عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

المبتزون!

عمرو الديب

الأربعاء، 08 يناير 2020 - 06:15 م

 

 تتعدد الأسباب الموجبة للتفاؤل، والداعية إلى توقع الأفضل استنادا على حقائق موضوعية، وذلك على مستوى إنجازات الداخل الشاهقة، وتسارع خطى تحقيق الأهداف التنموية فى الواقع المصرى، وأقول إن موجبات التفاؤل ربما تسطع فى المشهد الداخلى، وعلى المستوى المحلى، لأن الدوائر الأكثر اتساعا سواء على الصعيد العالمى، أو فى المحيط الإقليمى تنذر ـ للأسف - بأخطار تتصاعد حدتها، وتموج بتوترات قد تحيل حياة المنطقة إلى ليل مضطرب طويل، بسبب أطماع البعض، ورغبة الآخرين فى التمدد والتوسع على حساب الشعوب المطمئنة التى تريد العيش فى استقرار داخل حدودها الآمنة، ولكن ما يهدئ كثيرا من روعنا أن النظرة المصرية البعيدة، والأساليب الحكيمة الواقعية التى تنتهجها القيادة السياسية فى بلادنا تنبئ بقدرتنا على التصدى للأخطار المتوقعة، واجتياز التحديات التى قد تفرضها الأحداث المتسارعة، لذلك دعونا نتفاءل على مستوى تواصل الإنجاز الشاهق الذى شمل معظم أودية الحياة، وفتح أبواب الغد المشرق على مصراعيها لأجيال صاعدة واعدة لن تكبل خطواتها قيود ميراث الأزمات المزمنة، وعلى صعيد حياتنا الثقافية دعونا نتفاءل ونحن لم نزل فى مطلع العام، باختفاء الظواهر الشائنة، أو على الأقل تراجعها، وفى مقدمتها: انتشار «فتوات» الثقافة من أهل السبوبة والارتزاق، كما أرجو أن تختفى فى المقابل ظاهرة المسئولين الثقافيين المرتعشين الذين ترهبهم ألاعيب المبتزين من أصحاب الأقلام العاهرة، والحناجر الداعرة، الذين يتخذون من الأساليب المنحطة ووسائل التهديد والوعيد والضجيج جسورا إلى أغراضهم الدنيئة، عبر تخويف المسئولين الثقافيين المرتعشين، حتى يخضعوا لابتزازهم، ويذعنوا لمطالبهم على حساب وطنهم، وخصما من رصيد ملايين البسطاء المحرومين من الخدمة الثقافية فى القرى والنجوع والمناطق الحدودية، ويجب أن يعى المسئولون الثقافيون جيدا أن مؤسساتنا الثقافية القومية، ليست نهبا مستباحا لبلطجية الثقافة وشللها الإجرامية، وأن ميزانياتها لا يمكن أن تكون بابا لإرضاء هؤلاء الأدعياء، والاستجابة لمطالبهم حتى يأمنوا ضجيجهم، وذلك أمر شائن مهين ليس فقط لهؤلاء المسئولين الثقافيين، ولكن للثقافة المصرية كلها التى كانت دائما صائغة الواقع الثقافى فى المنطقة، وشمس المشهد الثقافى العربى، ومع تغول المبتزين، وانتشار البلطجية والمرتزقة من أصحاب الأقلام الداعرة، والخناجر الوضعية، وظهور نموذج المسئول الثقافى المرتعش الذى يخضع للابتزاز دائما، أضحى واقعنا الثقافى ليس كما نطمح!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة