علما البلدين
علما البلدين


عامان على قمة الكوريتين التاريخية.. دون إرساء قواعد السلام

أحمد نزيه

الخميس، 09 يناير 2020 - 02:42 م

لم يؤذن بعد لدائرة عرض 38 شمالًا ألا يكون لها أهمية، فهي إلى حد الآن الفاصل بين شطري شبه الجزيرة الكورية، والذي أصبح ذا أهمية بدءًا من عام 1953، حينما تم توقيع اتفاق الهدنة، الذي قسم شبه الجزيرة الكورية إلى دولتين، وهو الوضع القائم إلى يومنا هذا.

وقبل عامين من الآن، في مثل هذا اليوم التاسع من شهر يناير عام 2018 كان الطير في جو السماء يرفرف بأغصان الزيتون فوق قرية بان مون جوم، على الحدود الفاصلة بين الكوريتين، وذلك إيذانًا بانعقاد أول قمة للسلام بين الكوريتين بعد سنوات من القطيعة.

قمة تاريخية

أعقب ذلك الاجتماع قمةٌ تاريخيةٌ في الـ27 من أبريل عام 2018، بين الزعيمين الكوري الشمالي كيم جونج أون، والجنوبي مون جيه إن، اتفقا خلاله على نزع الأسلحة النووية، وغرسا شجرة الصنوبر إيذانًا ببدء السلام، وعبرا الحدود الفاصلة بين البلدين سويًا، كاسرين بذلك كل العوائق السياسية بين البلدين، التي ظلت جاثمةً لنحو 7 عقود.

وعلى مدار عامٍ أعقب قمة السلام في بان مون جوم مطلع عام 2018، شاركت الكوريتان تحت رايةٍ موحدةٍ في دورة الألعاب الشتوية في مدينة بيونج تشانج الكورية الجنوبية في فبراير 2018، وفي كأس العالم لكرة اليد في ألمانيا والدنمارك في يناير من العام الماضي.

لكن آفاق السلام بين الكوريتين لم تبلغ عنان السماء إلى حد الآن، بل على العكس بدأ مؤشر التصعيد يلوح في الأفق، خاصةً في ظل تهديداتٍ كورية شماليةٍ بعودة تجاربها النووية مرةً أخرى.

يأتي هذا بعد انقضاء مهلةٍ منحها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون للولايات المتحدة، حليفة كوريا الجنوبية، لإعفاء بيونج يانج من العقوبات الاقتصادية، المسلطة عليها، وهو ما لم يوافق عليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وكانت بيونج يانج قد عادت في شهر ديسمبر الماضي إلى تجاربها النووية، وأجرت اختبارًا حيويًا جديدًا في موقع سوهاي لإطلاق الأقمار الاصطناعية، بعد اختبارها لأسلحة عدة وصفت اليابان بعضها بأنها صواريخ بالستية.

وفي ضوء ذلك، يبدو أن العلاقات بين الكوريتين في مرحلة من الجمود، دون أن تُحرك ساكنًا بعد في نمسار إحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة