مريم السيد عبد الغفار
مريم السيد عبد الغفار


إبداعات القراء| خاطرة «ما بعد الثانية عشر ليلًا»

نادية البنا

الإثنين، 06 يناير 2020 - 06:07 م

أرسلت مريم السيد عبد الغفار، خاطرة بعنوان «ما بعد الثانية عشر ليلا»، لخدمة «واتس آب بوابة أخبار اليوم»، للنشر ضمن إبداعات القراء في تبويب صحافة المواطن.

إلي صديقي الذي لا اعلم أين هو الآن..
إلى كل من شعر بأنه غير كافي في هذا الكون ورغب في البقاء وحيدًا بعيدًا عن ثرثرة العالم..!

أريدك أن تعلم يا صديقي أنني أشعر بك.. اعلم كل ما بداخلك من ضوضاء صاخبة أشبه بأصوات الرعد بل أكثر رهبة من ذلك..

اعلم أن كل ما بداخلك سببه هو كل ما رغبت فيه وفقدته .. (ثمة أشخاص فقدتهم وأردت بقائهم للأبد .. ثمة مشاعر تحطمت على صخرة البرود من كثرة الألم الذي واجهته في هذه الدنيا، أو أحلام كنت تطير بها إلى عنان السماء وخيالك ذهب إلى الأفق وبين دقة عقرب والأخرى ذهبت هي أيضا إلى حيث لا تدري ووقعت أنت على أرض الواقع المؤلم الذي نريد أن نهرب منه جميعًا ..

اعلم ما بك يا صديقي جيدا ،، اعلم كم من مرة شعرت برغبة في الانتحار .. اعلم أن من الممكن هذه الرغبة تطول لديك .. ظهر عليك الأرق والتعب .. رأيتك وأنت تهرب من الجميع وتفضل العزلة مع أفكارك .. كنت ألاحظ عليك دائمًا أن أثقال الدنيا تحملها على كتفيك .. كنت اردد بيني وبين نفسي كيف وصل به الحال لذلك ..! هل هناك أشياء تؤدي به إلى ما هو عليه الآن ..!!

حسنا يا صديقي .. دعك من هذا كله..! فأنا لا أريد أن أذكرك بآلامك ..

اذهب معي قليلا فضًلا .. أريد أن أخبرك ببعض الأشياء .. وأنا أعلم جيدًا أن كل الأفكار استحوذت علي عقلك وفقدتك بعض الشئ من التركيز فيها .. !

انظر ..!! هل ترى أن الله خلق هذا الكون كله لتكون وحيدًا ولا ترغب في أي شئ منه ..!!

أخبرني حقًا هل أنت لست جيد في فعل أي شئ ..!! انظر إلى ما بداخلك يا صديقي ..

رتب فوضي نفسك وأفكارك وأنا أثق تماما أن بداخلك شئ يستحق العناء، وتحسب انك جرم صغير وفيك انطوي العالم الأكبر .. انجازك لبعض الشئ حتى ولو كان لا يذكر يعتبر انجاز وتستحق أن تكافئ نفسك بنفسك عليه.. فأنت أولا وأخيرا المسئول عن نفسك وعن تحسينها والإحسان إليها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة