جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

أمن مصر.. وأوهام «السلطان» الخاسر!

جلال عارف

الأحد، 05 يناير 2020 - 07:56 م

إذا كان هوس إردوغان يسمح له بأن يدخل بلاده فى أزمة تلو أخرى من أجل أوهامه فى استعادة العثمانية بكل تاريخها الأسود، أو لأنه أصبح جزءاً من مشروع الإخوان الإرهابى.. فإن هذا الهوس لابد أن يسير بصاحبه إلى طريق مسدود وإلى هزيمة محتومة مهما ارتكب من حماقات ومهما حاول أن يظهر بمظهر القادر على ابتزاز الجميع، ومهما تصور أنه قادر على ممارسة البلطجة والإفلات من العقاب!
إردوغان العائش فى أوهامه يتصور أن حماقة التدخل فى ليبيا سوف توقف انهيار سطوته التى كانت فى تركيا، وسوف تجعله مسيطراً على ثروات ليبيا وشريكا فى ثروات المتوسط، وسوف تجعله مصدر تهديد مباشر على حدود مصر التى لم يتوقف تآمره عليها كجزء أساسى من تآمر الإخوان الذى لا ينسى الضربة القاصمة التى تلقاها من مصر فى 30 يونيو.
منذ اللحظات الأولى لحماقة إردوغان فى ليبيا، ومع إعلان اتفاقاته الباطلة مع ما يسمى بـ «حكومة الوفاق» التى تغطى احتلال الميليشيات للعاصمة طرابلس، كان الموقف المصرى حاسماً فى رفض أى تدخل أجنبى فى شئون ليبيا، وفى دعم جيش ليبيا الوطنى والعمل على حل سياسى شامل يستعيد الدولة ويضمن وحدة ليبيا ويخلصها من عصابات الإرهاب التى يدعمها أمثال إردوغان.
ومنذ اللحظات الأولى كان الموقف الثابت لمصر هو أنها لن تسمح بوجود أجنبى يهدد حدودها، ولن تترك ليبيا تسقط فى قبضة الإرهاب أو تتعرض للغزو، وأن على الجميع أن يدرك أن ليبيا هى قضية أمن قومى لمصر بكل ما تعنيه الكلمة. وفى كل تحركاتها تلتزم مصر بالشرعية والقوانين الدولية. لا تعتدى ولا تبتز ولا تمارس البلطجة كما يفعل المهووس إردوغان. لكنها تضع الخطوط الفاصلة لحماية أمنها القومى. تتحرك عربياً وأفريقيا ودولياً لإيقاف الحماقة التركية. تتوحد صفوفها كما يحدث فى كل موقف يتعرض فيه الوطن لأى خطر. رسالتها واضحة وحاسمة: نسعى للسلام.. ونستعد لقطع كل يد تمتد بالسوء أو تهدد أمن الوطن.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة