البحيرات تعود للحياة
البحيرات تعود للحياة


البحيرات تعود للحياة| إنقاذ «البردويل» من المخلفات.. ومحميات لزيادة الإنتاج

حازم نصر- صالح العلاقمي- محمد قورة

الأحد، 05 يناير 2020 - 05:08 ص

- البحيرة خالية من التلوث وتحتوى على أسماك نادرة تصدر للخارج

- محافظ شمال سيناء: تشكيل لجنة لدراسة موقف الملاحات فى نطاق البحيرة


تأتى بحيرة البردويل بصفة خاصة على رأس بحيرات مصر الشمالية التى يتم الاهتمام بها نظرا لتميز نوعية الأسماك المنتجة منها، ولكونها البحيرة الوحيدة التى مازالت بعيدة عن مصادر التلوث بانواعه، كما أنها تنتج أسماكا قاعيه فاخرة وهى بذلك تساهم فى زيادة الدخل القومى.

وتصل مساحة بحيرة البردويل بشمال سيناء 168 الف فدان، حيث يعمل بها نحو 1228 مركبا يعمل عليها نحو 4 آلاف صياد فى 5 مراس وهى تنتج اجود أنواع الأسماك الفاخرة المعدة للتصدير الى أوروبا.


وأشاد الصيادون بالدور الذى تقوم به القوات المسلحة فى عمليات التطوير، التى ستحقق إضافة قوية لبحيرة البردويل بعد ان تمت السيطرة على المخلفات التى يتم إلقاؤها فى قاع البحيرة، والتى تعوق الصيد،الى جانب وجود مفرخات سمكية ومحميات طبيعية، لزيادة الإنتاج السمكى كى تسترد البحيرة عافيتها.. ولفت الصيادون الى ان وجود مشروعات لتنمية وتطوير البحيرة تاكيد لاهتمام الدولة وتنفيذ توجيهات الرئيس السيسى خاصة أنها البحيرة الوحيدة الخالية من التلوث ووجود اسماك فاخرة تصدر للخارج، وان إقامة مشروعات خدمية تساعد الصيادين كثيرا فى عمليات الصيد والارتقاء بمستواهم وزيادة معدلات الدخل.


وطالب عيد ابو رجل، رئيس جمعية صائدى الأسماك ببحيرة البردويل، بمنع إقامة أية مزارع سمكية حول البحيرة نظرا لتأثيرها السلبى على نوعية الإنتاج السمكى الذى يضر بشهرة اسماك البردويل، ويؤثر كذلك على المخزون السمكى للبحيرة التى تتمتع بأنواع لها مكان فى الأسواق الأوربية، كما ان عملية تطهير البواغيز الرئيسية للبحيرة تسمح بدخول الأسماك وتجديد مياه البحيرة لتقليل درجة ملوحة مياه البحيرة وإتاحة المناخ المناسب لنمو وتكاثر الأسماك. وطالب بإنشاء بوغاز ثالث فى البحيرة وافتتاح نقطة سروح للصيادين فى منطقة رمانة، الى جانب تنمية وتطوير البحيرة وعمل تقييم للإنتاج السمكى بها.


وطالب الشيخ سالم التونى رئيس جمعية الصيادين 6 اكتوبر، بإضافة مفرخات سمكية لزيادة الكميات الإنتاجية من الاسماك وتحقيق طفرة فى صيد كميات كبيرة من الاسماك القاعية. خاصة ان وجود محميات طبيعية يساعد فى زيادة أحجام الاسماك. وأكد على أن الصيادين يشعرون بالفارق عن السنوات الماضية وهم يستبشرون خيرا خلال السنوات القادمة بعودة اسماك الدنيس وزيادة معدلاتها مرة اخرى كأهم انواع الأسماك التى تشتهر بها البحيرة.
الانتاج السمكى
واشار الحاج نصر الله بكير ريئس جمعية السلام بالعريش،الى ان مشروعات التطوير ستعمل على زيادة الانتاج السمكى فى البحيرة، وبالتالى زيادة المعروض فى الاسواق وهذا بدوره سيعمل على تخفيض الاسعار لتصبح فى متناول كافة المستويات، ولفت محمد سلامة صياد، الى ايجاد حل لمشكلة انتشار الترسة البحرية قبل ان تتفاقم وتتزايد أعدادها، فهى تتغذى على الأسماك فترة الليل .
وقال سالم ضاحيوى، ان طائر غراب البحر يلتهم نحو 5% من الأسماك وفترة تواجده فى البحيرة محدودة وتجرى مكافحته من خلال برامج تنفذها ادارة البحيرة.


وأشار سلمى مصبح - صياد إلى ان مشروعات التطوير تنقل البحيرة نقله نوعية ومتقدمة كى تعود الى سابق شهرتها لإنتاج أسماك الدنيس، مشيرا الى انه تم التوقف عن الصيد باستخدام الحرف الممنوع ممارستها داخل مسطح البحيرة، لذا فان الصياد يستخدم عدة حرف طبقا لضوابط إدارة البحيرة من اجل صيد الأسماك او الجمبرى.


وقال د. أشرف الدكر عميد كلية الاستزراع السمكى بجامعة العريش ان مشروعات التطوير تمثل قيمة مضافة لمشروعات التخرج لطلبة الكلية الى جانب تطبيق المنظومة الزراعية والبحثية.

وقال إن الكلية تلبى احتياجات المشروعات القومية الكبرى بمنطقة شرق البحر المتوسط وتطوير منظومة التعليم من خلال مفهوم الجودة والتدريب المتميز، والاستفادة كذلك من نوعية البحوث والدراسات العليا فى نطاق بحيرة البردويل فهى اول كلية متخصصة فى الشرق الاوسط بجامعة العريش، فى مجال علوم الثروة السمكية بمفهومها الواسع وخاصة تكنولوجيا الاستزراع البحرى.
ولفت اللواء أمجد الراعية المدير التنفيذى للبحيرة، إلى ان البحيرة تخضع لأعمال تطوير دائمة لزيادة الإنتاج والحفاظ على نقائها، وذلك زيادة حجم الأسماك، وإتاحة الفرصة لإنتاج الأسماك، ومنع صيد الزريعة، وزيادة المخزون السمكى، وحظر الصيد فى مرحلة التكاثر (الراحة البيولوجية).


وأوضح أن مشروعات تطوير البحيرة تشمل عمل صيانة لمرافقها، وتطوير المراسى التابعة، وإنشاء الحواجز والقنوات الشعاعية، إلى جانب تطوير مراسى البحيرة، وإقامة أعمال الحماية اللازمة للحفاظ عليها وتنمية الثروة السمكية بها. وتتضمن الخطة إجراء عمليات تطهير البواغيز الرئيسية التى تربط مسطح البحيرة بمياه البحر، وكذلك أطراف البحيرة. كما استقبلت الإدارة البحرية، الكراكة، موانئ 7، التابعة لهيئة قناة السويس إلى إدارة بحيرة البردويل لتنفيذ أعمال التكريك.


ولفت اللواء أمجد إبراهيم المدير التنفيذى لبحيرة البردويل، إلى أنه جار إرسال كراكة أخرى، موانئ 11، بهدف تطهير بوغاز 2، علاوة على تنفيذ التكريك لتطهير الحاجز الغربى للبوغاز من اتجاه البحر وذلك بالتنسيق مع هيئة قناة السويس والهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية. وقال إن عمليات التكريك تهدف إلى إزالة الإطماء بالبواغيز الرئيسية المغذية للمسطح المائى للبحيرة، للعمل على تجديد المياه، وتخفيض درجة ملوحة مياه البحيرة لتهيئة المناخ المناسب لعيش الأسماك فيها.. كما سيتم إجراء عملية تطوير وتنمية لمرسى التلول. وصدق اللواء محمد شوشة محافظ شمال سيناء على رصف طريق التلول المؤدى من (الطريق الدولى إلى مرسى التلول) بطول ٣ كيلو مترات والمؤدى إلى إدارة بحيرة البردويل، كما سيتم توفير أعمدة الكهرباء للإنارة الكاملة للطريق لخدمة الصيادين والعاملين على خدمة المجال.
ولفت،الى انه يتم مقاومة طائر غراب البحر بعد الانتهاء من موسم الصيد فى ٢٦ ديسمبر الماضى، إذ يصل إجمالى أعداد الطائر حوالى 15 ألف طائر سنويا والذى يلتهم الأسماك الفاخرة وذلك عن طريق مراكب الصيد داخل البحيرة فى القطاعات الأربعة التى تم تقسيمها وهى التلول، اغزيوان، نجيلة، أبو صلاح،.
ولمنع خروج الأسماك من البحيرة إلى البحر نتيجة استخدام محركات ذات قدرات كبيرة، فقد تم تركيب شباك أمام فتحات البواغيز.. .
مناطق محمية
وقال د. خالد احمد السيد رئيس الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، إن الهيئة اعدت خطة لزيادة إنتاجها من الأسماك المطلوبة محليا ودوليا مثل الدنيس والبورى، عن طريق إقامة حضانات لزريعة الأسماك ومناطق محمية.

وأشار إلى أن الهدف من مشروعات التطوير هو تنمية الثروة السمكية ببحيرة البردويل والحفاظ على التنوع السمكى لاسيما أنها تنتج الأنواع القاعية التصديرية والفاخرة من الأسماك مثل اسماك الدنيس والعائلة البورية والقاروص والوقار والجمبرى وموسى، كما ان عملية تصدير الأسماك إلى الخارج تتزايد بصورة مطردة بعد التزام الشركات بالمواصفات والمعايير التصديرية، والتى تخضع لإجراءات الهيئة العامة للخدمات البيطرية، وقال إن هناك ضوابط أعلنتها وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى بشأن عمليات الصيد ببحيرة البردويل، وأهمها منع استخدام غزولات الجر المسماة «الكلسة» بجميع أنواعها، داخل المسطح المائى للبحيرة والسماح بالصيد للرسو فى المراسى المصرح بها، وعدم تواجد المراكب على شاطئ البحيرة وعلى مسافة 200 متر من الشاطئ، وعدم الاقتراب من بوغازى 1، 2، كما تم تحديد 5 حرف رئيسية للصيد داخل البحيرة.

وقال إن هناك دراسات بحثية وعلمية لمتابعة المتغيرات البيئية والتركيب النوعى لإنتاج البحيرة.. علاوة على إعداد خطة لزيادة إنتاجها من بعض الأنواع المطلوبة محليا ودوليا، عن طريق إقامة حضانات لزريعة الأسماك ومناطق محمية، وأشار الى ان الادارة البحرية استقبلت، كراكة جديدة، موانئ ٧، تعمل لتطهير البواغيز وفتح أخرى جديدة وإنشاء الحواجز والقنوات الشعاعية، وتوفير كراكة ذات قدرة عالية للعمل داخل البحيرة بصفة مستمرة إلى جانب تطوير مراسى البحيرة، وإقامة أعمال الحماية اللازمة للحفاظ عليها وتنمية الثروة السمكية بها.وقال ان أعمال التطوير مستمرة طوال فترة إغلاق البحيرة، وذلك بشق القنوات الشعاعية، وتطهير البواغيز الرئيسية للبحيرة، كما تبذل الإدارة البحرية جهودا مستمرة لاستخراج مخلفات الهياكل الحديدية وخزانات المياه القديمة والكاوتشات التى يقوم الصيادون بوضعها فى المياه لصيد الأسماك.


وقال اللواء د. محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، إنه تم تشكيل لجنة برئاسته لدراسة موقف الملاحات المقامة فى نطاق البحيرة ومدى تأثيرها على إنتاج بحيرة البردويل من الأسماك من اجل الحفاظ على مسطح البحيرة دون أى تعديات.وتضم اللجنة فى عضويتها 7 من الجهات المعنية، منها المعهد العالى لعلوم البحار، وهيئة تنمية الثروة السمكية وهيئة الاستشعار عن بعد والبيئة، وممثلون عن الملاحات وجمعيات صائدى الأسماك، وأوضح أنه تتم الاستعانة بالمنتفعين من الملاحات لاستيضاح جوانب المشكلة والوقوف على طبيعتها قبل اتخاذ القرارات اللازمة بما لا يضر بعمليات الصيد فى البحيرة أو التأثير على المخزون السمكى بها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة