الجمعة، 03 يناير 2020 - 06:35 م

فاضت نفس الزوجة غبطة وألم، وسيطرت عليها غيرة عارمة، فالغيرة مثل الخمر تشوش العقل، لا تسمح بالتفكير المتعقل، التمعت عيناها حزنا، وكاد قلبها أن يقفز من بين ضلعيها، وانهارت فوق أقرب مقعد كشجرة حطمت الرياح جذوعها، وعقدت الدهشة لسانها يشوبها دموع غزيرة تعبر عما بداخلها من لوعة وحسرة، وبغيظ حانق قررت الانتقام من زوجها التاجر الذي اعتزم الزواج من أخرى.

بدت على وجه الزوج علامات الاضطراب والهلع بعد عودته، بعدما وقعت عيناه على زوجته المكبلة بالحبال، ومكممة الفم، ارتجف الزوج وارتعد كالقصبة من شدة فزعه وخوفه عليها، وهرول مسرعا يفك وثاقها يتحرق شوقا لمعرفة ماحدث، وبدموع التماسيح تروي له المشهد الذي عاشته، وبصوت يتدفق بخوف ورهبة.

قالت: "جاءني أحد الأشخاص كي يعطيها مبلغا من المال خاص بزوجها التاجر المعروف، وما إن فتحت باب الشقة، واستقبلته فوجئت به يطرحها أرضا، واعتدى عليها بالضرب، وكتم أنفاسها، وتمكن من تكبيلها بالحبال تحت تهديد السلاح، وتكميمها، واستولى على مبلغ ٤٣٠ ألف جنيه، وبعض المشغولات الذهبية، وانهارت في البكاء مستقطبة عطفه".

بقي الزوج مذهولا، يجوب الغرفة جيئة وذهابا، تزدحم في رأسه التساؤلات، أحمر وجهه، وانتفخ عنقه فبرزت عروقه كأشجار الخريف، وبإخطار اللواء مجدي القمري مدير أمن البحيرة الذي أصدر تعليماته بسرعة فك لغز الجريمة، وسرعة القبض على المتهم الهارب، تم تشكيل فريق بحث قاده العميد أحمد لطفي رئيس المباحث الجنائية، والمقدم أحمد الشرقاوي رئيس مباحث مركز شرطة دمنهور، وتوصلت جهودهم إلى عدم صحة ما جاء بأقوال الزوجة، وبمواجهتها اعترفت باختلاقها الواقعة بمساعدة شقيقها انتقاما من زوجها لوجود خلافات بينهما، واعتزامه الزواج من أخرى، واستيلاءها على المبلغ والمشغولات الذهبية لنفسها، وإخفاءهم لدى شقيقها، الذي تمكن رجال المباحث من القبض عليه، وأكد أقوالها بمساعدته لها بتكبيلها وتكميم فمها، والاحتفاظ بالمسروقات بمنزله.

تم تحرير المحضر اللازم وأحيلا إلى النيابة لمباشرة التحقيقات.