السيتى الذى حصد عليه 3 ألقاب فى موسم واحد، وتعد هذه المرة هى السادسة التى ينجح فيها مانشستر سيتى فى التتويج بهذ البطولة ليكون فى المركز الثانى فى قائمة الأندية الأكثر حصداً للقب على مر العصور خلف ليفربول صاحب الرقم القياسى برصيد 8 ألقاب.

بينما اللقب الثالث الذى توج به هذا الموسم هو كأس الاتحاد الإنجليزى الذى حققه الفريق بنتيجة 6/صفر على حساب واتفورد أيضاً على ملعب ويمبلى، ودخل مانشستر سيتى التاريخ بعدما أصبح أول فريق فى تاريخ إنجلترا يتوج بالثلاثية المحلية فى موسم واحد بعد فوزه بكأس الاتحاد والدورى الإنجليزى وكأس رابطة المحترفين.

واخر الألقاب المحلية هو تتويج محرز ببطولة الدرع الخيرية الذى جاء هذه المرة على حساب ليفربول على ملعب ويمبلى وحسم اللقب بركلات الترجيح بنتيجة 5/4 بعد أن انتهت المباراة فى وقتها الأصلى بنتيجة 1/1.

وعلى صعيد المتتخبات كان قائداً لمحاربى الصحراء وقاد المنتخب للتويج بلقب كأس الأمم الأفريقية فى مصر وى المرة الثانية فى تاريخ الجزائر ويعود الأول لعام 1990 وحمل محرز آمال وطموحات الشعب الجزائرى فى التتويج باللقب.. وكان للاعب هدف لا مثيل له وهدف قاتل فى نهاية المباراة بدور نصف النهائى أمام النسور النيجيرية بعدما كان التعادل 1/1 سيد الموقف إلا أن أقدام محرز حسمت الموقف من هدف ركلة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء.

صلاح.. الأجدر بالثلاثة

يعد الموسم الحالى استمرارا للنجاحات التى حققها محمد صلاح مع ليفربول منذ انضمامه للريدز فى 2017.. نجح صلاح على مدار الموسم فى قيادة الليفر الموسم الماضى لتقديم أرقام تاريخية، فبرغم خسارة الدورى لصالح مانشيستر سيتى فإن الحسم كان فى الأمتار الأخيرة وخسر الليفر الدورى بفارق نقطة وحيدة.. انطلق فى موسم 2018 إلا أنه استمر فى 2019، وسجل صلاح مع الليفر خلاله 22 هدفاً وصنع 12 وتوج فى النهاية بجائزة هداف البطولة بالتساوى مع السنغالى ساديو مانى زميله فى ليفربول والجابونى بيير إيميريك أوباميانج مهاجم آرسنال.

فرض صلاح اسمه على ترشيحات أفضل لاعب فى أفريقيا للعام الثالث على التوالى نظراً لتحقيقه لأهم عامل يرشح من خلاله اللاعبون لجوائز الأفضل، وهو الاستمرارية وعدم التشبع، فبعد أن خسر مع الليفر لقب البريميرليج، استمرت رغبته فى تعويض جماهير الريدز لحصد لقب جديد ونجح فى قيادة الفريق الإنجليزى للحصول على بطولة دورى الأبطال التى كانت غائبة عن خزائن الفريق لما يقرب من 14 عاماً.. سجل صلاح خلال مشوار هذه البطولة 5 أهداف من ضمنها هدفان حاسمان أولهما كان أمام نابولى الإيطالى وصعد حينها بليفربول إلى دور الـ16، والهدف الآخر هو الهدف التاريخى فى النهائى أمام توتنهام هوتسيبير من ضربة جزاء.. وصنع أيضا خلال البطولة هدفين.

نجح صلاح فى نهاية العام الجارى من مواصلة كتابة التاريخ فى الحصول على بطولتين.. أولاهما السوبر الأوروبى أمام تشيلسى وتم حسمه بركلات الجزاء الترجيحية.. أما فى آخر أيام 2019 فحصل على كأس العالم للأندية وكان له دور حاسم، وتوج فى النهاية بجائزة أفضل لاعب فى البطولة.

قد يكون عام 2019 ليس الأفضل فى مسيرته، خاصة حينما جانبه التوفيق فى كأس الأمم الأفريقية مع منتخب مصر ويعد الخروج أمام جنوب أفريقيا فى دور الـ16، خطاً فاصلاً يؤثر سلبياً على منافسة صلاح مع رياض محرز وساديو مانى، خاصة أن الثنائى وصلا معًا لنهائى كأس الأمم، وهى البطولة الأقوى التى يقاس من خلالها اللاعب الافضل فى القارة السمراء.

حصل النجم الدولى على تقدير من كل الفرق التى لعب فى صفوفها، وكان آخرها اختيار فريق لتشكيل أفضل اللاعبين فى العقد الأخير لفريق روما، واختارت جماهير الفريق الإيطالى صلاح ضمن التشكيلة.

مانى.. والحلم الأول

السنغالى ساديو مانى مهاجم ليفربول «الراسى والهادى» وأسد من أسود التيرانجا السنغالية.. ونظراً لترشحه مع الفرعون صلاح على لقب الأفضل فى أفريقيا فهو «نسخة بالكربون» من ألقاب صلاح الجماعية.. فهو أيضاً كان مساهماً وبقوة فى منافسة الريدز بقيادة الألمانى يورجن كلوب على بطولة الدورى الإنجليزى الموسم المنقضى والذى توج فى النهاية به مانشستر سيتى بفارق نقطة واحدة عن ليفربول لكن فى النهاية عاد كلوب بالفريق إلى المنافسة على البريميرليج وبقوة فى لقب غائب عن النادى منذ سنوات طويلة وبالتحديد منذ عام 1990.

مانى رافق صلاح ونجوم الريدز فى التتويج بلقب دورى الأبطال والذى قدم فيه الفريق بطولة رائعة استحقوا بالفعل حصد اللقب فقد كانت البطولة الشهيرة بـ»الريمونتادات» نظراً لما حدث فيها من مباريات قوية وأرقام مذهلة جعلتها نسخة مميزة عن باقى النسخ السابقة.

ابدع وتألق الأسد فى بطولة السوبر الأوروبى الذى توج بها الريدز على حساب تشيلسى.. وهى بطولة المرة الأولى التى يجمع فيها النهائى فريقين إنجليزيين، بعد أن توج ليفربول بدورى أبطال أوروبا وتشيلسى الفائز بالدورى الأوروبى، وحسم ليفربول اللقب بركلات الترجيح لكن اللقاء كان حماسياً يفوق الخيال.. توج مانى أيضاً بمونديال الأندية لهذا الموسم وقدم الفريق بطولة جيدة ونجح مانى وزملاؤه فى التتويج باللقب الوحيد الذى كان غائباً عن خزائن ليفربول التتويجية.. لذلك هو عام استثنائى للريدز مع كلوب ونجوم الفريق كان ينقصه فقط التتويج بالبريميرليج.. حصل مانى على جوائز فردية فى 2019 ابرزها هداف الدورى لموسم 2018/2019 برصيد 22 هدفا وتقاسم الجائزة مع صلاح وأوباميانج لاعب أرسنال نظراً لتساوى الثلاثة فى عدد الأهداف، لكن مانى فى الموسم الحالى احرز 10 أهداف حتى الآن، كما أن مانى جاء فى المركز الخامس فى جائزة «ذا بيست» التى توج بها الأرجنتينى ميسى.

أما عن مانى مع منتخب السنغال فهو ساهم بشكل كبير فى وصول المنتخب إلى المباراة النهائية لكنه اخفق فى تحقيق الميدالية الذهبية والفوز باللقب للمرة الأولى فى تاريخ السنغال بعد أن حسمت الجزائر الفوز بهدف فى النهائى لتتوج به للمرة الثانية فى تاريخها، لكن مانى كان حمل آمال وطموحات الشعب السنغالى فى أفريقيا لكن لم يحالفه الحظ فى النهاية ولذلك يعتبر مانى متفوقاً على صلاح على صعيد المنتخبات نظراً لخروج مصر من بطولة أفريقيا فى وقت مبكر.. ويحلم مانى فى حصد الجائزة خصة أنه لم يتوج بها من قبل عكس محرز وصلاح اللذان توجا بها من قبل.

الكرة الذهبية.. تاريخ ناصع

اختلف شكل جائزة أفضل لاعب فى افريقيا على مر التاريخ.. حيث بدأ توزيع الجائزة عام 1970 وأشرفت على توزيعها المجلة الفرنسية الفرانس فوتبول.. ومستمرة حتى الآن.. حصل على الجائزة فى عامها الأول المالى ساليف كيتا.. وفى 1971 حصل عليها الغانى إبراهيم سانداى، وفى 1972 توج بها الغينى شريف سليمان، وفى 1973 حصل عليها الكونغولى بوانجا تشيمان، وفى 1974 حصل عليها الكونغولى موكيلا.

وفى 1975 حصل عليها المغربى أحمد فرس، وفى 1976 توج بها روجيه ميلا، وفى 1977 حصل عليها التونسى طارق ذياب.
وفى 1978 جاء كريم عبد الرازق فى المركز الأول، وفى 1979 كان الكاميرونى توماس نوكونو، وفى 1980 حصل عليها الكاميرونى مونجا أونجوان.

وفى 1981 حصل عليها نجم الجزائر لخضر بلومى، وفى 1982 حصل عليها مجددا الكاميرونى نكونو، و1983 توج بها محمود الخطيب نجم الأهلى ورئيس النادى الحالى، وفى 1984 كان الكاميرونى أبيجا وفى 1985 حصل عليها المغربى محمد التيمومى، وفى 1986 توج بها المغربى بادو الزاكى.

وفى 1987 كان الجزائرى رابح ماجر، وفى 1988 توج بها الزامبى كالوشا بواليا، وعام 1989 توج بها الليبيرى جورج وايا، وفى 1990 حصل عليها روجيه ميلا الفرنسى، وفى و1991 و1992 و1993 حصل عليها عبيدى بيليه و1994 حصل عليها الليبيرى جورج وايا.

أصبح الاتحاد الأفريقى المعتمد الرسمى فى تقديم الجائزة منذ عام 1992، واستمرت الفرانس الفوتبول فى تقديمها أيضاً إلا أن الاهتمام الإعلامى ذهب لجائزة الكاف.. فى عامها الأول حصدها الغانى عبيدى بيليه ثم فى 1993 حصدها النيجيرى رشيدى ياكينى ثم فى 1994 النيجيرى إيمانويل أمونيكى، وفى 1995 الليبيرى جورج وايا، وفى 1996 النيجيرى كانو، وفى 1997 النيجيرى إيكيبا، وفى 1998 توج بها المغربى مصطفى حجى، وفى 1999 توج بها مجدداً النيجيرى كانو، وفى 2000 توج بها الكاميرونى مبوما، وفى 2001 و2002 حصل عليها السنغالى ضيوف، وفى 2003 و2004 و2005 حصل عليها الكاميرونى صامويل إيتو وفى 2006 توج بها الإيفوارى دروجبا، والمالى كانوتيه فى 2007 وفى 2008 التوجولى أديبايور، وفى 2009 حصل عليها مجدداً النجم الإيفوارى دروجبا، وفى 2010 عاد إيتو للحصول عليها مرة أخرى، وفى 2011 و2012 و2013 و2014 حصل عليها يايا توريه، وفى 2015 حصدها الجابونى أوباميانج، وفى 2016 حصدها محرز، وفى 2017 و2018 توج بها النجم محمد صلاح.