جانب من الحوار
جانب من الحوار


حوار| رئيس الطائفة الإنجيلية: الرئيس السيسي طبق المواطنة على أرض الواقع

مايكل نبيل

الجمعة، 03 يناير 2020 - 02:43 م

- المدارس الإنجيلية تقدم منظومة أخلاقية متكاملة للطلاب 
- اختيار القساوسة في الكنيسة الإنجيلية ليس أمرا سهلا ويخضع لعدة مراحل 
- الأغلبية لا تريد رسامة المرأة قسا.. وهذا ما جعلنا نؤجل مناقشته لعام ٢٠٢٧ 
- الرئيس السيسي أبلغنا أن ننقل الصورة الحقيقية لمصر في الخارج كما هي
- منتدى حوار الثقافات ليس للحوارات فقط بل لقاء لخلق مناخ أوسع للعيش المشترك
- الدولة وافقت على تقنين أوضاع ٢٧٠ كنيسة إنجيلية حتى الآن 
- توحيد الأعياد أمر جيد ولكنه سيواجه اعتراض من البعض

للكنيسة الإنجيلية دور كبير ليس فقط على المستوى الروحي لخدمة أبناء الطائفة فقط بل لها دور اجتماعي أيضا لخدمة المجتمع المصري بغض النظر عن اللون أو الجنس أو الدين .

ومنذ توليه رئاسة الكنيسة الإنجيلية في مصر منذ أكثر من ٥ سنوات وظهر مدى حبه للوطن ودور كنيسته في خدمه المجتمع.. إنه الدكتور القس اندرية زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر رجل دين يتمتع بعقلية سياسية جعلته ينقل الصورة الحقيقة في جميع لقاءاته في الخارج عن مصر.

والتقت «بوابة أخبار اليوم» مع الدكتور القس اندرية زكي رئيس الطائفة الإنجيلية في حوار لها لعرض بعض الأمور الهامة الخاصة بالطائفة الإنجيلية وغيرها من الأمور الآخرى، وإلى نص الحوار..

- فى البداية.. حدثنا عن أنشطة الهيئة الإنجيلية فى مصر؟

للكنيسة الإنجيلية عدة اأشطة في مصر ولكن الأولوية لها هو النشاط الروحى، ومن ضمن تلك الأنشطة ما تقدم الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية والتي تعد واحدة من أكبر مؤسسات المجتمع المدني في مصر، وتقدم خدماتها لأكثر من 3 ملايين مصري، وهي تهتم بالتنمية الشاملة ونشر ثقافة الحوار والتعددية بغض النظر عن اللون أو الجنس أو الدين أو المعتقد منذ نشأتها فقد بدأت الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية في تقديم خدماتها للمجتمع في عام 1950 وبحلول عام 1960 تم إشهار الهيئة وتسجيلها رسميًا بوزارة الشؤون الاجتماعية كمؤسسة اجتماعية أهلية لا تهدف للربح.

وتهتمً الهيئة القبطية الإنجيلية بتقديم خدماتها للمجتمع مستهدفة الفئات الفقيرة والمهمشة اجتماعيًّا والفئات المعرضة للخطر، وذلك بغرض النهوض بها وتنميتها ومساعدتها على أن تساعد نفسها وتهدف الهيئة إلى دعم القيم والمبادئ الاجتماعية والإنسانية للمجتمعات التي تتعامل معها، كما تهدف الهيئة إلى تشجيع الحوار بين فئات المجتمع وتحقيق العدالة الاجتماعية لجميع الطبقات، ومن أجل تحقيق تلك الأهداف والمبادئ، تعمل الهيئة القبطية الإنجيلية من خلال عدة محاور متوازية، من بينها: الزراعة، التعليم ومدارس تابعة للكنيسة الانجيلية، البيئة، الإسكان، تنمية الموارد البشرية، حوار الديانات والثقافات، الكيانات الصغيرة ومتناهية الصغر.

ومثال على ذلك فى مجال الصحة، تمتلك الهيئة الانجلية مستشفى حورس للعيون بمحافظة المنيا، وفي مجال الزراعة ايضا أنشأت الهيئة مركز الخدمات الزراعيَّة بمحافظة المنيا، حيث يعمل المركز على تقديم حزم من الخدمات لصغار المزارعين التي يصعب عليهم الحصول عليها كما يندر توافرها من خلال مكان واحد ، وفى مجال حوار الثقافات شهدت الأعوام الثلاثة الأخيرة تطور المنتدى وتوجهاته وإستراتيجيات عمله، آخذين في الاعتبار المتغيرات الثقافية والسياسية والاجتماعية، ومتلاحمين مع قضايا واهتمامات المجتمع المصري والإقليمي والدولي. فتبنينا عددًا من إستراتيجيات العمل منها العمل على بناء وتأهيل كوادر قيادية شبابية من القادة الدينيين وشباب الأكاديميين وإعلاميين وممثلي المجتمع المدني وفق منهج متكامل يتضمن المعارف المتعلقة بقضايا الحوار والمواطنة وقبول الآخر والمهارات الخاصة بالتفاوض والتواصل.

ويمكن ان نخلص كل ذلك بأن جميع خدمات الهيئة منظومة متكاملة فى حب الوطن وخدمة الإنسان لذا فالهيئة الأساسى للهئية الإنيجيلة هى أن تساعد الجميع لأنها تومن بأن الإنسان مخلوق على صورة الله وجميع البشر متساوين فى الحقوق وبالتالى خدم الإنسان لأنه يستحق.

- ما الذى يميز المدارس الإنجيلية عن غيرها؟

المدارس الإنجيلية لها عدة سمات تميزها عن غيرها أهمها أنها تقدم منظومة أخلاقية متكاملة للطلاب لأن هناك علاقة وثيقة بين التربية والتعليم لذا سميت الوزارة باسم وزارة التربية والتعليم، وايضا تقدم تعليم دولى باسعار مقبولة للطلاب الراغبين فى الالتحاق بها، وتتميز ايضا بتوفير مدارس لغات تابعة للكنيسة الانجيلية، وهذة جميعها سمات تميز المدارس الإنجيلية عن باقى المدارس الاخرى، لذا تقدمات الالتحاق بمدارسنا كل عام تتعدى أضعاف العدد المحدد الذي حددته المدرسة للالتحاق بها، وهذا يمثل لنا ضغط كبير.

- وكم عدد المدارس التابعة للطائفة الإنجيلية في مصر؟

هناك ٢٤ مدرسة تابعة لسنودس الإنجيليى، وهناك مدارس أخرى تابعة لكنائس محلية ولكن لا أملك حصرا دقيقا لعددهم.

- كم عدد الكنائس التابعة للطائفة الانجيلية؟

لدينا ١٥٠٠ كنيسة محلية فى مصر

- ماهى معايير اختيار القساوسة فى الكنيسة الإنجيلية؟

هناك عدة عوامل لاختيار القساوسة فى الكنيسة الانجيلية اهمها ان قبل التحاقه بكلية اللاهوت لابد ان يتقدم الى مجمع رئاسة الكنيسة الانجيلية فى المنطقة الجغرافية التى ينتسب اليها ويمتحن بها حتى يتم التحاقه بكلية اللاهوت الانجيلية، وعقب نحاجة فى امتحان المجمع والموافقة عليه يمتحن مرة اخرى بكلية اللاهوت وعند نجاجه يوافق عليه للالتحاق بالكلية وتستغرق مدة الدراسة داخل كلية اللاهوت ٤ سنوات، وعقب تخرجه من كلية اللاهوت يتم استدعاة من المجمع الذى التحق به فى البداية او مجمع اخر وذلك حسب احتياج مجامع الكنيسة الانجيلية لقساوسة للخدمة بها، ويمتحن مرة اخرى حتى يحصل على تصريح للخدمة الدينية ، ويمتحن للمرة الاخيرة حتى يتم رسامته قسا .

- هل هناك ترقيتات للقسارسة في الكنيسة الانجيلية

لا يوجد ترقيات في الكنيسة الانجيلية، ولقب قسيس هو أعلى لقب فى الكنيسة ولكن يمكن توليه مناصب مختلفة ولكنه يبقي قسيس مثل رئيس طائفة او رئيس مجمع او رئيس لجنة فى الكنيسة الانجيلية

- وما وصل إليه الأمر بشان رسامة المرأة قسا؟

تم تأجيل دراسة هذا الأمر لمدة 10 سنوات لان الاغلبية لا تؤيد دراسة هذا الامر، وماحدث أن بعض المجامع طلبت إعادة النظر في الموضوع والامر لم يتم قبوله واستمر القرار قائم كما هو على أن يتم مناقشته في 2027.

- خلال زيارتك للخارج.. ما ردود أفعال المسئولين بالخارح عن مصر؟

هناك مشكلة تواجة الدولة المصرية بالخارج وهى الصورة المفبركة للحياة فى مصر ، وبرغم من القيمة الجيدة والكبيرة لوسائل التواصل الاجتماعى الا ان فى بعض الاحيان تنقل صورة مفبركة لما يحدث فى مصر ، والدور الاهم لنا ان ننقل الصورة الحقيقية للاوضاع فى مصر ، وهذا ما نسعى اليه عند زيارته بالخارج ان ننقل الحقيقة وان مصر تسير على الطريق الصحيح من اجل الحفاظ على المواطنة وإرساء قواعدها ، واتذكر عندما اجتمع وفد من الكنيسة الانجيلية مع الرئيس ابلغنا ان ننقل الصورة الحقيقية التى نراها فى مصر كما هي .

- الكنيسة الإنجيلية لها دور اجتماعي في مصر على كافة الأصعدة.. فما دورها في تنشيط السياحة؟

الكنيسة الإنجيلية لم تقيم ذلك بصورة مباشرة ولكن يتم ذلك من خلال الموتمرات التى تنظمها الهيئات والكنائس الانجيلية لزيارة الوفود الاجنبية لمصر، فمثال فى احد الموتمرات دعت الكنيسة الانجيلية اكثر من ٦٠٠ شخص اجنبى وموتمر اخر دعت اكثر من ١٠٠ شخص اجنبى ، وهذة الموتمرات تعطى فرصة لروية مصر وما تتمتع به من امن سلام وهذة دعاية مباشرة للبلد وتنشيط السياحة ، ورغم من ذلك فالكنيسة الانجيلية لم تقيم لقاءات تحديدا من اجل تنشيط السياحة فى مصر ولكن نقيم برامج متنوعة يكون من احد نتائحها هو تنشيط السياحة .

- الكنيسة الإنجيلية انخرطت فى مجال الحوار الإسلامى المسيحى منذ سنوات.. ما نتائج ذلك ؟

بالتاكيد هناك نتائح ولكن قضايا العيش المشترك تستغرق وقت طويلا من اجل تحقيقها بصورة كاملة ، والهيئة القبطية الانجيلية تنظم منتدى حوار الثقافات منذ اكثر من ٢٥ عاما وهدفه بناء وحدة ولحمة بين ابناء الوطن والعيش المشترك ، والعيش المشترك لا تقف حدودة فقط عند الامور المشتركة ولكن ايضا يكون حقيقى مع حق الاختلاف ، والمنتدى الذي يشارك فيه العديد من القساوسة والائمة وعلماء وكتاب واساتذة جامعات يلعب دور مهم فى خلق ارضية جديدة للتعايس ، فهى ليس لقاءات للحوارات فقط بل هى لقاءات تجمع صناع الراي من اجل خلق مناج اوسع للعيش المشترك .

- برأيكم كيف ترون دور الرئيس فيما يخص المواطنة؟

بالتاكيد الرئيس السيسي هو الحاكم الذي طبق المواطنة على أرض الواقع، فهو يؤكد على احترام لكافة العقائد الإيمانية، وهذا امر غير مسبوق فهو اول رئيس يزور الكنيسة بصورة متكررة للتهنئة بالعيد ، والدعو الى بناء مسجد وكنيسة فى كل مدينة جديدة فهى ليس دعوة مكان ولكن دعوة وعى ، وايضا الدعوة الى تجديد الخطاب الدينى ، والدعوة على تطبيق دولة القانون ، كل هذة الدعوات جعلت المواطنة محل تطبيق عملى وليست شعارا نظريا ، فسابقا كان ملف الأقباط يتعامل معه أمنيا فقط عكس الآن، وما يقوله الرئيس يمثل نقطة تحول هامة فهو يعطي حرية للجميع، وتصرفاته وطنية غير مسبوقة كما تعد نموذجا للمنطقة بأكملها في الحريات واحترام العقائد.

وهناك امور كثيرة اخرى اريد ان اشيد بها منذ تولى الرئيس السيسى الحكم ، ومنها الوضوع الاقتصادى واتخاذ عدة قرارات ساعدت على تطوير المستوى الاقتصادى ومنها فكرة تحرير الاقتصاد وتعامل مع الدعم بطريقة جديدة والمشروعات الضخمة التى اقيمت فى عهده ، هذة امور صعبة للغاية ولم يجرو رئيس سابق ان يتخذ تلك القرارات وهى امور دعت الى استقرار الوضع فى مصر ، وايضا دور الرئيس السيسى فى بناء قوة عسكرية وبناء جيش قوى ، ووصل ترتيب قوة الجيش المصرى الى الترتيب العاشر على مستوى جيوش العالم وهذة نقلة كبيرة لانها تتعلق بالامن الداخلى والخارجى ايضا، وايضا فتح حوار جاد مع الشباب وهذا لم يكن يحدث من قبل ايضا .

- هناك طلب لإنشاء كنيسة إنجيلية بالعاصمة الإدارية.. ما وصل إليه الأمر؟

بالتاكيد قدمنا طلب بتخصيص قطعة أرض لإنشاء كنيسة بالعاصمة الإدارية ولم يأتى إلينا الرد حتى الآن، ونأمل أن يصلنا الرد هذا العام.

- وكم عدد الكنائس الإنجيلية التى وافقت الدولة على تقنين أوضاعها حتى الآن؟

قدمنا ١٠٧٠ كنيسة ومبنى خدمى تابع للطائفة الإنجيلية يحتاج إلى تقنين أوضاعك وتم الموافقة على تقنين أوضاع ٢٧٠ كنيسة حتى الآن وهى تصل بنسبة ٢٥٪ من إجمالى العدد .

- ما الجديد حول قانون الأحوال الشخصية الموحد؟ وما السبب في تأخير إقراره رسميا؟

أنه في مراحله النهائية وتم الموافقة حتي الآن على وضع بابًا كاملًا للمواريث يتساوى فيه الرجل والمرأة، ويقسم فيه الأقارب إلى 8 درجات، وتخصيص ايضا باب خاص للتبني، ويشترط فيه ان يكون المتبني لأبوين مسيحيين، بالإضافة إلى أن الإلحاد وتغيير الدين ضمن أسباب الطلاق في قانون الأحوال الشخصية الجديد ، وايضا تم وضع باب يخص الطوائف الصغيرة فمثلا طائفة الروم الكاثوليك تحتكم طبقا للكنيسة الكاثوليكية وطائفة السريان الأرثوذكس تحتكم في قانون الأحوال الشخصية للطائفة الارثوذكسية.

- بعض ايبارشيات الكنيسة الأرثوذكسية بالخارج احتفلت بعيد الميلاد يوم ٢٥ ديسمبر الماضى .. هل ترى أن تلك الخطوة بداية لتوحيد الأعياد بين الطوائف المسيحية ؟

بالتأكيد توحيد الأعياد أمر جيد رغم أن اختلاف توقيتها لا ترتبط بعقيدة وليست محض اختلاف لاهوتي أو عقائدي ولكن اختلاف التوقيتات يعود إلى أن الكنيسة الغربية تتبع تقويمها والكنيسة الشرقية تتبع تقويمها، هذا الاختلاف هو ما أدى إلى اختلاف التوقيت فالفارق أسبوعين فقط بين احتفال كلا منهم بأعياد الميلاد، ولكنى أرى ان هذا سيواجه اعتراض من البعض ولكن فى اعتقادى ان نجحنا في توحيد الاعياد سوف يكون امر جيد .

وماهى رسالة الكنيسة الغنجيلية فى عيد الميلاد هذا العام ؟

رسالة الكنيسة الانجيلية هذا العام تضم عدة نقاط سوف نتحدث عنها فى احتفالية عيد الميلاد وأهمها أن الميلاد يعبر عن وجود جديد فى الحياة، والظروف التى ولد فيها السيد المسيح وهى ظروف صعبة وقاسية ،والميلاد يعطى معنى عميق لمواجهة خطاب الكراهية ويدعو أن يكون للمختلف مكان، وعلاقة ميلاد السيد المسيح وعلاقة بعمل الرحمة .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة