كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

أخطر من السيارات المفخخة !

كرم جبر

الإثنين، 06 يناير 2020 - 08:04 م

 

حادثان لهما دلالة:
الأول: الشرطة الألمانية قتلت شخصاً حاول مهاجمة عدد من الضباط، بواسطة سكين كان يخبئه خلف ظهره، ورفض الاستسلام قبل أن يتم إطلاق النار عليه.
والثانى: الشرطة الفرنسية قامت بإطلاق النار، وإصابة رجل هرع نحو مجموعة من رجال الشرطة بسكين فى مدينة ميتز الشرقية.
الدلالة: الخوف من الإرهاب جعل الشرطة فى أكثر الدول الديمقراطية، تلقى القانون جانباً إذا تعرضت للخطر، ويمنحها حق الدفاع الشرعى عن النفس سلطة إطلاق النار لمجرد الشك.
يحدث هذا فى دول لا تعانى واحدا فى المائة من الخلايا الإرهابية النائمة والمستيقظة فى بلد مثل مصر، تتعدد فيها صور الإرهاب بأشكال متقدمة أو متخلفة تكنولوجيا، ومن الآر بى جيه حتى التفجيرات.
فى سيناء - مثلاً - وضعت مصر سلامة المدنيين والحفاظ على حياتهم فى المرتبة الأولى، وتفكر القوات ألف مرة قبل أن تقتحم وكراً، إذا كانت حياة مدنى واحد مهددة بالخطر، ويستثمر الإرهابيون ذلك فى اتخاذ الأبرياء دروعاً بشرية.
الحمد لله، لو قارنَّا بين حجم العمليات الإرهابية وتأثيرها والخسائر الناجمة عنها، منذ أربع سنوات ماضية والآن، فالنسبة تراجعت كثيراً جداً ولا وجه للمقارنة.
الخلاصة: تحية لقوات الجيش والشرطة فى مصر، فرغم قذارة العمليات الإرهابية، إلا أنها تتمسك بتفعيل القانون، وإعلاء شأن حقوق الإنسان، ولكن الدفاع عن النفس حق شرعى، تقره القوانين فى كل دول العالم.
>>>
المؤتمر الذى أقامته وزارة الشباب فى مقر جامعة الدول العربية، لمناقشة التطرف والإرهاب «الشباب واستخدام التكنولوجيا»، وبحضور نخبة من وزارة الشباب وكبار المسئولين فى الدول العربية.. المؤتمر إنجاز رائع لوزير الشباب الدكتور أشرف صبحى.
سعدت بإدارة الندوة الأولى بعنوان «دور المؤسسات الدينية فى مواجهة الإرهاب والتطرف، وتحدَّث فيها الوزراء مختار جمعة «الأوقاف» أشرف صبحى «الشباب والرياضة» نيفين القباج «التأمينات» فارس بريزات «الشباب والرياضة الأردنى»، شوقى علام «مفتى الديار المصرية» والأنبا موسى «أسقف الشباب».
التوصيات التى تصدر عن المؤتمر ستكون وثيقة محترمة للتعامل مع الخطر الداهم الذى يهدد المجتمعات العربية، خصوصاً وأن مستويات المتحدثين وما طرحوه من رؤى وأفكار، كانت تشخيصاً حاداً للداء الذى يكاد يكون مزمناً.
العقل العربى فى خطر، خصوصاً أجيال الشباب التى تتعاطى ثقافتها من عالم سوشيال ميديا الفسيح، دون أدنى درجات الرقابة والمتابعة، فنحن لا نربى أولادنا ولا نعلمهم، بل نتركهم فى أيدى آخرين، ربما يسيئون استخدامهم.
الأفكار المتطرفة عندما تملأ العقول هى أخطر من الديناميت والمتفجرات والرصاص الحى وقنابل المسامير، فكل سيارة مفخخة تنفجر، وراء فتوى ضالة تمهد الطريق إلى الإرهاب.
العمليات الانتحارية نفسها دليل على نجاح المتطرفين فى تخريب العقول، فمن يقنع شاباً بمقايضة حياته فى الدنيا، مقابل عملية انتحارية، هو بالتأكيد أشد خطراً من الشيطان نفسه.
شبابنا أمانة فى أيدينا وقلوبنا وأعناقنا، نحتويهم ونحتضنهم، ونحميهم من الخطر الرهيب.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة