إسلام الراجحى
إسلام الراجحى


وداعاً خديجة هانم

إسلام الراجحي

الأربعاء، 08 يناير 2020 - 10:16 م

لم يحالفنى الحظ أن أكون متدربا تحت يديها فى القسم القضائى، ولكننى منذ الأيام الأولى لى فى «الأخبار» كصحفى تحت التمرين وجدت الجميع يلقبونها بالهانم، الجميع يكن لها كل التقدير والاحترام، تلاميذها يرون مواقفها فى دعم الشباب ومساعدتهم، قبل شهور من تخرجى توجهت إلى نادى القضاة لإجراء حوار صحفى لمجلة مشروع التخرج، مع أحد قضاة مصر الأجلاء والذى كان يشغل منصب رئيس محكمة جنايات فى ذلك التوقيت وقبل أن أبدأ الحوار قال لى أرجو أن تنقل تحياتى لخديجة هانم عفيفى، وبدأ فى الحديث عنها قائلا «عنوانها المصدقية والأمانة، دولة تعمل بروح الشباب، حكيمة تفضل صحة الخبر على السبق» استمعنا إلى تلك الكلمات والشهادة فى حق الهانم وخرجنا جميعا نتطلع أن نكون يوما ما متدربين فى القسم القضائى حتى نعمل مع تلك القيمة والقامة.


لم يدخل أحد مكتبها طالبا مساعدة إلا وكانت وكأنها صاحبة الشأن، تتواصل مع المسئول وتتابع حتى تصل إلى حل وتطمئن إلى انتهاء المشكلة، مر الوقت وتخرجت وأصبحت فى قسم التحقيقات وكنا فى متابعة فى الشارع لرصد الاحتفالات بعيد الأخوة الأقباط وبدأنا فى التقاط الصور إلا أننا وجدنا أحد ضباط الشرطة يسألنا عن هويتنا نظرا لأننا كنا فى فترة عصيبة وبمجرد أننا أظهرنا كارنيهات أخبار اليوم ابتسم وقال سلامى لخديجة هانم أى مساعدة، فى السنوات الأخيرة للهانم أصابنا الحزن جميعا بعد مرضها ولكننا كنا نشاهدها شامخة كالجبال، عنيدة على الانكسار، تتابع عملها بكل همة، آخر موقف جمعنا بها كان اتصالا هاتفيا لها بصالة التحرير جاءنى صوتها فى الثامنة والنصف منذ أكثر من شهرين قائلا «بعت خبر عن إفراج النائب العام عن متظاهرى يوم الجمعة».


إن أجمل ما يتركه الإنسان بعد رحيله لأولاده وأحفاده ليس تاريخه الحافل ومناصبه التى تولاها فحسب بل يترك ما هو أهم فى وجهة نظرى وهو مواقفه الطيبة، مساعدته للآخرين، جبره لخواطر الضعفاء، رفع الظلم عن المظلومين، لن أقول وداعا خديجة هانم عفيفى لأنها ستظل فى الوجدان ندعو الله لها بالرحمة والمغفرة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة