العتالة
العتالة


حكايات| صباح «العتالة».. هرب زوجها وترك الأبناء فتحولت لـ«مرأة حديدية»

أبو المعارف الحفناوي

الجمعة، 03 يناير 2020 - 11:23 م

ارتدت زي يشبه ملابس الرجال، أجبرتها الظروف المعيشية الصعبة، على العمل الشاق، حتى تتمكن «صباح العتالة»، من الحصول على عائد مادي، يساعدها على تحمل مصاريف الحياة هي وأبنائها، خاصة بعد ترك زوجها المنزل، هربًا من تراكم الديون عليه.

 

لم تستسلم المرأة الحديدية، للظروف، وحاولت التغلب عليها، حتى عملت في حمل الحديد والأسمنت، في مهنة شاقة خاصة بالرجال، لا يستطيع النساء تحملها، إلا أن " صباح" تحدت الظروف والعادات والتقاليد، وامتهنت هذه المهنة منذ قرابة 14 عامًا.

 

هنا في قرية السنابسة التابعة لمركز الوقف شمالي قنا، تُعرف صباح أحمد علي، البالغة من العمر قرابة 50 عامًا، بـ «صباح العتالة»، تمارس كل يوم عملها الشاق في حمل «شكاير الأسمنت» والحديد المسلح، لتربي أبنائها الثلاث، آملة في أن تراهم الأفضل في المستقبل، خاصة لمشقتها في العمل لتربيتهم.

 

صباح تزوجت من عامل «أجري»، وأنجبت منه ثلاثة أبناء، كان الزوج يعمل بالأجر، ليس بشكل يومي، مما جعله يقترض من هنا وهناك، لسد احتياجات أسرته، وعقب تراكم الديون عليه، هرب للقاهرة، تاركة  صباح وعيالها الثلاثة، ولا تلوم عليه تركهم لظروفه المادية.

لم تصبر «صباح» كثيرًا، فقرارها كان حاسمًا، بالخروج للعمل، حاولت البحث عن عمل في كل الأماكن، ولكن وجدت وظيفة ربما لم تكن مناسبة للمرأة، إلا أنها امتهنتها، فهي تخرج للعمل يوميًا تحمل أجولة الأسمنت والحديد، من المستودع، ووضعه على سيارة تنقله إلى مكان آخر.

تحصل «صباح» على 15 جنيها لحمل طن الأسمنت، و50 جنيهًا لطن الحديد، ونجحت خلال فترة عملها، من سداد ديون زوجها، كما تمكنت من تزويج ابنتها، وعملها الشاق جعل ابنيها ، يعملون لمساعدة والدتهما.

تأمل صباح، في الحصول على معاش يساعدها هي وأسرتها، وبناء مسكن لابنيها، بعد أن ضربت مثالًا في العمل الشاق وتربية أبنائها

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة