الأربعاء، 08 يناير 2020 - 04:34 م

«حكمت المحكمة بإعدام المتهم!».. جملة سقطت كالصاعقة، على أب لـ4 أبناء، وهو داخل قفص حديدي، يحاكم بتهمة قتل زوجته، فلم يستطيع أن ينطق أو يتحرك من مكانه، فسرعان ما تثبتت أقدامه وارتعش جسده، وانهار في البكاء، وندم على ما فعله في تلك الزوجة المسكينة، التي دائمًا ما كانت تحلم بأن يكون لها زوج يحنو عليها، وتحققت أمنياتها بأن تزوجت من المتهم وأنجبت منه 4 أطفال.

فبداية القصة، عندما تقدم «أحمد. ص»، 36 سنة، لزواج من «شيماء.م»، بعد أن تعرف عليها من خلال أحد الأقارب، وعلى الفور، تمت الزيجة، ورزقوا في العام الأول بطفل، فعمت الفرحة، داخل الأسرة، وأصبح يعمل الأب ليلًا ونهارًا داخل المخبز، لكي يجمع الأموال ويصرف على أسرته، ومع الوقت رزقوا بطفل أخر ثم أخر، حتى أصبح لديهم 4 أطفال، مما أدي إلى زيادة الضغوط، على رب الأسرة، وأصبح لا يستطيع أن يدبر أموال ليصرف على أبنائه وزوجته.

ومن هنا دبت المشاكل داخل الأسرة، وبدأت تتعالي الأصوات والمشاجرات بينهما، بسبب ضعف الأموال وخاصة بعد أن تقاعس الأب عن العمل، وأصبح يرفض الذهاب إلى المخبز مما أدي إلى تعرض الأسرة لفقر شديد، فلم يستطيعوا أن يجلبوا الطعام أو الشراب.

لم تستمر معاناة تلك الأم المسكينة عند ذلك، بل أيضًا أصبح يتعدي عليها بالضرب المبرح والسب والقذف، بسبب مطالبتها له بأن ينزل ويعمل لكي يجني قوت يومه، فالأسرة ليس لها دخل أخر بخلاف اليومية التي يحصل عليها الأب، وتوقفه عن العمل تسبب في انقطاع الرزق عنهم، وفي ذات ليله، قام المتهم بالانهيار بالضرب على الزوجة، حتى سقطت في الأرض مغشي عليها، وتدخل الأهالي ولكنها رفضت الطلاق، حفاظا على أطفالها.

ظل المتهم يعذب في زوجته، ويرفض النزول للعمل، حتى قام بضربها بحجر فسقطت جثة هامدة، ثم جاءت له الفكرة الشيطانية، في إخفاء جريمته، بأن يقوم بوضع الجثة في جوال ونقلها في تروسيكل إلى جسر مصرف القرية، ثم أشعل النيران فيها لإخفاء معالمها، حتى لا يستدل عليها، وأبلغ المباحث بأنه زوجته متغيبة ولا يعرف مكانها، ومع تضيق الخناق عليه أمام رجال مباحث منيا القمح، برئاسة الرائد محمد فوائد، اعترف بالواقعة، وأنه من قام بقتلها، وإشعال النيران في جثتها، فتم إحالته للنيابة التي قدمته لمحكمة الجنايات وبعد عدة جلسات من سماع مرافعة النيابة والشهود ومرافعة دفاع المتهم، قضت محكمة جنايات الزقازيق، بمعاقبة الفران بالإعدام شنقا لقيامة بقتل زوجته الشابة وإشعال النيران في جثتها، فلم يكن منه سوي أن وجه رسالته الأخيرة،«قتلتها لإنهاء خلافاتنا للأبد»، وصدر الحكم برئاسة المستشار إبراهيم عبد الحي وعضوية المستشارين تامر ممدوح سليم ومحمد ماهر رشاد وأمانة سر محمد فاروق.