غادة زين العابدين
غادة زين العابدين


عاجل جدا

خواطر وأحزان ومبادرة

غادة زين العابدين

الخميس، 09 يناير 2020 - 04:33 م

 

 - لا يجمع بينهما شيء سوى اعتزازى بهما ورحيلهما فى يوم واحد هو 7 يناير، الأول هو القامة القانونية العظيمة د.فؤاد عبد المنعم رياض، أبو القانون الدولى فى مصر.. وأول قاضٍ مصرى فى محكمة العدل الدولية.. ورئيس لجنة تقصى الحقائق فى أحداث رابعة.. وأحد رواد حقوق الإنسان فى مصر.. وفوق كل ذلك هو المحب للحياة، عاشق الفن والأدب.. وعازف الكمانجا.. والأستاذ الجامعى المتميز.. الذى يمنح تلاميذه مع العلم الغزير.. فن الحياة.
كان لى شرف إجراء أكثر من حوار صحفى معه واقتربت منه أكثر من خلال تلميذه الوفى الصديق المشترك دكتور حسام لطفى رائد الملكية الفكرية فى مصر، لفت د.حسام نظرى للجوانب الإنسانية والفنية التى لا يعرفها أحد عن د.فؤاد رياض، وجمعتنا معا عدة لقاءات ممتعة بعيدا عن العمل الصحفى، يقول د.حسام: لن أنطق بكلمة رثاء، لأنه ما كان يقبل أن تنقطع سيرته بموت، فكتاباته وكلماته وضحكاته لن تنقطع، فهو الناطق بحب الحياة ونبذ الفرقة، غادرنا يوم احتفالنا بعيد ميلاد المسيح عليه السلام، حييته ليلة وفاته حين كنت فى زيارته، وردد ثلاثا أن باكر هو السابع من يناير سنة ٢٠٢٠ وابتسم وقال: "آن الأوان أن استجم"، وصدق القول.
وأذكر أننى فى آخر حواراتى الصحفية معه اختتم الحوار قائلا: "رغم متاعبى الصحية.. لازلت أمارس عملى فى التدريس بحقوق القاهرة باللغتين العربية والفرنسية.. وأحرص على حث تلاميذى على الاهتمام بتكوين الشخصية المتكاملة.. وتشجيعهم على الثقافة والتذوق الفنى والأدبى.. وكثيرا ما أشاركهم حفلات موسيقية صغيرة فى المدرج أعزف خلالها الكمانجا.. ويعزف تلاميذى الأورج والقانون والإيقاع، والتدريس بالنسبة لى ليس مهنة بل رسالة محببة لإيمانى بأن أهم دور للإنسان أن ينقل ما تعلمه من علم ومعرفة.. وكان من حظى أنى وصلت لدرجة من العلم والمعرفة تفرض على واجب نقلها للأجيال القادمة.. طالما فى العمر بقية.
- أما الشخصية الثانية التى تأثرت برحيلها فى نفس اليوم، هى الزميلة والصديقة والأستاذة خديجة عفيفى، مدير تحرير الأخبار وأحد أعلام القسم القضائى، كانت رائعة فى التزامها وتفانيها فى عملها، وحبها للجميع ودعمها لكل من يحتاج الدعم، كانت رائعة أكثر فى شجاعتها وصبرها فى مواجهة المرض الشرس، واحتفاظها بابتسامتها رغم الآلام المبرحة، وإصرارها على العمل بحماس الشباب حتى آخر يوم، رحمها الله رحمة واسعة.
- مع اقتراب معرض القاهرة الدولى للكتاب، اتصل بى الأستاذ الكبير إسماعيل فرحان أشهر أصدقاء معرض الكتاب وطلب تجديد الدعوة والمبادرة بإعادة تذاكر القطار المخفضة لأبناء المحافظات لتشجيعهم على حضور معرض الكتاب، أتصور أن ترحب وزيرة الثقافة بالمبادرة إذا كنا حقا جادين فى تشجيع الفكر والثقافة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة