قاسم سليماني
قاسم سليماني


سقوط رأس حربة إيران| قاسم سليماني..طبيعة هادئة ونفوذ عابر للقارات

آية سمير

الجمعة، 03 يناير 2020 - 01:39 م

على الرغم من طبيعته الهادئة الخادعة للوهلة الأولى..كان قاسم سليماني أحد أبرز القادة العسكريين ذوي النفوذ في منطقة الشرق الأوسط، والذي كان يمثل مصدر تهديد كبير للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في المنطقة.


بعد إعلان قتلة في غارة أمريكية استهدفته بالقرب من مطار بغداد الدولي صباح الجمعة 3 يناير، تباينت ردود الأفعال، ليس فقط بين حكومات الدول، ولكن داخل الولايات المتحدة نفسها.


 ففي الوقت الذي نشر فيه وزير الخارجية مايك بومبيو فيديو راقص يُظهر العراقيين يحتفون بخطوة الولايات المتحدة الأمريكية الجريئة والمُصعدة للأحداث، قالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إن ترامب «تصرف دون إذن الكونجرس أو استشارته، مشيرة لأن قراره يُعرض الأمريكيين للخطر».


«رأس حربة إيران» كما كان يدعوه أتباعه، المخطط الأول والمدبر لعدد كبير من العمليات العسكرية في المنطقة، يقلب مقتله موازين إيران وبلا شك يتأثر العالم تباعًا.


نفوذ أعلى من الحكومة


نشرت صحيفة «واشنطن بوست الأمريكية» تقريرًا عقب إعلان مقتل سليماني، الجمعة 3 يناير، أكدت فيه  أن سليماني كزعيم لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، تحمل مسؤولية العمليات السرية لإيران في الخارج ، مما وسع من نفوذ إيران العسكري في عدد من الدول المجاورة لها والتي تشهد نزاعات سياسية مثل سوريا والعراق.


كان يرى أتباع سليماني انه يتمتع بنفوذ سياسي أكبر بكثير مما يتمتع به وزير الخارجية الإيراني نفسه جواد ظريف، وفقًا للصحيفة الأمريكية، لذلك فقد كانوا يضعونه دائمًا في مكانه عالية، متسائلين إذا كان يفكر في تولي أي منصب حكومي أو سياسي حقيقي داخل إيران.


بدأ سليماني حياته العسكرية في أعقاب ثورة إيران الإسلامية عام 1979.


ووفقًا لما نقلته الصحيفة الأمريكية عن علي صوفان، وهو عميل سابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي، فقد كان سليماني مسئولاً أكثر من أي شخص آخر عن إنشاء نفوذ عسكري قوي لإيران- والذي وصفته إيران بـ «محور المقاومة» - على أن يمتد من عمان عبر العراق وسوريا ولبنان إلى الشواطئ الشرقية للبحر الأبيض المتوسط.


وهكذا أصبح الفتى الذي جاء من أسرة إيرانية بسيطة صاحب النفوذ العسكري الأكبر في إيران، وذو الكلمة والمكانة الأعلى بين الكتائب العسكرية لها، وفقًا لواشنطن بوست.

بداية فيلق القدس


اتخذ سليماني مكانة العسكري خلف خطوط العدو في ميليشيات عسكرية غير نظامية في البداية –عٌرفت فيما بعد باسم فيلق القدس- بينما كان في أوائل العشرينات من عمره، وتمكن من توسيع نفوذ فيلقه العسكري و أوجد مناصرين له داخل العراق في الوقت الذي كان يُحكم فيه صدام حسين الخناق على الجميع.


في أوائل عام 1990، أصبح لسليماني السيطرة الكاملة على فيلق القدس باعتبارها الذراع العسكرية اليمنى للحرس الثوري الإيراني، خارج البلاد، ثم توالت توسعاته في الخارج حتى إعلان إنشاء جماعة «حزب الله» في لبنان مع بداية عام 1980.


وتحت سيطرة وتوجيه سليماني توسع فيلق القدس، وبالتالي النفوذ الإيراني العسكري في عدد من دول الجوار وحصل على دعم من الميليشيات العسكرية الشيعية والتي تمكنت وحدها بين أعوام 2003 – 2011 من مقتل حوالي 608 جندي أمريكي في العراق، وذلك وفقًا لإحصائية حديثة أصدرتها وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون».


ويوضح التقرير الأمريكي الذي نشرته الصحيفة الأمريكية، أن تدخل إيران في الحرب السورية خلال السنوات الأخيرة كان واضحًا بشكل كبير، فقد لعب فيلق القدس تحديدًا دورًا بارزًا لدعم الرئيس السوري بشار الأسد.


عمليات خارج المنطقة


لم يتوقف نفوذ سليماني عند هذا الحد، بل امتدت علاقة فيلق القدس أخبار تورطها في عمليات عسكرية جرى تنفيذها في آسيا وأمريكا اللاتينية، بالإضافة لتورطهم في محاولة اغتيال السفير السعودي بالولايات المتحدة عام 2011.


عقب تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السلطة عام 2015، أعلن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، مما زاد من التوتر بين أمريكا وإيران، وأصبح فيلق القدس هو المتصدر في النزاع.


اشتغلت الأجواء تحديدًا في العراق عندما نفذت القوات الأمريكية في العراق ضربات جوية مساء الأحد 29 ديسمبر، استهدفت مقارا لميليشيات عراقية موالية لإيران في كل من سوريا والعراق، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، ردا على استهداف الميليشيات المتكرر للقوات الأمريكية.


وقال البنتاجون في بيان رسمي وقتها إن صواريخ الغارات الذي نفذتها طائرات حربية طالت 5 أهداف لما يسمى «كتائب حزب الله العراقي» الموالية لإيران، الذي يرتبط ارتباط وثيقا بالحرس الثوري، والذي أدرجته واشنطن على قائمة الإرهاب قبل أشهر.


وارتفع حصيلة القتلى من جراء القصف الأمريكي حوالي 25 قتيلا وأكثر من 40 جريحا، من بينهم قائد كبير أبرز وفاته صفحات ومواقع تابعة لميليشيا «حزب الله العراقي» يدعى أبو علي الخزعلي.


أدانت الحكومة العراقية الهجوم ووصفته بأنه «غير مقبول» مشيرة لأنه ستكون له عواقب وخيمة.


تطورت الأوضاع بعد ذلك وامتدت لاحتجاجات ومظاهرات غاضبة حاولت اقتحام مقر السفارة الأمريكية ببغداد، مما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمطالبة الحكومة العراقية باستخدام القوة من أجل حماية السفارة الأأمريكية والموظفين داخلها.


وفي صباح الجمعة 3 يناير، أعلن الجيش الأمريكي رسميًا مسئوليته عن استهداف قائد فيلق القدس، مؤكدا في بيان «اتخاذه لإجراء دفاعيا لحماية الأفراد الأمريكيين في الخارج بناء على توجيه من الرئيس».
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة